«مغاوير خط الموت.. العقيد أحمد بن شريف”

وثائقي يفشل في توثيق أحداث تاريخية

وثائقي يفشل في توثيق أحداث تاريخية
«مغاوير خط الموت.. العقيد أحمد بن شريف”
  • القراءات: 972
دليلة مالك  دليلة مالك

سقط المخرج محمد حمام في أول تجربة له في مجال الأفلام السينمائية الوثائقية، رغم تجربته السابقة في الأفلام القصيرة، إذ ظهر في مغاوير خط الموت.. العقيد أحمد بن شريف الذي عرض مساء أوّل أمس، بالمركز الوطني لسينما والسمعي البصري، أخطاء تقنية وفنية كثيرة، فضلا عن انتهاج السطحية في الطرح رغم أهمية موضوع الفيلم.

العمل يستعرض في 26 دقيقة، المجاهدين الذين عبروا خطي شال وموريس إبان حرب التحرير، ويقف عند مواقفهم وشجاعتهم في مواجهة المحتل الفرنسي، غير أن الصياغة الدرامية للأحداث بدا عليها الترهل، وغياب العمق في التناول، وخاض المخرج محمد حمام فيما لا يحتاجه العمل، وضاع في التكرار، في مثال استحضار شخصية المجاهد أحمد بن شريف وإعادة الحديث عن أنه الوحيد الذي نجح في قطع خطي الموت الكهربائيين الملغمين شال وموريس

الفيلم لا تتوفر فيه شروط العمل السينمائي من حيث السيناريو أو التصوير، حتى أنه استند على صور من الأرشيف، جمعها من الأنترنت دون أن يدفع حقوقها، حسبما ينص عليه القانون الدولي لحماية حقوق المؤلف، وهو ما أعازه المخرج لأسباب مادية، إذ أكد أن فيلمه موله شخصيا ولم يستفد من دعم أية جهة أخرى عمومية أو خاصة، غير أن هذا العذر غير مبرر في حالة خرق قوانين وأخلاقيات مهنة.

استعان الفيلم بعدد من الشهادات الحية الضعيفة غير المثمرة، المعروفة عند الجميع، ولعل أهم شيء يتضمنه العمل؛ شهادة العقيد أحمد بن شريف عن بعض تفاصيل حركته مرور الخطين، لكن المخرج لم ينتهز الفرصة لرصد تفاصيل أكبر عن هذه الشخصية وبيئتها وأفكارها التي من شأنها أن تعزز من قيمة العمل. ركز المخرج في عمله، على تقديم معلومات تاريخية متداولة، كما أن مدة الفيلم غير كافية للخوض في تفاصيل ومعلومات جديدة، من شأنها أن تكسب الوثائقي قيمة فنية وتوثيقية للأحداث التاريخية، غير أن حمام لم ينتبه لأهمية دور الفيلم الوثائقي.