الدكتور سعيد بهون علي محاضر في أدب الطفل

تغيّر الصورة التقليدية للمرأة يحقق التكافؤ بين الجنسين

تغيّر الصورة التقليدية للمرأة يحقق التكافؤ بين الجنسين
الدكتور سعيد بهون علي محاضر في أدب الطفل رشيدة بلال
  • القراءات: 809
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

يحدثنا الدكتور سعيد بهون علي، محاضر في أدب الطفل وثقافتهم بجامعة بومرداس، في هذا اللقاء، عن مشاركته مؤخرا في فعاليات المؤتمر الدولي حول "صورة المرأة في كتب الطفل، النص والرسومات"، الذي جرت فعالياته بمدينة الحمامات في تونس، من تنظيم المجلس التونسي لكتب اليافعين، بالتنسيق مع جمعية "افريكولتور" السويدية، تمخضت عنه جملة من التوصيات الداعية إلى ضرورة إعادة النظر في الصورة النمطية  للمرأة المروج لها في قصص الأطفال، بما يحقق التكافؤ بين الجنسين.

بداية، حدثنا عن حيثيات هذه الفعالية الثقافية؟

❊❊ شهد المؤتمر مشاركة ثلة من الكُتاب والرسامين والناشرين والباحثين من السويد، وعدد من البلدان العربية، على غرار الجزائر والكويت والإمارات العربية المتحدة، حيث طُرحت إشكالية التمثلات والصور النمطية التي ما زالت بعض الكتب العربية تعاني منها عند الحديث عن المرأة، بحثنا كمشاركين في السبل المتاحة لتجاوزها من أجل الوصول إلى أدب أطفال أكثر توازنا بين الجنسين. بالمناسبة، كانت الفرصة متاحة للتعرف على التجربة السويدية، من خلال مختارات من كتب الأطفال التي عرضت في معرض أقيم على هامش التظاهرة الثقافية.

فيما تتمثل أهم المحاور التي تمت مناقشتها في المؤتمر؟

❊❊ في الواقع، كان المؤتمر في شكل ورشات تمحورت حول موضوع تمكين المرأة في أدب الطفل من زوايا مختلفة، منها مثلا، الرسوم المعبرة عن المرأة في كتب الأطفال، وكيفية تجاوز كل الصور النمطية التي يمكن أن تظهر في الكتب المصورة، إلى جانب جلسات حوارية للنقاش وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب.

ما الغاية المرجوة من تصحيح الصور النمطية للمرأة في قصص الأطفال؟

❊❊ اتفقنا كمشاركين مهتمين بأدب الطفل ومبدعين وباحثين في المجال، على ضرورة مراجعة الصور النمطية للمرأة في القصص الموجهة للأطفال، التي تركز على بعض الجوانب وتهمل أخرى، كالتركيز مثلا على جمالها أو شكلها الخارجي والترويج له، والاتجاه نحو الاهتمام بتصورات الأطفال في قراءاتهم، وتوجيههم نحو قصص تُعزز مبدأ التكافؤ بين الجنسين، وهي الغاية المرجوة من تبني مبدأ التغير.

فيما تتمثل أهم التوصيات التي انبثقت عن المؤتمر؟

❊❊ من أهم التوصيات التي خرجنا بها، الاتفاق على ضرورة مراجعة الصور النمطية للمرأة في القصص الموجهة للأطفال، كتجنب مكافأة المرأة لجمالها، على اعتبار أن لها أبعادا وميزات أخرى يمكن أن تظهر من خلالها في القصص، مثل الذكاء والفطنة والمهارة، والتي يجب تسليط الضوء عليها وإبرازها في مختلف النصوص الموجهة لهذه الفئة، والدعوة إلى توجيه الأطفال نحو قراءة قصص تعزز مبدأ التكافؤ بين الجنسين، وقد تم بالمناسبة، جمع كل التوصيات وتدوينها لتكون وثيقة عمل مستقبلية.

ماذا عن مشاركتك كممثل عن الجزائر؟

❊❊ كان لي شرف ترأس ورشة فنية حملت عنوان "التصوير الفني للمرأة في قصص الأطفال"، حيث عرضت خلاصة تحليلي لصورة المرأة بعد الاطلاع على خمسين قصة جزائرية حديثة موجهة للأطفال، والتي استخلصت منها جملة من الملاحظات، أهمها أنها تتوفر على مكتسبات إيجابية لصورة المرأة في قصص الأطفال، الأمر الذي يدعونا إلى  المحافظة عليها وتعزيزها، وأخرى سلبية، نتاج موروثنا الثقافي وعاداتنا وتقاليدنا، مما أعطى صورا وأنماطا عن المرأة المغلوب على أمرها، وهي في اعتقادي، ثغرات وفراغات ينبغي سدها، ونقائص يجب علاجها. كما تبين لي أيضا أن صورة المرأة في قصص الأطفال تحوي تهديدات ومخاطر مؤسسة على أفكار متطرفة، أو ضيقة الأفق، ينبغي كشفها وتحييدها.

هل تراهن على إمكانية تغيّر صورة المرأة في كتب الأطفال؟

❊❊ أعتقد أن انفتاح الثقافة العربية على الآخر وتحررها من القيود، إلى جانب الحراك النوعي لأدب الطفل العربي، وما أتاحته التقنية من إمكانات، فتح لنا المجال لفرص رائعة من شأنها تحسين صورة المرأة وتجويدها فنيا وبصريا فيما يقدم للأطفال من قصص، ولعل المؤتمر الذي انعقد مؤخرا، وخرج بجملة من التوصيات الهامة خير دليل على ذلك.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ سعيا منا إلى تحسين الصورة النمطية للمرأة في قصص الأطفال، بعد وقوفنا على تأخر الممارسات الإبداعية الموجهة لهذه الفئة، عن مسايرة التطورات فيما يتعلق بفرص مساهمة المرأة في التنمية الشاملة، التي لا زالت تروج للصورة التقليدية للمرأة الجزائرية، ينتظر أن نشرف مطلع شهر أفريل المقبل، على تنظيم ندوة وطنية بجامعة بومرداس، نتناول فيها بالتحليل والنقاش مع طلبة الدكتوراه، صورة المرأة الجزائرية في كتب الأطفال، ونمس كل الكتب الموجهة لهذه الفئة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمنهاج التربوي. بالمناسبة، نعيد طرح فكرة الدعوة إلى التأسيس لمرصد وطني لكتاب الطفل، بهدف ترشيد الممارسات الإبداعية وغربلة ما يتلقاه أبناؤنا من مواد ثقافية.