حقق فريق شباب قسنطينة، عشية أول أمس، على أرضية ميدانه وأمام جمهوره، فوزا صعبا على حساب ضيفه الإسماعيلي المصري، المنافس الذي كان صعب المراس، في مباراة الجولة الرابعة من دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا، حيث أضاف الشباب ثلاث نقاط إلى رصيده، ليصبح أول المجموعة بعشر نقاط قرّبتهم من تأهل تاريخي للدور ربع النهائي من المنافسة الإفريقية، وعلى بعد نقطة واحدة فقط.

عرف اللقاء دخولا قويا لأصحاب الأرض؛ في خطوة للوصول إلى شباك المنافس، لكن الزوّار باغتوا أشبال الفرنسي دنيس لافان بعدما تمكن حمدي من فتح باب التسجيل للدراويش في الدقيقة 13، مستغلا هفوة في دفاع الشباب، وهو السيناريو الذي لم يكن منتظرا بتاتا بالنظر إلى الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق المصري في مباراة الذهاب على أرضية ملعب ”برج العرب” بالإسكندرية.

ولم يتأثر أصحاب الأرض المدعمون بآلاف الأنصار بهذا الهدف، بل واصلوا ضغطهم إلى غاية الثواني الأخيرة من الشوط الأول، حيث تمكن المدافع زعلاني برأسية محكمة، من إسكان الكرة في شباك الحارس محمد فوزي قبل أن يعلن الحكم السوداني فاضل عن نهاية المرحلة الأولى بالتعادل الإيجابي.

وفي وقت انتظر أنصار الشباب تسجيل الهدف الثاني والتحرر، عاد المصريون ليصنعوا نفس سيناريو الشوط الأول، بعدما تمكّن مهاجم الدراويش شيلونغو بطريقة رائعة، من فتح باب التسجيل في الدقيقة 50، حيث تمكّن من ترويض الكرة. وبتسديدة قوية نجح في مضاعفة النتيجة أمام أنظار حارس عرين الشباب، الذي لم يتمكّن من التصدي لها، لكن عزيمة أصحاب الأرض كانت كبيرة، وتمكّنوا من التعديل مرة أخرى في الدقيقة 67 عن طريق متوسط الميدان يطو برأسية بعد تصدّ أول للحارس المصري. واستطاع المهاجم الكونغولي ديلان باهمبولا تحرير جيش السنافر الذي غزى ملعب ”الشهيد حملاوي” بأعداد غفيرة، حيث تمكّن من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 80 عن طريق رأسية بعد توزيعة رائعة من المدافع الأيمن بن عيادة وتوقيع الضربة القاضية في المباراة.  واعتبر مدرب شباب قسنطينة دنيس لافان عقب اللقاء، أن المقابلة لم تكن سهلة رغم أفضيلة الأرض والجمهور، مضيفا أن الفريق الإسماعيلي تنقّل إلى قسنطينة ولعب بدون عقدة نفسية، بل كان أكثر تحررا، إذ كان يدرك أنه يلعب آخر حظوظه، وأنه لن يخسر شيئا. وأكد التقني الفرنسي أن الشباب لم يتأهل بعد، وستكون المرحلة المقبلة أصعب انطلاقا من مقابلة الجمعة المقبلة ضد النادي الإفريقي، الذي سيحاول بدون شك بدوره، تحقيق نتيجة إيجابية تبقيه في السباق.

وأكد مدرب الشباب أن مشكل الإصابات سيكون هاجسه خلال المرحلة المقبلة، حيث قال إنّ إصابة المدافع صالحي خلال المقابلة، زادت من معاناة التشكيلة، ما اضطره للمغامرة بحداد الذي لم يمتثل للشفاء تماما. أما المناجير العام لفريق الشباب فقد أثنى على الإرادة الفولاذية للاعبين، وكشف، في سياق منفصل، عن إبرام اتفاقية مع نادي جوفنتوس الإيطالي قريبا في مجال التكوين، وقال إنّ ممثلي السيدة العجوز سيكونون بقسنطينة خلال الأسابيع المقبلة، ومن الممكن أن يتنقل نجم الفريق كريستيانو رونالدو إلى ملعب ”الشهيد حملاوي” ممثلا لفريق ”اليوفي”.   

من جهته، تَحسّر يانوفسكي مدرب الإسماعيلي المصري، لهذه الهزيمة، وهو الذي كان يأمل في تحقيق نتيجة إيجابية على ملعب ”الشهيد حملاوي”، حيث وصف الخسارة التي مُني بها فريقه خلال المباراة بغير المستحَقة بالنظر  إلى المستوى المقدّم من قبل لاعبيه ونجاحهم في الوصول إلى الشباك في مناسبتين. وقال إنّ لاعبيه تراجعوا إلى الخلف بالنظر إلى الضغط الكبير الذي فرضه أصحاب الأرض في معظم أطوار المواجهة.