مساهل يؤكد بأنها لن تدّخر جهدا للمساهمة في السّلم بالمنطقة:

الجزائر ضامن للاستقرار والأمن الإقليميين

الجزائر ضامن للاستقرار والأمن الإقليميين
  • القراءات: 518
م خ /(وأج) م خ /(وأج)

أكد وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل، أول أمس، في لاهاي بهولندا أن الجزائر أضحت اليوم فاعلا أساسيا في التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنها لا تدّخر أي جهد للمساهمة بقدر الإمكان في استتباب السّلم والأمن والاستقرار في المنطقة التي تعرف منذ بضع سنوات، مستوى عاليا من اللاإستقرار وانعدام الأمن وتقلبات كبيرة لاسيما في ليبيا والساحل الصحراوي.

وقال وزير الشؤون الخارجية، خلال ندوة نشطها بالمعهد الهولندي للعلاقات الدولية (معهد كلينجندال) أمام مجموعة من الخبراء حول المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة  الراديكالية والإرهاب وأثرها على الأمن الإقليمي، إن الجزائر «ضامن للاستقرار والأمن الإقليميين»، وإن جهود الجزائر تبقى «مرتكزة على مبادئ واضحة وعدم التدخل، والتعامل على قدم المساواة وتمسك الفاعلين بزمام مسارات التسوية».

واستعرض السيد مساهل، مختلف التهديدات والتحديات التي تعرفها منطقة الساحل  الصحراوي وشمال إفريقيا وكذا انعكاساتها على الاستقرار وكامل المنطقة، مشيرا في هذا السياق إلى الإرهاب والراديكالية والجريمة   المنظمة والهجرة غير القانونية واسعة النطاق.

وفي هذا السياق تطرق وزير الشؤون الخارجية، إلى جهود الجزائر الرامية إلى «مواجهة هذه التحديات على الصعيد الوطني بفضل تعبئة قوات الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن وكذا على الصعيد الإقليمي، من خلال تقديم مساعدتها لبلدان المنطقة في حدود إمكانياتها لاسيما تكوين القوات المتخصصة والتجهيز وتقاسم المعلومات و الخبرات».

وشدد مساهل، على «العلاقة الوثيقة» بين مقتضيات الأمن والتنمية، مضيفا أن هذه المقاربة يجب أن تركز على الجوانب الأمنية وتلك التي تتعلق بالحوكمة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية محاربة كل أشكال التهميش والتشهير، واستعرض جهود الجزائر لعصرنة البلد والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وذكر في هذا الصدد بالركائز الخمس التي تستند إليها سياسة جزائر في هذا الشأن، لا سيما احترام وترقية حقوق الإنسان والالتزام بفضائل الحوار من أجل تسوية الخلافات والنزاعات، وكذا اللجوء إلى سياسات الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي يقودها والقناعة بأن الديمقراطية هي داء للخطابات المتطرّفة والطائفية، بالإضافة إلى تطبيق سياسة القضاء على الراديكالية التي تقوم على ترقية المرجعية الدينية الوطنية المتمثلة في الإسلام المعتدل والوسطية وحماية مكونات الهوية الوطنية  ـ الإسلام والعروبة والأمازيغية ـ ضد أي استغلال، مع مكافحة الخطاب المتطرّف والطائفي، علاوة على المكافحة الدائمة والمنظمة لعوامل التهميش والإقصاء على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي وضد اللامساواة الاجتماعية.

واغتنم رئيس الدبلوماسية الجزائرية، المناسبة للتذكير بنتائج الندوات المنظمة من طرف الجزائر في إطار المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب، حيث ترأست مناصفة مجموعة العمل حول تعزيز قدرات بلدان إفريقيا الغربية وكذا الدور الذي لعبته في القارة الإفريقية، من خلال المهمة السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بصفته قائدا بالاتحاد الإفريقي حول مكافحة الإرهاب والذي تم المصادقة على تقريره الأخير من طرف رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي.

وإذ أشار إلى أن هذه المصادقة أفضت إلى قرار يأخذ بالاعتبار اقتراحات رئيس الجمهورية، في مواجهة آفة الإرهاب لا سيما ظاهرة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب،  أشار إلى العدد «الضئيل جدا» للإرهابيين الجزائريين الذين ينضمون لصفوف الجماعات الإرهابية، مردفا بالقول «بالرغم من نجاح المقاربة الجزائرية لابد من توخي اليقظة لأن آفة الإرهاب تتجدد بسرعة».

