دعوة لتدريس رسائل الشهداء بالمؤسسات التربوية

دعوة لتدريس رسائل الشهداء بالمؤسسات التربوية
  • القراءات: 645
حنان. س حنان. س

دعا أساتذة في الأدب والتاريخ من الجهات المختصة، إلى العمل على «تخليد رسالة الشهداء»؛ من خلال التركيز على استحضار تضحياتهم عبر قراءة الرسائل التي خطها العديد منهم في مناسبات وطنية عبر الجامعات والمؤسسات التربوية. وقالوا بأن هذه الالتفاتة من شأنها أن تبقي الشهيد حيا بين الأجيال؛ فالثورة المجيدة قد ولدت أبطالا بقوا على مر السنين أمثالا. كان ذلك أمس خلال يوم دراسي حول «رسالة الشهيد ودوره في الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنية»، احتضنته كلية الحقوق لبودواو بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ 18 فيفري من كل سنة.

اعتبر قدور بن نابي أستاذ محاضر بقسم اللغة والأدب بكلية الحقوق بجامعة بومرداس، أن من قال إن الأجيال الصاعدة أدارت ظهرها لتاريخها، فقد كذب، مبرزا أن الجزائريين قد يختلفون في شتى المسائل ولكنهم يتحدون حول مسألة حب الوطن والاعتزاز بما حققته تضحيات شهداء الثورة المجيدة.

واستحضر الأستاذ بن نابي من خلال محاضرة عنونها «تخليد الشهداء في الأدب الجزائري: مفدي زكريا، محمد العيد آل خليفة والطاهر وطار نماذج»، استحضر أمثلة كثيرة لمواقف أدبية خلّدت صنيع الشهداء تجاه وطنهم، داعيا الجهات المعنية إلى العمل على تخليد رسالة الشهيد عبر المنابر التربوية في كل مناسبة وطنية. كما أبرز في حديث إلـى «المساء» على هامش المناسبة، أنها ليست بالمهمة الصعبة بالنظر إلى الزخم الهائل للرسائل التي خطها شهداء أبطال الثورة التحريرية بأيديهم، حتى تكون مرجعا للأجيال الصاعدة للتداول، «ولتدرك هذه الأجيال أن من صنع استقلال وطنهم كانوا شبابا في مقتبل العمر مثلهم، فضّلوا تقديم أرواحهم فداء للوطن من أجل أن ينعموا هم شباب اليوم، بالحرية في كنف وطن مستقل». وضرب الأستاذ مثلا برسالة أحد الجنود الفرنسيين كتبها لأهله إبان الغزو الألماني النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، داعيا إياهم لأن لا يحزنوا عليه؛ لأنه مات من أجل فرنسا. وأوضح الأستاذ أن الرسالة تُقرأ كل في مناسبة وطنية بكل المدارس الفرنسية من أجل ترسيخ حب من ضحى بنفسه من أجل استقلال بلاده؛ «أَوليس أجدر بنا أن نقرأ رسالة شهدائنا الأبطال في كل المؤسسات التربوية والجامعية؛ استذكارا لبطولاتهم من أجل أن تحيا الجزائر؟»، يتساءل الأستاذ بن نابي ممثلا برسالة الشهيد أحمد زبانة أول شهيد طُبق عليه حكم الإعدام بالمقصلة، والذي خط رسالة لوالديه، يحكي فيها كيف يموت الرجال في الجزائر..»فإن مت للوطن.. فما هذا إلا واجب.. فأنا قد أديت واجبي، وأنتما قدمتما واجبكما نحو الوطن بتضحيتكما بي»..

وكتبت الشهيدة البطلة حسيبة بن بوعلي بخط يديها هي الآخرة رسالة لأهلها، تخبرهم عن شوقها الكبير إليهم وهي التي انضمت في ريعان شبابها لصفوف الثورة، ثم تدعوهم لأن يفرحوا باستشهادها؛ لأنها ستكون سعيدة بأن تهب روحها فداء للجزائر.. هي كلمات تدمي القلوب لمجرد استحضارها، وهي أحق أن تردَّد على مسامع الأجيال في المناسبة تلو الأخرى، فكان الشهداء متيقنين بأن كلماتهم ستخلَّد من بعدهم بعد أن خلّدوا أسماءهم في سجل الثورة المجيدة، حيث كانوا متيقنين بأن الجزائر ستستقل يوما؛ لذلك سارعوا إلى إبقاء آخر ذكرى لهم عبر إلهامهم الخطي بكتابة رسائل ليس لأهلهم فحسب.. وإنما للأجيال الصاعدة عبر مر السنين، يقول محدثنا.