قيادة الدراجات النارية

متعة قد تتحوّل إلى فاجعة

متعة قد تتحوّل إلى فاجعة
الدراجات النارية
  • القراءات: 1265
❊❊ أحلام محي الدين ❊❊ أحلام محي الدين

أشارت تقارير المركز الوطني للوقاية عبر الطرق، إلى أن الدراجات النارية وراء 12 بالمائة من حوادث المرور الخطيرة، وسبق لوزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين بدوي، أن دعا أعوان الأمن والدرك إلى الصرامة في تطبيق القانون الذي يفرض على سائقي الدراجات النارية ارتداء الخوذة التي تُعد إجبارية مثل حزام الأمان؛ لضمان سلامة الدراج، فضلا عن تحويل الدراجات التي لا يحترم سائقوها القانون إلى المحاشر، من منطلق أن حياة الشباب من مسؤولية الدولة. "المساء" عمدت من خلال هذا الموضوع، إلى تقديم أسس القيادة المثالية للدراجات النارية والمتحركة، وما يتمّ القيام به في الشق التحسيسي من قبل الجمعيات الرائدة في هذا المجال.

لأنها متورطة في حوادث المرور بنسبة كبيرة دليلٌ للدراج بقواعد سليمة

رغم أن الدراجات النارية والمتحركة لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من إجمالي مركبات الحظيرة الوطنية، إلا أن تورطها في حوادث المرور نسبته كبيرة؛ بسبب المخالفات المتكررة لقواعد وقوانين السياقة التي يرتكبها السائقون. ولأجل تفادي حوادث المرور التي تكون الدراجات سببا فيها، قدّم المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات للشباب وسائقي الدراجات، دليل الدراج المثالي في سياقة الدرجات النارية والمتحركة، والذي حمل بين دفاته طرق اختيار مركبة ذات عجلتين مزودة بمحرك،  والتجهيز الجيد لسائقي الدراجات النارية والمتحركة، وتفادي وضعيات السير الخطيرة، والطريقة الصحيحة لنقل راكب على دراجة نارية أو متحركة والالتزام بالقوانين.

تم الإشارة إلى أن لكل صنف من أصناف المركبات ذات عجلتين والمزودة بمحرك خصوصيتها والاستعمال الخاص بها، لذا على السائق أن يحسن اختيار المركبة التي تستجيب لمتطلباته واحتياجاته مع حسن الاختيار بين النوعين؛ الدراجة المتحركة والدراجة النارية بأصنافها الثلاثة أ، ب، ج عند قرار اقتنائها، إذ تم التنبيه إلى أنه عند اشتراء واحدة جديدة ستستفيد من تجهيزات الأمان الأكثر حداثة "النظام المانع للانزلاق وموزع الكبح الأمامي والخلفي ومحسن الكبح أو الفرملة". كما تستجيب هذه المركبة للمعايير البيئية المعمول بها ومن فترة ضمان تحددها الشركة المصنّعة. وعند اقتنائك مركبة ذات عجلتين لأول مرة اختر الدراجة التي لا تتعدى أسطوانتها 125سم3؛ لأن هذا النوع يسمح لك بالاستمتاع بالسياقة بدون اللجوء إلى السرعة العالية، وضع في الحسبان مبلغ اشتراء الدراجة وتجهيزات الأمان بالإضافة إلى مبلغ التأمين، وجرب الركوب عليها لتعرف مدى ملاءمتها لبنيتك الجسدية، فعرض المقود وعلوّه وشكل المركبة يشكل عامل راحة في سياقة المركبة.

وفي حال اقتناء مركبة مستعملة اقتصاديا لا بد من التأكد من أمور عدة قبل اشترائها؛ وهي عدم إجراء تعديلات تقنية عليها، وسلامة الأجزاء الهامة؛ كالمكابح والعجلات، وعدم تعرضها لحادث مرور مع ضرورة طرح كل الأسئلة على البائع لمعرفة أدق التفاصيل عنها.

التجهيز الجيد لسائقي الدراجات

تجهيزات السلامة التي يجب ارتداؤها من طرف سائق دراجة نارية، هي الخوذة الواقية التي تلعب دورا أساسيا في حماية الرأس من الصدمات، والوجه من الرياح والغبار والحشرات الطائرة. ويجب ربط الخوذة أثناء السياقة؛ لأن عدم ربطها يُفقدها الفاعلية خاصة أثناء السقوط أو التعرض لاصطدام.

