قايد صالح مبرزا سيره وفقا لضوابط قوانين الجمهورية:

الجيش محترف في استيعاب مقاييس المحافظة على ثقة شعبه

الجيش محترف في استيعاب مقاييس المحافظة على ثقة شعبه
  • القراءات: 418
م. خ م. خ

أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أن الجيش محترف في هضم واستيعاب مقاييس المحافظة الدائمة على رصيد ثقة شعبه، مبرزا سير الجيش دوما وفقا لضوابط قوانين الجمهورية ”التي جعل منها مرتكزا قويا من مرتكزات الاحترافية بكل ما تعنيه العبارة من معاني ودلالات.

وأوضح الفريق قايد صالح، في كلمة توجيهية خلال ترؤسه الاجتماع السنوي لإطارات منظومة التكوين بالجيش الوطني الشعبي، بمناسبة زيارته إلى المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالجزائر العاصمة، أن ”تلكم هي الضوابط التي حرصت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني”، مبرزا لدى تطرقه إلى الجانب التكويني ”الخطوات الكبرى التي استطاعت المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي أن تقطعها، بفضل الرعاية الشديدة والمتواصلة التي يتم إيلاؤها لقطاع التعليم والتكوين بكافة  فروعه وتخصصاته”، حسبما جاء في بيان وزارة الدفاع الوطني.

كما ذكر الفريق قايد صالح، خلال هذا الاجتماع الذي حضره كل من اللواء علي سيدان، قائد الناحية العسكرية الأولى، واللواء شريف زراد، رئيس دائرة الاستعمال والتحضير بأركان  الجيش الوطني الشعبي وضم رؤساء أركان قيادات القوات، قادة المدارس العسكرية والمكلّفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية، أن ”القيمة العالية والقدر الرفيع الذي نمنحه في الجيش الوطني الشعبي للعلم والمعرفة في خارطة الطريق التي نتبع معالمها بعقلانية شديدة وبمثابرة أشد في سبيل تمكين المنظومة التكوينية من أداء مهامها الجليلة المنوطة بها، المتمثلة أساسا في توفير صفوة من الإطارات المتعددة المعارف والاختصاصات، قادرة على مواكبة كافة التطورات العلمية والتكنولوجية ومسايرة شتى المسالك المؤدية إلى التفتح أكثر فأكثر على المستقبل بنظرة متبصرة تجعل من حسن استشراف المستقبل وحسن استقراء متطلباته الملحة التي تكفل تحقيق الأهداف المسطرة”.

وأبرز في هذا السياق أن ”ما تحقق حتى الآن في المجال العلمي والمعرفي والتكويني هو في غاية الأهمية، بل يبعث على الارتياح”، مشيرا في المقابل إلى أن طموحات الجيش الوطني الشعبي التي هي طموحات الجزائر وشعبها، تحث دوما على أن يكون دوما في مستوى المسؤوليات العظيمة الموكولة إليه وتحمل هذه المسؤوليات على الوجه الأنسب والأصوب، وتتطلب إيجاد القدرات التي تكفل ذلك”، ليخلص في هذا الصدد إلى أن ”العلم والمعرفة وحسن التكوين هي الوسائل المثلى لبلوغ أهدافنا”.

