الناتو يؤكد أنها تركز على النهج القاري في مكافحة الإرهاب:

الجزائر نجحت في حماية منشآتها الطاقوية

الجزائر نجحت في حماية منشآتها الطاقوية
  • القراءات: 667
مليكة خلاف مليكة خلاف

أكدت مصادر من منظمة الحلف الأطلسي، أن الجزائر نجحت في حماية منشآتها الطاقوية ضد التهديدات الهجينة، من خلال تحصين مواقعها الأمنية باعتماد تجهيزات جديدة، مشيرة إلى أن لديها أفكارا جيدة لتحصين بناها التحتية حيث كان الهجوم الإرهابي الذي وقع على مستوى منشأة تيقنتورين بإليزي سنة 2013، بمثابة تجربة لها في التصدي لكافة التهديدات.

وأشارت المصادر ـ بمناسبة الزيارة التي قام بها وفد إعلامي جزائري إلى مقر الناتو بحر الأسبوع الماضي ـ إلى عقد لقاء بين خبراء من الناتو ونظرائهم الجزائريين بمدينة حاسي مسعود لتحصين المواقع، مضيفة أن الطرف الجزائري عرض أفكارا جيدة في هذا المجال.

وفيما يتعلق بالتعاون مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، أشارت مصادرنا إلى أن الجزائر تطلب من الحلف إتباع نهج قاري يشمل كافة الدول الإفريقية وليس فقط منطقة شمال إفريقيا، فضلا عن اعتماد برامج  طويلة المدى وفق نظرة شاملة.

كما أوضحت المصادر أن العمل بين الجانبين في مجال المكافحة ينصب على تحديد مشاريع تعاون على الصعيد الاستراتيجي، من خلال عقد دورات أكاديمية تمكن من التوصل إلى تطابق في وجهات النظر، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الجزائر برهنت على إمكانياتها لتقاسم تجربتها عبر مبادلات مهمة جدا في إطار مواصلة الحوار السياسي.

لدى استعرض إستراتيجية «الناتو» في مكافحة الإرهاب، أشارت المصادر إلى أنه يتم التركيز على ضرورة التضامن بين كافة دول المجتمع الدولي، من منطلق أن الحل العسكري لا يكفي لوحده، مع الإقرار بعدم كفاية الوسائل التقليدية في مواجهة التهديدات وهو ما يتطلب تعزيز الهياكل الاستخباراتية.

وأشارت المصادر إلى أن مبادئ تعزيز قدرات الحلف  تتركز على 3 محاور وهي التوعية من خلال إضفاء التوافق حول مجابهة التهديد، فضلا عن تعزيز التشاور السياسي وكذا توفير الوسائل التكنولوجية لتعزيز القدرات، وأخيرا الانخراط مع الدول الشريكة من خلال توحيد الرؤى المشتركة، مشيرة إلى أن كل ذلك يتم في ظل احترام مبادئ القانون الدولي وتعزيز الحكم الراشد. وفيما يتعلق بمجابهة التهديدات الهجينة، يركز «الناتو» على توحيد استراتيجية العمل وتعزيز علاقات التعاون مع كافة الدول، عبر القيام بإصلاحات وإشراك كافة الفاعلين لضمان الإجراءات الوقائية.

وأشارت المصادر إلى أنه، لمجابهة التحديات، فإن المسؤولية الأولى تقع على الدولة والمجتمع المدني، من خلال تبني الرد المتوافق في مجال اتخاذ القرارات المناسبة واعتماد سرية المعلومات. وفيما يتعلق بسد الفراغ القانوني لمجابهة التهديدات الهجينة. أوضحت المصادر أن هناك حركة دولية لتنظيم الفضاء السيبراني، عبر تحديد جملة من المعايير والأهداف المشروعة وغير المشروعة.

كما حرص خبراء المنظمة الذين التقوا بالوفد الإعلامي الجزائري على إبراز البعد العلمي والبحثي في نشاط «الناتو»، من خلال إنشاء برنامج العلوم من أجل السلام  مع مختلف الشركاء، حيث تستحضر مصادرنا التعاون مع الاتحاد السوفياتي عام 1958، من خلال إطلاق صاروخ «سبوتنيك»، علاوة على استقبال الطلبة من حلف وارسو.

وفي الوقت الراهن، يستند برنامج البحث إلى أولويات رئيسية، تعد بمثابة أهداف إستراتيجية للناتو على المستوى الدولي، مثل محاربة الإرهاب والدفاع السيبراني، حيث يقدم الناتو دعمه المكثف لدول الحوار المتوسطي، من أجل تنفيذ 30 برنامجا وفق احتياجات هذه الدول، في حين سجل استكمال 41 نشاطا مع هذه البلدان منذ 2008.

وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى بعثة الناتو في أفغانستان (ايسا) التي تعكف على تنفيذ مشروع يهدف إلى ربط 40 جامعة بالأنترنت.