وفيما يخص كيفية اختيار الخوذة ثمة إشارة إلى ضرورة تجريبها قبل اشترائها. ففي البداية تبدو ضيقة قليلا، حرّك رأسك عدة مرات، يجب أن لا تتحرك الخوذة، وإذا كنت تضع نظارات طبية استعملها أثناء تجريب الخوذة.

وتُستبدل الخوذة عندما تتعرض لصدمة قوية؛ فالمواد المستعملة لامتصاص الصدمات لا تتحمل إلا صدمة واحدة، ثم تصبح غير قادرة على أداء دورها في الحماية بفاعلية. وللاعتناء بها لا بد من استعمال الماء والصابون، وتجنب تماما استعمال المواد الكاشطة.

وتم التنبيه إلى أن القانون ينص على أن ارتداء خوذة مطابقة للمعايير وربطها أمر إجباري. ويُعتبر عدم ارتدائها بالنسبة لسائقها أو راكبها مخالفة من الدرجة الثالثة، يترتب عليها إيقاف المركبة مؤقتا،  ويُرفع هذا الإجراء بمجرد توفرها ودفع الغرامة المالية.

وفيما يخص أداة الحماية الثانية وهي السترة، فيجب أن تكون مزوّدة بواقيات تلامس أجزاء معيّنة من الجسم؛ مثل الصدر، الظهر، الكتفين، المرفقين والركبتين، فهذه الأجزاء حساسة للصدمات، ويفضَّل أن تكون السترة مصنوعة من الجلد والقماش والمطاط الإسفنجي لضمان راحة أكبر للدراج. كما يُنصح باختيار القفازات الجلدية التي تحتوي على مناطق معززة الحماية وشديدة المقاومة، والسراويل المصنوعة من الجلد الخشن، وهي مقاومة للاحتكاك، وتضمن أقصى درجات الحماية على مستوى الفخدين والساقين والركبتين، فضلا عن أنّه لا بد من استعمال الحذاء الخشن الذي يصل إلى الكاحل مع اختيار المقاس المناسب الذي يضمن حماية القدمين من الصدمة.

الرؤية الجيدة لسياقة مريحة

الرؤية أسياسية في سياقة الدراجات النارية أو المتحركة، ولهذا لا بد أن تعوّد نفسك على النظر إلى أبعد مسافة وأوسع مجال يمكنك رؤيته أمامك؛ مخرج، منعرج، المرور بين حاجزين، وأن تقوم بمراقبة طبية دورية للعيون، وتنظيف الخوذة خاصة واقي الوجه بانتظام، وتضاعف الحيطة والحذر إذا كان واقي الوجه ملونا، وإذا كان غير مصنوع طبقا للمعايير؛ فقد يشكل الأمر خطرا عليك خاصة عند عبور الأنفاق.

ومن أجل سلامتك اختر تجهيزات ذات ألوان فاتحة أو مجهزة بأشرطة عاكسة للضوء، ولا تضف أي صبغة على الخوذة، ولا تقم بتغطية الإشارات العاكسة للضوء الموجودة عليها.

وفيما يخص التجهيزات الواجب توفرها في الدراجة النارية أو المتحركة فهي جهازا كبح ضوئي أمامي بلون أبيض وأصفر، وأضواء تغيير الاتجاه الأمامية "غير إجبارية"، وتجهيزات عاكسة في الخلف، وعلى الدواسات ودليل السرعة ومنبه الصوت ومرآة عاكسة وضوء أحمر في الخلف وأضواء تغير الاتجاه الخلفية  "غير إجبارية" وإشارة الكبح ولوحة الترقيم.

ولتفادي الحوادث ثمة الإشارة إلى أنه يستوجب على الدراج عند استعماله مفترق الطرق، أن يخفض سرعته حتى لو كانت لدية الأولوية مع تفادي وضعيات السير الخطيرة عند عدم رؤية الدراجة النارية أو المتحركة وفي المنعرجات؛ حيث يصعب التحكم في الدراجة مع تفادي وضعيات السير الخطيرة في الزوايا الميتة والدوران على جهة اليسار، مع التنبيه إلى عدم التجاوز على اليمين، وعدم استعمال الممرات المخصصة للحافلات والوزن الثقيل أو الدراجات الهوائية؛ فهذه المناورات خطيرة وممنوعة، قد تكلّفك الاصطدام بمركبة أخرى لا يمكن لسائقها أن يراك من الزاوية الميتة.