واستطرد نائب وزير الدفاع الوطني قائلا إن ”الالتحاق بالركب المتطور الذي أصبحت عليه الجيوش المتقدمة في عالم اليوم ومواكبة وتيرته عن دراية ومعرفة وعلم، هو الغاية المشروعة والطموحة التي ستبلغونها إن شاء الله تعالى، بفضل ما يحدوكم من رغبة وما تتحلون به من عزيمة”، مشيرا في نفس السياق إلى أنه ”من بين أهم العوامل الأساسية التي أسهمت في إنجاح المسار التعليمي للمنظومة التكوينية لدينا، حرصها الدائم على أن تكون جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية الوطنية وأن تكون شديدة التطابق مع قيم شعبها ومقومات شخصيته الوطنية وتكون بالتالي رافدا قويا من روافد ترقية قطاع التربية والتعليم في بلادنا بمفهومه العسكري المتكيف مع خصوصيات المهنة العسكرية  ومتطلباتها الملحة”. واعتبر الفريق قايد صالح ”سهولة اندماج المنتسبين الجدد في المسار التعليمي والتكويني المنتهج في صفوف الجيش الوطني الشعبي هو خير برهان على ذلك التجانس الشديد الذي يربط بين المحيط المهني العسكري وبين الخزان الشعبي الذي منه تغترف منظومتنا التكوينية زادها البشري”، مشيدا في هذا الإطار بنوعية المورد البشري النخبوي المتخرج من مختلف مؤسسات التكوين العسكرية والتي يعود الفضل فيها ـ حسبه ـ إلى رشادة ما تضمنته الإستراتيجية المتبنّاة من رؤية وأهداف على المدى القصير والمتوسط والبعيد، وبفضل الحرص على تزويد هذه المؤسسات التكوينية بإمكانيات  بيداغوجية متطورة ونخبة من المؤطرين والمكونين من ذوي التأهيل العالي وممن يتّصفون بحس رفيع حيال ما يتحمّلونه من مسؤولية”.

وأوضح في هذا الصدد أن ”هذا الزاد البشري النخبوي به ومعه يبقى الجيش الوطني الشعبي مبدئي النّهج والسلوك، يقدس العمل المخلص والمتفاني ويعتبره وسيلته الفضلى، بل المثلى لبلوغ المزيد من القوة والمزيد من التطور في كافة المناحي والقطاعات”، كما يبقى الجيش بهذا الزاد ـ حسب الفريق قايد صالح ـ ”جيشا ينظر إلى المصلحة العليا للبلاد نظرة شاملة وبعيدة النّظر، يصبح من خلالها الوطن وديعة بين أيادي أمينة، أياد تعرف للأمانة حقها وترعى للعهد حق الالتزام وحسن الرعاية، أياد تقدر قيمة العمل الشريف والنظيف المتوافق مع طهارة هذه الأرض وطهارة شهدائها الأبرار”، مؤكدا بأنه ”من أجل ذلك يستمر الجيش الوطني الشعبي في اعتبار العمل المثابر والمتقن والمخلص لله وللوطن وسيلته الأساسية التي تكسبه حسن التكيّف الدائم مع مقتضيات المصلحة الوطنية العليا ومتطلبات تحقيقها، وهذا يستوجب بالضرورة التحلّي بمستوى راق من الإحساس بالمسؤولية وبحس الواجب حيال الشعب والوطنّ”. وتابع الفريق قايد صالح، قائلا إنه ”بوحي هذه الرؤية الحكيمة والرشيدة تستمر المنظومة التكوينية لدينا في عدم الاكتفاء بالجانب التعليمي المجرد والتكوين البحت، وإنما تستمر بمثابرة شديدة في الاعتناء بالجانب التحسيسي والتوعوي”، مبرزا أن ”الهدف هو تخريج إطارات من ذوي الكفاءة والمهارة في كافة مناحي المهنة العسكرية ومن حيث التمتع بالقدرة على إدراك حيوية المهام الموكلة”، ليضيف في هذا الخصوص بأن ”من يدرك حساسية مهامه تجاه وطنه وينجح في بلوغ المستويات المهارية المرموقة في مختلف التخصصات، سيحوز دون شك على اكتساب مواصفات المواطن الصالح وسيحوز أيضا وبحكم المهنة على مميزات العسكري الناجح، وتلكم هي قمة التكامل المهني والإدراكي الذي يتعين على قطاع التعليم والتكوين أن يتولى مهمة ترقيته بصفة متواصلة”.

وبعد هذه الكلمة تابع الفريق قايد صالح، عرضا شاملا حول التكوين بالجيش الوطني الشعبي قدّمه رئيس مكتب التعليم العسكري، إضافة إلى عروض قادة المؤسسات التكوينية والمكلّفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية.