”الكلمة” واتحاد الكتاب يحييان ذكرى رحيل البرناوي

رهافته عجّلت بموته قبل التدخين

رهافته عجّلت  بموته قبل التدخين
  • القراءات: 1897
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال محمد صالح حرز الله، إنه كان السبب في اختيار عمر برناوي عضوا في المجلس الانتقالي، في حين حمّل خليفة بن قارة، بعض الشخصيات تدهور الحالة النفسية لصاحب قصيدة من أجلك عشنا يا وطني.

عاد الشاعر عمر برناوي، إلى الواجهة في الذكرى العاشرة لرحيله، من خلال ندوة نظمتها كل من جمعية الكلمة للثقافة والإعلام رفقة اتحاد الكتاب الجزائريين أول أمس، في مقر هذا الأخير تم فيها  تقديم عدة شهادات حوله وكذا قراءات  شعرية تكريما له.

وشكلت هذه الندوة، فرصة لأصحاب برناوي، في الحديث عن أمور لم يتم الفصح عنها من قبل، والبداية بمحمد صالح حرز الله الذي ذكر كيف انه وجد نفسه وحيدا مع بلقاسم خمار، في المجلس الوطني لاتحاد الكتاب الجزائريين، بعد أن غادره الكُتاب الآخرون سنة 1994، مضيفا أنه تم الاتصال برئيس الاتحاد، خمار، لترشيح عضو من الاتحاد في المجلس الوطني الانتقالي فاختار خمار، المتحدث الذي كان يشتغل منصب المدير العام لجريدة (المساء) آنذاك، إلا أن هذا الأخير رفضه واقترح في مكانه برناوي.

وقص حرز الله كيف أنه اتصل بالبرناوي، الذي كان مدير لدار الثقافة أحمد رضا حوحو ببسكرة، وطلب منه زيارته في مكتبه بجريدة المساء حينها، اتصل حرز الله بخمار وطلب منه إمكانية تعويضه ببرناوي، ووافق خمار على طلب حرز الله، وأصبح عمر برناوي، عضوا في المجلس الوطني الانتقالي.

من جهته قال خليفة بن قارة، إن برناوي كان دائم الحضور في كل النشاطات التي كانت تنظمها إذاعة الزيبان في فترة إدارته لها، مضيفا أنه كان حساسا، شفّافا، رقيقا يتأثر بأبسط الحركات، كما سعد كثيرا بخبر تعيينه عضوا في المجلس الوطني الانتقالي، حتى أنه لجأ إلى خياط بسكرة كي يخيط له بدلات وهو الذي لم يكن يحب ارتداءها.

وتحدث خليفة الذي أسس إذاعة الزيبان من العدم عن مرض برناوي، الشديد الذي أصابه جراء تدخينه الشره، وإثر هذا تم نقله إلى فرنسا للعلاج بعد رعاية من طرف رئيس الجمهورية، ليتماثل إلى الشفاء ويعود إلى الجزائر، وأضاف أنه خلال اجتماع في المجلس الشعبي الولائي قام شاب وطلب من برناوي عدم العودة إلى التدخين، فقال خليفة لبرناوي ممازحا له لست رجلا إن قررت الاستمرار في التدخين، فأجابه البرناوي بأنه لن يعود إلى هذه الفعلة، وكله تأثر باهتمام شاب لا يعرفه بصحته.

ولكن برناوي لم يف بوعده، وواصل التدخين وساءت صحته كثيرا، مضيفا أنه في آخر زيارة للبرناوي قال له إنه أخطأ حينما انخرط في عفن السياسة، وطلب منه أن يعود إلى بسكرة وأن يشتري نخيلا وماعزا ويرتاح هناك، فضحك البرناوي، وكأنه تخيل نفسه في بسكرة محاطا بالطبيعة الغنّاء.

وأضاف بن قارة، أن ذلك اللقاء كان الأخير بينه وبين البرناوي، حيث غادر بيت هذا الأخير وتلقى اتصالا من لخضر بن تركي، المدير السابق للديوان الوطني للثقافة والإعلام، يخبره فيه بتكفل الدولة بالبرناوي، إلا أن الأمر تأخر فسرعان ما تم الاتصال بخليفة بن قارة لإخباره بوفاة البرناوي.

وعبرّ بن قارة، عن اشمئزازه من تصرف بعض الشخصيات التي رفضت أن تساعد البرناوي وحضرت جنازته وتحدثت عنه، حتى أنه كاد أن يتكلم معها ويخبرها بقرفه من تصرفاتها، إلا أنه صمت وأخرج غضبه في مقال مطول كتبه في جريدة يومية.

أما إبراهيم صديقي، فقد أكد تواضع عمر البرناوي، رغم أنه كتب عدة روائع يأتي في مقدمتها نشيد من أجلك عشنا يا وطني، مضيفا أن البرناوي، كان سريع الغضب إلا أنه لم يكن حقودا أبدا بشهادة الجميع ومن بينهم ميلود خيزار، وتحدث عن بعض الذكريات التي جمعته بالبرناوي، من بينها حينما جلس برفقته ورفقة بوزيد حرز الله، وكتب رفقته هجاء في شاعر آخر فسعد البرناوي بذلك، وحينما طلب منه صديقي أن يكتب عنه بيتا يمدحه وافق ولكنه اصطدم حينما اتبعه ببيت يهجوه فيه، ليختتم قوله البرناوي كان رحب الصدر وإن كان يغضب سريعا إلا أنه لم يحقد على شخص قط.

بالمقابل أشار نور الدين لعراجي، نائب رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، إلى أهمية احتضان اتحاد الكتاب لنشاطات الجمعيات الثقافية، مؤكّدا في السياق نفسه على أهمية الاختلاف والحوار، وكذا عن ضرورة التأسيس لسياسة النقد.كما تحدث عن بعض الذكريات مع البرناوي، ومن بينها المرة التي وجه فيها البرناوي، أربع تذاكر سفر إلى رابطة الإبداع للمشاركة في تظاهرة ثقافية، ولكن لم يستطع لعراجي، ولا بشير مفتي ولا آخرون المشاركة فغضب كثيرا وكتب مقالا عن ذلك، فما مكان من لعراجي إلا الرد عليه بمقال آخر، وحينما التقيا اكتشف البرناوي، أنه درس عند جد لعراجي في بريكة فتصالحا.

أما عبد العالي مزغيش، رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، فقد أكّد تفرع الجمعية من الاتحاد، معبرا في السياق نفسه عن سعادته لتنظيم نشاط الجمعية في مقر الاتحاد وبالضبط في قاعة زهور ونيسي، التي تحمل اسم أديبة ما زالت على قيد الحياة.