يوم دراسي عن الحقوق اللغوية للطفل بالحامة

اللغة الأم ترسيخ للهوية واكتساب للمعارف

اللغة الأم ترسيخ للهوية واكتساب للمعارف
يوم دراسي عن الحقوق اللغوية للطفل بالحامة
  • القراءات: 716
❊ مريم . ن ❊ مريم . ن

نظم المجلس الأعلى للغة العربية أمس، بالمكتبة الوطنية بالحامة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها، يوما دراسيا حول «الحقوق اللغوية للطفل الجزائري بين المطالب الاجتماعية والتربوية»، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم المصادف لـ21 فيفري من كل السنة. وتم التطرق إلى مدى فعالية اللغة الأم في بناء المعارف وترسيخ الأمن اللغوي والانسجام الاجتماعي.

أشار الدكتور حسن بهلول مدير الدراسات بالمجلس الأعلى للغة العربية ورئيس اللجنة العلمية لهذا اليوم الدراسي، في كلمة ألقاها إلى أنّ اللغة الأم تبدأ وتوجّه للطفل الذي يعدّ رجل المستقبل، والذي سوف تناط به مسؤولية النهوض بالوطن، علما أنّ التنمية البشرية لن تتم إلا باللغة الأم.

كما أوضح المتدخل أنّ المشاركين من شتى جامعات الوطن تجاوبوا واجتهدوا لتقديم مداخلاتهم، ما اعتبره دليلا على نضج جامعاتنا ورغبتها في أن تسهم مع المجلس في هذه التظاهرة العلمية. وقد أبانت تلك المداخلات الـ22 التي تناولت شتى الموضوعات المتعلقة بالطفل ولاسيما حق التكفل به لغة، والأخذ بيده ليكون نبراس الأمة وأملها في المستقبل.

بدوره، أكد البروفيسور صالح بلعيد أنّ المجلس الأعلى للغة العربية اختار لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية شعار «اللغات الوطنية وتحدي الرقمنة»، وثمّن في كلمته الافتتاحية اللغة الأم كمطلب يسعى الجميع للوصول إليه بحسن الاستعمال وبالترويج والتواصل، وكذا توفير منبر وطني لإقامة حوار بنّاء يتناول فيه المختصون نماذج لصون المعارف باللغات الأم، وإتاحتها أمام الباحثين.

كما دعا المتحدث إلى حسن إتقان استعمال اللغتين الوطنيتين (العربية والأمازيغية) في سن مبكرة استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة، وتحقيق مستوى عال من التعلم الذاتي المؤدي إلى حب العلم والبحث والإبداع بهتين اللغتين، بل أيضا حسن استعمالها لدى ذوي العاهات، ومن يعاني مرض التوحد لرفع شعار «الجزائر تعلم لغاتها الأم.. أبناء الجزائر يقرؤون ..الجزائر تحترم الحقوق اللغوية..الجزائر لا تفرق بين أبنائها».

كما أضاف المتحدث أنّ مؤشّر اللغة الأم إيجابي في تحقيق الأمن الثقافي والانسجام الاجتماعي والتضامن الوحدوي، واستجابة لتوجّه جميع الجزائريين الذين يتشبثون باللغة العربية باعتبارها اللغة الجامعة والأمازيغية لغة تراث القوى الفاعلة، ويؤكد البروفيسور بلعيد أنّ الرأسمال المعرفي ينمو بقدر نمو الثقافة الجامعة والوعي الجمعي وما تحقّقه اللغات الوطنية المشتركة القادرة على تعميم التعليم وإنتاج المعرفة ونقلها وتبسيطها وتوطينها في المجتمع، فالمعرفة لا تستورد كلها.

تدخلت بعدها السيدة مريم شرفي رئيسة المفوضية والهيئة الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها حيث أكدت أن الدولة تولي أهمية لتدريس اللغة الأم على اعتبار أنها جانب مهم من الهوية الوطنية وذلك لا يعد تعصبا أو انغلاقا، بل حماية للهوية وتحصينها لدى الأطفال، كما أنها تجسيد لحق الطفل فيما يتعلق بلغته وهويته طبقا لما جاء في الدستور وكذا في قانون الطفولة لسنة 2015 ما يعكس حرص الإرادة السياسية في التكفل بهذا الجانب. وعبرت المتحدثة عن أملها في أن تجسد توصيات هذا اليوم الدراسي على أرض الواقع وذلك بفضل التعاون بين قطاعها والمجلس الأعلى للغة العربية.

بعدها تم تكريم الكاتبة المبدعة كنزة مباركي تشجيعا لها على أعمالها وإصدارتها بالعربية الموجهة للطفولة والتي نالت عليها جوائز وطنية ودولية والتي قالت في كلمتها إن اهتمامها بالطفل جعلها تفتخر وترافع من أجل حقوقه ومطالبه، مؤكّدة أنّ الطفل اليوم أصبح فائق الذكاء ويخطف الأسئلة، لتتحدّث بعدها عن أعمالها.

للإشارة، تضمن اللقاء محاضرات وكذا ورشتان علميتان مكلفتان بصياغة التوصيات.