ليبيا توجه اهتمامها للجزائر بعد تعنت الشركات الأوروبية والأمريكية

بروتوكول تعاون طويل الأمد بين «سونلغاز» و«جيكول»

بروتوكول تعاون طويل الأمد بين «سونلغاز» و«جيكول»
  • القراءات: 779
حنان.ح  حنان.ح

وقعت الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز «سونلغاز» والشركة الليبية العامة للكهرباء «جيكول» أمس، بالجزائر، بروتوكول اتفاق في مجال الطاقة يقضي بتطوير علاقة تجارية طويلة المدى في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية لحساب الشركة الليبية، وذلك من خلال خدمات الشركات الفرعية التابعة لمجمع سونلغاز. وهي الاتفاقية التي وصفها رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية عبد المجيد محمد حمزة بـ»الهامة»، في وقت تتعنت فيه الشركات الأوروبية والأمريكية عن القدوم إلى ليبيا.

وجاءت هذه الاتفاقية في إطار تجسيد التوصيات الصادرة في الاجتماع المنعقد يوم 21 نوفمبر 2017، حيث تم إجراء أولى زيارات العمل التي قادها ممثلو الشركتين في كلا البلدين خلال سنة 2018، ليحدد الطرفان جميع المجالات التي تحتاجها الشركة العامة الليبية للكهرباء، لصيانة وتطوير محطات إنتاجها، والتي يمكن للشركات التابعة لمجمع سونلغاز التكفل بها.

وأكد وزير الطاقة مصطفى قيطوني الذي أشرف أمس، بالجزائر العاصمة على حفل التوقيع على الاتفاق، أن هذه الاتفاقية تسمح للشركات الفرعية التابعة لسونلغاز بتقديم خبرتها وتجاربها للشركة الليبية في جميع المجالات التي تحتاجها والمتعلقة بإنتاج الكهرباء وصيانة محطات التوليد وتوفير المعدات اللازمة.

وحسب توضيحات الوزير، فإن العمليات التي تشملها الاتفاقية تخص مجالات الصيانة الثقيلة لمحطات الإنتاج والعمرات الجسيمة وتطوير محطات إنتاج الطاقة، فضلا عن توفير المعدات الخاصة بالصيانات والعمرات الجسيمة، والتزويد بقطع الغيار التشغيلية والعمرات الجسيمة لمحطات الإنتاج بمختلف أنواعها وأحجامها وإصلاح قطع الغيار الرئيسية المتمثلة في إعادة التأهيل وتمديد العمر الافتراضي للقطع الاستراتيجية.

كما تشمل هذه المجالات، الصيانة الوقائية والتدريب النظري والتطبيقي لفنيي ومهندسي محطات الإنتاج بالشركة العامة للكهرباء والمشاركة في تركيب وتشغيل محطات الإنتاج الجديدة وتبادل الخبرات في مجالي التشغيل والصيانة لمحطات الإنتاج وكذا الخبرة والتحليل المدقق لإعدادات تشغيل المعدات.

وستتم وفقا للاتفاقية، دراسة الترتيبات العملية لتنفيذ برنامج صيانة محطات الإنتاج التي هي في طور الخدمة وأعمال التركيب والتشغيل للمشاريع الجديدة للشركة الليبية. كما يفتح بروتوكول الاتفاق هذا، آفاق التعاون في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، على المدى الطويل، وفقما ذكره وزير الطاقة، مشيرا إلى أن الاتفاق «يحترم المبادئ العامة للعقود التجارية ويشمل صيانة محطات الإنتاج وتركيب وتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بمختلف أحجامها وأنواعها والتدريب الفني في مجال التشغيل والصيانة لمحطات إنتاج الطاقة والمشروعات الجديدة، إضافة إلى استكمال المشاريع المتعاقد عليها، والتي هي في طور الانجاز».

ولمتابعة الأشغال وآفاق التعاون، إتفق الطرفان على وضع لجنة مزدوجة تسند لها مهام المتابعة وتقديم الحلول المناسبة لكل إشكال يطرح.

في سياق متصل، شدد قيطوني على الرغبة في تدعيم هذا التعاون مع الليبيين وتوسيعه إلى مجالات أخرى في قطاع الطاقة، لاسيما من خلال تطوير مشاريع شراكة، مذكرا بأن الحكومة تعمل من أجل تصدير الكهرباء إلى ليبيا.

من جهته، أبرز الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، محمد عرقاب أهمية توقيع هذا الاتفاق مع الشركة الليبية للكهرباء، معتبرا ذلك «تعبيرا عن تطوير العلاقات الاقتصادية عموما والطاقوية بالخصوص، لاسيما وأن مثل هذه الاتفاقيات تعود حتما بالفائدة على الطرفين عبر مشاريع شراكة».

وأكد أنه سيتحدث مع زميله الليبي عن كل المجالات المعنية بالاتفاق، منها القيام بدراسات تقنية حول إمكانية الربط المباشر، الذي يهدف إلى تصدير الكهرباء، مضيفا في تصريحات هامشية بأنه «يوجد بين ليبيا وتونس خطوط ربط بقدرة 220 كيلوفولط، وهي خطوط محدودة بالنسبة للتسويق ونحن نرغب في وضع خطوط بـ400 كيلوفولط تسمح بتسويق الكهرباء في مستوى يصل إلى غاية 2000 ميغاواط».

ولهذا الغرض، أشار السيد عرقاب إلى أنه سيتم القيام بدراسات تقنية وتجارية لتحديد تكلفة هذا المشروع الذي سيتم بالشراكة مع الطرف الليبي، مشددا على أن ما تطمح إليه سونلغاز هو «إرساء شراكات في كل المجالات ونقل الخبرات».

بدوره، أوضح رئيس مجلس إدارة «جيكول» عبد المجيد محمد حمزة أن «القرب الجغرافي وسرعة أداء العمل، إضافة إلى تعنت بعض الشركات الأوروبية والأمريكية للقدوم إلى ليبيا في هذا الوقت، تعطي أولوية للعمل مع سونلغاز».

وقال في تصريحات على هامش حفل التوقيع،»نحن الآن متوجهين للجزائر من أجل تجسيد عملية الربط الكهربائي، الذي يسمح بتبادل الطاقة عند الحاجة، مشيرا إلى أن الربط بين شبكات الكهرباء موجود على مستوى كل الشمال الإفريقي، «فمصر وليبيا مربوطتان بخط نقل طاقة، وهو نفس الأمر بالنسبة لليبيا مع تونس وتونس مع الجزائر والجزائر مع المغرب، ما يعني أننا تقريبا نوجد في دائرة مغلقة على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط».

من هذا المنطلق، دعا المسؤول الليبي إلى إرساء «تعاون فني كبير» من خلال بذل مجهود كبير، حتى تتم الاستفادة من عمليات الربط.

للإشارة، فقد وقع بروتوكول التعاون كل من الرئيس المدير العام لسونلغاز محمد عرقاب ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء عبد المجيد محمد حمزة، بحضور القائم بالأعمال في السفارة الليبية محمد سعد المحروق.