بعد تطمينات الوالي و”هيبروك” وضغط أنصار مولودية وهران

المساهمون أمام إجبارية تأمين مستقبل الفريق ووضع حد للتكتلات

المساهمون أمام إجبارية تأمين مستقبل الفريق ووضع حد للتكتلات
مولودية وهران
  • القراءات: 620
سعيد.م     سعيد.م

تصوَّب الأنظار هذه الأيام باتجاه المساهمين في الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران، للرد على طلبات الشركة الوطنية للنقل البحري للمحروقات هيبروك، بمدها بالوثائق الضرورية التي طلبتها، والخاصة بالتقارير المالية منذ إنشاء الشركة الرياضية لمولودية وهران سنة 2010، للوقوف على الوضعية المالية الحقيقية لها قبل انتقال هيبروك لتجسيد بروتوكول الاتفاق نهائيا، بعدما طمأنت الحمراوة بأنها عند وعدها باحتضان النادي الوهراني.

ولن يستطيع المساهمون في شركة مولودية وهران، رد الكرة التي رمت بها شركة هيبروك في مرماهم، إلا بعد أن يستوفوا إجراءات ضرورية خاصة بهم، أهمها عقد جمعية عامة للمساهمين، تعهد صاحب غالبية الأسهم في شركة مولودية وهران يوسف جباري، بعقدها في أقرب وقت لتعبيد الطريق أمام مجيئ هيبروك، غير أن متتبعين للشأن الكروي الحمراوي يتنبأون بصعوبة جمع شمل المساهمين على رأي واحد؛ على اعتبار أنهم يشكلون لوحدهم ثلاثة تكتلات، كل واحد يلهث بكل قواه من أجل التقرب من هيبروك لمصلحته وجني الفائدة على حساب مصلحة فريق مولودية وهران. ويحيل هؤلاء المتتبعون على بداية الصراع المحموم بين المساهمين، بالوثيقة التي كان أمضى عليها بعضهم، فور التوقيع على بروتوكول الاتفاق مع هيبروك، والتي أبدوا فيها استعدادهم للتخلي عن 67 في المائة من الأسهم للشركة النفطية، وعلى الأرجح كان المبادر بها اللاعب السابق والمساهم عبد الحفيظ بلعباس، وهو الأمر الذي رفضه الرئيس الحالي أحمد بلحاج المدعو بابا وحاشيته، وردت بسرعة عبر وثيقة أيضا، وقّع عليها ومن معه، تقضي باستعدادهم للتنازل عن 100 بالمائة من الأسهم لشركة هيبروك. أما التكتل الثالث فيمثله الرئيسان السابقان يوسف جباري والعربي عبد الإله، فالأول، ومنذ إبرام الاتفاقية بمقر أفال شهر جانفي الماضي، انبرى مبيّضا صفحته، ومقدما نفسه على أنه الأولى بترؤّس من جديد مولودية وهران مع هيبروك، وكانت بداية خرجاته، إعلانه، الشهر الماضي بمهاتفات يومية، أكد أن مدير عام هيبروك حسين بودية يجريها معه دون غيره، وأن هذا الأخير كان أبلغه بتاريخ اجتماع حاسم بين إطارات هيبروك والمساهمين في الشركة الرياضية لمولودية وهران للبتّ نهائيا في صيغة الشراكة، ليتبين لاحقا أن الأمر لا يعدو أن يكون تباهيا فقط من جباري، الذي أضاف خرجة أخرى، لما عقد  مؤخرا ندوة صحفية بمعية صديقه الوفيّ الرئيس السابق عبد الإله بحضور بعض اللاعبين القدامى ومجموعة من الأنصار، يستعجل ـ بل الحقيقة يضغط ـ فيها على هيبروك من أجل الاستثمار في شركة الفريق، ممتطيا الرغبة الجامحة للأنصار في رؤية مولوديتهم تدخل عهدا جديدا من التسيير الاحترافي، وتودّع نهائيا البيريكولاج الذي أخّرها كثيرا عن الواجهة الكروية الوطنية، فتأكد الجميع بمن فيهم السلطات المحلية، أن الحقيقة هي لعب على المشاعر، وتغذية للإشاعات لقصد مصلحي شخصي مبيَّت.

في كل هذه المناورات المكشوفة، لم يشأ الطيب محياوي رئيس النادي الهاوي، أن يبقى خارج اللعبة، ويصر، من جانبه، على نصيبه من الكعكة؛ إذ بعد رسائل الشكر إلى كل الشخصيات والهيئات المركزية والمحلية التي ساهمت في مجيئ شركة هيبروك ، راسل محياوي مؤخرا هذه الشركة البترولية، ملفتا انتباهها في ما قال عنه، أحقيته في التفاوض معها، كونه ممثل النادي الهاوي الذي يملك حقوق الشعار الذي يسيّر به الفريق، وفي ذات الوقت يسعى إلى رفع حصة النادي الهاوي في رأسمال الشركة الرياضية لمولودية وهران، وعدم الاكتفاء بالحصة الحالية، والمحددة بـ 3 في المائة (300 مليون سنتيم). والغريب أن محياوي هو نفسه الذي قرر عند تأسيس الشركة الرياضية لمولودية وهران سنة 2010، أن لا يكون النادي الهاوي صاحب أغلب الأسهم، ليطرح السؤال بإلحاح عن مستقبل النادي الهاوي في الاتفاقية الحالية.

من جانبه ولدرايته الواسعة والدقيقة بتعفن محيط مولودية وهران المشكّل في غالبيته من أصحاب المنافع الخاصة وعلمه بمناوراتهم، نادى الوالي السيد مولود شريفي على لجنة المساهمين المشكّلة من جباري، عبد الإله و«بابا، وفي حضور مدير شركة هيبروك حسين بودية، ليطمئنهم، ومن وراءهم الأنصار القلقون ومنهم الموجهون، بجدية الاتفاقية المبرمة مع هيبروك، ويضعهم أمام مسوؤلياتهم، وهو ما اعتُبر خطوة في الصميم من السلطات المحلية، للكشف عن النوايا الحقيقية لكل تكتل وطرف يدعي تمثيله وحبه لألوان مولودية وهران؛ لقطع الطريق عن أصحاب المناورات الذين اعتادوا التربح على ظهر الفريق المسكين، واستغلال مشاعر أنصاره. الأيام تمر وتتشابه، ومازال الجميع خاصة الأنصار، ينتظرون رد فعل المساهمين، وما إن كانوا فعلا سيعقدون جمعية عامة للمساهمين في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على التقارير المالية وتحضير الوثائق الضرورية التي طلبتها شركة هيبروك، التي ستكون جاهزة في غضون 20 يوما، كما أكد على ذلك الرئيس السابق العربي عبد الإله في آخر خرجة إعلامية له، مع العلم أن الجمعية العامة للمساهمين لم تصادق على أي تقرير مالي منذ إنشاء الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران سنة 2010!