تفشي مستمر لحمى البروسيلوز بغرداية

ظهور متجدّد لليشمانيا الجلدية

ظهور متجدّد لليشمانيا الجلدية
  • القراءات: 1804

سجّل ظهور متجدد لداء الليشمانيا الجلدية، فيما ظلّت حمى البروسيلوز متفشية خلال سنة 2018 بولاية غرداية، مقارنة بالسنوات التي سبقتها حسبما تضمّنته حصيلة لمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وأبرزت هذه الحصيلة أنّ مرض الليشمانيا الجلدية والذي تنقله حشرة فليبوتوم’’ شهد ظهورا متجدّدا خلال السنة الفارطة، التي أحصيت بها 444 حالة مقابل 323 حالة في 2017 و383 أخرى في 2016.

تتوزّع حالات هذا الداء التي تعكس إجمالا الوضعية الوبائية خلال الخمس سنوات الأخيرة بالولاية، حيث تحتفظ دائما منطقة غرداية بالمقدّمة بعدد 281 حالة متبوعة بغرداية (55) ومتليلي (36) وبريان (32)، وذلك ضمن المناطق التي تنتشر بها وفق نفس الوثيقة. 

ويعرف هذا المرض الجلدي ارتفاعا بالولاية سيما ببلدية القرارة، رغم وضع جهاز مكافحة ضد العوامل الناقلة لهذا المرض الوبائي، وإنجاز شبكات الصرف الصحي وغيرها من محطات تصفية المياه بتلك المناطق.

وسجّلت حملة المكافحة ضدّ هذا المرض عدّة صعوبات بسبب الاضطراب في عملية رش بؤر الحشرة وتطهير السكنات على مستوى عديد البلديات، وانعدام نظافة المحيط وانتشار الإسطبلات وغيرها من حظائر الحيوانات التي تنتشر وسط الأحياء الحضرية. 

ويرى عديد مسؤولي الهياكل الصحية أنّ هذا الداء يشكّل عبئا ماليا ثقيلا، محذّرين من تزايد انتشاره بسبب تدهور نظافة المحيط، والإطار المعيشي، والتعمير العشوائي الذي يشكّل عامل الخطر بالولاية.     

وفيما يتعلّق بمرض الحمى المالطية لدى الإنسان (البروسيلوز) التي تنتقل بالاتصال المباشر بالمواشي، واستهلاك الحليب الطازج ومشتقاته على غرار الجبن التقليدي المعروف محليا بـ تكماريت، فقد سجّلت خلال المنقضية 219 حالة مقابل 213 في 2017 و1.547 حالة في 2016، حسب نفس الحصيلة. 

ويعود هذا التفشي المستمر للمرض بهذه الولاية إلى عدم احترام قواعد النظافة والصحة ورفض المربين تلقيح المواشي، لاعتقادهم أنّ التلقيح يتسبّب في حدوث حالات إجهاض بقطعان إناث المواشي الحوامل (دون أدلة)، واستعمال عديد المربين حيوانات التخصيب حاملة للفيروسات، وفق تحقيق وبائي أنجزته مصالح البيطرة بغرداية .

ويعدّ بيع الحليب غير المعقّم للأبقار والماعز والناقة في حالته الطبيعية معبأ بزجاجات مستعملة مخصّصة للمياه المعدنية إلى جانب بيع الجبن التقليدي المعروف محليا بـ«تكماريت على الطرقات العمومية السبب في التفشي الدائم لهذا المرض، رغم القرار الولائي للمنع، حسب ما صرح لـ(وأج) أطباء ممارسون.   

ويرى عديد المستهلكين بمنطقة غرداية سيما منهم المصابون بأمراض مزمنة المقتنعون بامتيازات الحليب الطبيعي الطازج، أنّه منتوج مطهّر بشكل طبيعي يتعيّن استهلاكه دون اللجوء إلى غليه، ما تسبّب في ارتفاع حالات الإصابة  بالحمى المالطية لدى الإنسان.

وتمرّ الوقاية الفعالة عبر تدعيم تدابير النظافة والتطهير سيما عبر مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض وتنظيم نقل المواشي وسلسلتها الغذائية والقضاء على بؤر انتشار الحشرات وأيضا مكافحة ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة (كلاب وقطط)، مثلما ذكر هؤلاء الأطباء.   

وتشكّل توعية المواطنين حول ضرورة استهلاك المواد التي تخضع للمراقبة وغلي الحليب في جميع الحالات ومكافحة تدهور الوسط البيئي من الوسائل الكفيلة لاستئصال تلك الأمراض الحيوانية، في ظلّ انعدام التلقيح، كما أشير إليه.