كما يرتكز البرنامج العلمي للمنظمة على التكنولوجيات الحديثة لإزالة مخلفات الحروب كالألغام، حيث أشارت مصادرنا إلى وجود مشروع مع مصر بقيمة 20 مليون أورو لإزالة الألغام ضد الأفراد، علاوة على وجود نشاطات أمنية كمجابهة الحروب الهجينة.

وأوضحت المصادر أن تقييم نسبة نجاح طلبات تنفيذ البرامج تقدر بـ 40 بالمائة، بمعنى أنه في حال تلقي 100 طلب، فإن 40 بالمائة منها يتم الموافقة عليها. وبالنسبة لعدد الطلبات التي تستقبل سنويا، فتقدر بـ 300، تتركز  على الدورات التكوينية وورشات العمل.

8 مشاريع علمية بين الجزائر والناتو

وفي مجال التعاون مع الجزائر، أوضحت المصادر أن الاهتمام يتركز على استكشاف المتفجرات والألغام، مشيرة إلى وجود مشروع بين المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات (بوليتكنيك) بالجزائر وجامعة فرنسية مهتمة بهذا المجال والذي ينتظر أن يستكمل خلال السنة المقبلة، كما أشارت إلى أن «الناتو» لا يشرف بشكل مباشر على هذا البرنامج، بل أن الدولة هي التي تختار شريكها.

التعاون بين الجزائر و»الناتو» يتم أيضا عبر هيئات مدنية وعسكرية، حيث تمت الإشارة في هذا الصدد إلى الزيارة التي قام بها وفد من المنظمة إلى الجزائر في مارس 2016، حيث نظم يوم إعلامي حول مشاريع تعاون علمية بين الجانبين والمقدرة حاليا بـ 8 مشاريع نفذ منها اثنان.

وأبدت المنظمة في هذا الصدد استعدادها لتلقي طلبات من قبل الخبراء الجزائريين ضمن وثيقة الشراكة في مجال التمويل لابتكار حلول من أجل تلبية الاحتياجات في مجال التجهيز والتدريب لتنفيذ برامج بحثية.

وسمحت زيارة الوفد الإعلامي الجزائري إلى المقر بالاطلاع على المنحى الجديد للمنظمة الذي انتقل نشاطها خلال العقود الأخيرة من الخصوصية الدفاعية

والعسكرية إلى البعد السياسي، لاسيما بعد حل حلف وارسو إثر سقوط الاتحاد السوفياتي، حيث راجع «الناتو» مفهومه الاستراتيجي، مرتكزا على ثلاثة أبعاد،

هي الدفاع المشترك، تسيير الأزمات والأمن المشترك، فضلا عن إقامة علاقات جديدة في ظل احترام الديمقراطية والحرية الفردية ودولة القانون.

وتشير مصادر من منظمة الحلف الأطلسي، إلى أن بعث الحوار مع روسيا كان من بين الأولويات التي ركزت عليها المنظمة في سياق إزالة الاحتقان الذي خلفته الحرب الباردة، حيث تمت الإشارة في هذا الصدد إلى عقد مجلس بين الجانبين سنة 2002، في سياق تكريس مفهوم الأمن المشترك لاسيما في ظل تفشي التهديدات العابرة للحدود، على غرار انتشار الأسلحة غير الشرعية، إذ انصب التركيز على هيكلة التعاون مع منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط عبر الحوار السياسي في سياق إرساء المهمة الوقائية وتعزيز الحوار المتوسطي الذي يرتقب الاحتفاء بمرور ربع قرن على  إقامته خلال هذه السنة.

وتصف مصادر المنظمة حصيلة هذا التعاون بالفعّالة، مراهنة على تطوره مستقبلا بفضل التمسك بمبادئ ثابتة في نشاط الحلف والتي تأتي في مقدمتها عدم التدخل في شؤون الغير، فضلا عن تعزيز برامج التعاون مع كل دول الأعضاء والدول الشريكة على مستوى الحوض المتوسطي وفق مبدأ المساواة، بالإضافة إلى عرض برامج تعاون مع دول الخليج خلال قمة إسطنبول سنة 2004.

وفي سياق الحديث عن تعزيز العلاقة بين البعدين العسكري والعلمي، يركز الناتو على بناء القدرات لمكافحة الإرهاب حيث تلعب فيها الجزائر دورا مهما في سياق الفضاء الإفريقي، في حين يمتلك الناتو برنامج دفاع لمكافحة الإرهاب عبر مراكز الامتياز المتعددة كذلك، المتواجد بأنقرة، حيث يتم تقديم دورات تدريبية في إسبانيا وأستونيا.

وبالنسبة للدفاع في الفضاء الإلكتروني، تناولت مصادرنا مركز الامتياز بأستونيا الذي يشرف على إقامة أنشطة متعددة. أما في مجال مراقبة الحدود، فإن الخبرات التي يتمتع بها الحلف هي ذات طابع عسكري أكثر منها أمني، مشيرة إلى وجود منظمات دولية أخرى ذات اختصاص أكبر في هذا المجال. وعليه أكدت مصادر الناتو على وجود اشتراكات للحصول على أجهزة متطورة في الرصد والرقابة في سياق تعزيز الشق الأمني من خلال تطوير أجهزة الكشف.