كما أكد السيد مساهل، أن الجزائر قدمت مساهمة كبيرة للجهود الدولية في مكافحة الإرهاب «وتواصل العمل كي لا يعيش أي بلد آخر المعاناة التي عرفها الشعب الجزائري».

وعلى هامش زيارة العمل التي قام بها إلى هولندا، تحادث وزير الشؤون الخارجية، بلاهاي مع نظيره الهولندي ستيف بلوك، حيث تمحور اللقاء حول العلاقات الثنائية وطرق ووسائل تعزيزها وتنويعها، كما أشاد  الطرفان بنوعية العلاقات السياسية والتشاور الثنائي بين البلدين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك. 

وبخصوص العلاقات الاقتصادية والتجارية، تطرق الطرفان إلى تقييم مدى تنفيذ أعمال التعاون الثنائي خاصة النتائج المنبثقة عن اللجنة المختلطة للتعاون الاقتصادي والتقني التي انعقدت يوم 9 ماي الفارط، بالجزائر العاصمة، تحت رئاسة الوزيرين. 

في هذا الإطار اتفق الوزيران على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي وتوسيعه ليشمل مجالات جديدة واعدة منها السياحة والزراعة، وتحادث الطرفان أيضا حول التعاون في مجال التكوين، مشيدين بمستوى التعاون في هذا الميدان. 

من جهة أخرى شكل اللقاء فرصة للوزيرين لتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تناولا أوضاع الأزمات في مالي وليبيا والصحراء الغربية، بالإضافة إلى التهديدات المرتبطة بالإرهاب والتطرّف والجريمة المنظمة والهجرة غير القانونية.

كما تحادث السيد مساهل، مع الوزيرة الهولندية للتجارة الخارجية والتعاون المكلفة بالتنمية السيدة سيغريد كاغ، حيث استعرض الوزيران «وضعية التعاون الاقتصادي و التبادلات التجارية والاستثمار بين البلدين. وأعربا عن ارتياحهما للتطور التدريجي الذي تعرفه التبادلات الاقتصادية بين البلدين».

في هذا السياق دعا السيد مساهل، إلى «إعادة بعث اللقاءات بين مجموعات الأعمال للبلدين قصد الاستفادة من قدرات التعاون التي يمنحها الاقتصادان الجزائري والهولندي، فيما استعرض الطرفان بالمناسبة إمكانيات وفرص التعاون في مجال الطاقات المتجددة وحماية البيئة.

وخلال بحث التعاون الدولي في مجال التنمية، تطرق السيد مساهل، والسيدة كاغ، إلى «ضرورة التكفّل من خلال التعاون الدولي بإشكاليات التنمية التي تبقى من بين أهم موارد الانشغالات التي لها علاقة بالسّلم و الأمن والاستقرار عبر العالم والقضاء على الهجرة غير القانونية».

وبمناسبة تواجده بهولندا التقى وزير الشؤون الخارجية، بممثلي الجالية الوطنية بهذا البلد، حيث كان هذا اللقاء الذي يندرج في إطار اللقاءات الروتينية التي ينظمها وزير الشؤون الخارجية، خلال تنقلاته إلى الخارج، فرصة للتعرّف على انشغالات الجالية الجزائرية في هذا البلد.

في هذا الإطار أكد الوزير «الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد  العزيز بوتفليقة، للجالية الوطنية بالخارج، مذكرا بالقرارات التي اتخذها لصالحها خاصة في مجال السكن وكذا تشجيع الاستثمار ومرافقة شباب الجالية الجزائرية بالخارج.

وأضاف أنه «برعاية رئيس الجمهورية، فإن الدولة الجزائرية تواصل العمل بلا انقطاع لتحسين وترقية الخدمات القنصلية التي شهدت العديد من الإنجازات لاسيما في مجال رقمنة وتطوير البطاقيات وكذا تبسيط الإجراءات الإدارية».

كما تطرق الوزير، إلى «التطورات التي سجلتها الجزائر تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في كافة المجالات خاصة فيما يتعلق بالتنمية السوسيو-اقتصادية والحكم الراشد، «مما يضمن للجزائر اليوم استقرارها وأمنها في منطقة تعيش توترات كبيرة».

ورحب أعضاء الجالية الوطنية بمبادرة وزير الشؤون الخارجية، مؤكدين تمسكهم ببلادهم الجزائر والمساهمة في تطويرها وإشعاعها الثقافي.