قمّة هانوي بين ترامب وكيم جونغ وان

عبارات الود هل تحل الصراع الإستراتيجي؟

عبارات الود هل تحل الصراع الإستراتيجي؟
  • القراءات: 481
م. مرشدي م. مرشدي

ينتظر العالم بترقب كبير اليوم، اختتام القمة الثانية بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي بالعاصمة الفيتنامية، لمعرفة نتائجها العملية وخاصة ما تعلق بمسألة نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية الذي راهن الرئيس دونالد ترامب، على تحقيقه رغم تحفظات كيم جونغ وان، الذي يصر على مقابل معتبر للإقدام على مثل هذه الخطوة.

طغت لغة التفاؤل على تصريحات الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ وان، في افتتاح ثاني قمة بينهما بالعاصمة الفيتنامية هانوي، والتي ستكون محطة أخرى على طريق طي صفحة العداء التاريخي بين البلدين وفتح أخرى لمستقبل أكثر رفاها.

ويجهل ما إذا كانت تصريحات الرئيسين والتفاؤل الذي طبعها أملته اللغة الدبلوماسية التي فضّل الرئيسان استخدامها لتلطيف الأجواء قبل الدخول في لب القضايا الخلافية التي رهنت منذ شهر جوان الماضي، تاريخ أول قمة بينهما كل تقدم على طريق نزع فتيل الحرب الكلامية والعدائية التي غذت تصريحاتهما بداية العام الماضي، إلى الحد الذي أعطى الاعتقاد أن الولايات المتحدة على وشك شن حرب على كوريا الشمالية.

لكن الموقف تغير من النقيض إلى النقيض في وقت قياسي حلّت محلّه لغة حب ومودة بين الرجلين وكأن شيئا لم يكن، وسمح ذلك بعقد قمة العاصمة السنغافورية في منتصف شهر جوان الماضي.

وقال الرئيس الأمريكي في تصريح مقتضب أمس، اعتقد أن القمة ستكلل بالنجاح ونتيجتها ستكون أفضل من تلك التي تحققت خلال القمة الأولى التي وصفت حينها بـ ”التاريخية”.

ولم يخرج تصريح الرئيس كيم جونغ وان، عن سياق تفاؤل نظيره الأمريكي وقال ”أنا متأكد إننا سنحقق هذه المرة نتائج كبيرة سيرحب بها الجميع”، متعهدا في ذلك ببذل كل جهوده من أجل تحقيق ذلك. ويعود الرئيس الأمريكي إلى إحدى بلدان القارة الآسيوية لبحث مستقبل علاقات بلاده مع كوريا الشمالية، وهاجسه الأول نجاحه في تحقيق أكبر إنجاز للدبلوماسية الأمريكية لم يسبقه إليه أي رئيس أمريكي آخر، وهو إقناع بيونغ يونغ بتدمير برنامجها النووي الذي شكل أكبر تحد للمجموعة الدولية والولايات المتحدة على شكل خاص، وجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من كل أسلحة الدمار الشامل.

ولكن الرئيسين لم يشيرا لا من قريب ولا من بعيد إلى المسائل التي يتوقع تسجيل تقدم بشأنها وخاصة معضلة البرنامج النّووي، رغم أن الرئيس الأمريكي حاول طمأنة نظيره الكوري عندما وعده بتقديم كل الدعم الذي يتطلبه تحقيق إقلاع اقتصادي غير مسبوق في حال قبل بالتخلي عن هذا البرنامج.

وراح الرئيس ترامب، يغري كيم جونغ وان، بمثال التجربة الفيتنامية، حيث قررت حكومة هانوي طي صفحة النظام الشيوعي وتبنّي اقتصاد السوق، إلى جانب طيها لصفحة عدائها مع الولايات المتحدة.

لكن الواقع وتعقيدات الملفات التي طرحت أمس، وستطرح اليوم لا يمكن أن تحل بمجرد تصريحات دبلوماسية موجهة أساسا للاستهلاك الإعلامي، أما الحقيقة فسيكشفها البيان الختامي لقمة هانوي، واللهجة التي يستعملها كل رئيس للحكم على ما تم التوصل إليه.