الفنان الكوميدي كمال عبدات لـ ” المساء”:

نجحنا بفضل كسر الطابوهات ويجب توفير فضاءات أكثر للعرض

نجحنا بفضل كسر الطابوهات ويجب توفير فضاءات أكثر للعرض
الكوميدي كمال عبدات
  • القراءات: 809
حاوره: زبير زهاني حاوره: زبير زهاني

اعتبر الكوميدي كمال عبدات أن الفن رسالة في المقام الأول، بالتالي على من يدخله الالتزام بنوعية المضمون والاجتهاد في العمل، ومواكبة لغة العصر المتمثلة في اهتمامات الشباب والتقنيات المتطورة. كما وقف النجم عبدات في هذا اللقاء مع المساء، عند ضرورة تجاوز الطابوهات للوصول إلى التميّز والقبول، ومن جهة أخرى، اشتكى الفنان من نقص فضاءات العرض.

  كيف جاءت دعوتك إلى قسنطينة؟

هي زيارة عمل، فأنا هنا في فندق الماريوت من أجل تقديم بلاطو فكاهي بدعوة من أحد الجمعيات المهنية الخاصة، وهو حفل أقيم على شرف أطباء وصيادلة من مختلف أنحاء الوطن، وأنا سعيد بتقديم عملي لجمهور من مختلف ولايات القطر الجزائري.

كيف كانت انطلاقتك نحو الوسط الفني؟

أظن أن التجربة التي خضتها في الإذاعة الوطنية وقبلها بالمسرح الهاوي، ثم المسرح المحترف، مهدت لي الطريق من أجل ولوج عالم الكوميديا، وقد ساعدنا في ذلك انفتاح قطاع السمعي البصري على الخواص، وتعدد القنوات التلفزيونية انطلاقا من سنة 2012، حيث تمكنا من إبراز مواهبنا الفنية ضمن كوكبة من الفنانين الشباب الذين ظهروا في نفس الفترة، ودخلوا بقوة في غمار الإنتاج السمعي البصري. كما ساهمت الأنترنت بشكل كبير في إلقاء الضوء على هذه المواهب التي لم تجد فرصتها.

دخولك الكوميديا كان سريعا وفعالا رغم صعوبة هذا الفن، فما سر ذلك؟

صحيح، فصناعة الضحكة ربما أصعب من صناعة الحزن، لكننا حاولنا أن نجد مواضيع جديدة نتناولها بجرأة غير مسبوقة، وحاولنا كسر بعض الطابوهات التي لم تكن متناولة في الوسط الفني. كما حاولنا نقل ما يدور في الشارع الجزائري وبلغته التي يفهمها، وهو الأمر الذي جعلنا نكسب جمهورنا ونجلب المزيد من المعجبين يوما بعز آخر، وتمكنا بذلك من إعادة الثقة في الفكاهة الجزائرية وإعادة الجمهور إليها، بعد ما كان يشاهد البرامج العربية ويفضّلها على الإنتاج الوطني.

كيف تختار مواضيع أعمالك الفكاهية؟

أظن أن الشارع الجزائري يسهل علينا المهمة، بالتالي فإن المواضيع تأتي تلقائيا، فبمجرد فتح نافذة منزلك ورؤية ما يقع في الخارج بين الناس، تأتيك الأفكار، كما أن عملي بالجامعة وسط الشباب والطلبة يوميا، يسمح لي بأن أكون قريبا من انشغالات هذه الفئة وأحاول تجسيدها في قالب فكاهي، وأرى أن الأنترنت أيضا والعالم الافتراضي، يسمح لنا بالتفاعل مع جمهورنا مباشرة لتقييم أعمالنا وتحسين النقائص، واليوم نعيش في عصر السرعة، وعلى الفنان مواكبة العصر وتطلعات الشباب وتقديم الجديد باستمرار.

كيف تقيّمون وضعية الفنان الجزائري؟

هناك مشكل كبير يعاني منه الفنان الجزائري، بغض النظر عن الجانب الاجتماعي، فمن الناحية المهنية، نعاني من غياب أماكن العرض، حيث نلتقي بجمهورنا. ورغم وجود العديد من المسارح الجهوية، على غرار مسرح قسنطينة الجهوي الذي أعتبره شخصيا من أجمل المسارح على الصعيد الوطني والقاري، وقد زرت مسارح في فرنسا وقدمت بها أعمالا كانت مبرمجة كل أسبوع، ولم أجد في مثل جمال مسرح قسنطينة، لكن المشكل والسؤال يبقى مطروحا؛ كيف نستطيع دخول هذه المسارح؟ فباستثناء شهر رمضان الذي تكثر خلاله العروض الفنية، تبقى هذه الفضاءات من مسارح، قاعات سينما وقاعات عروض شاغرة طيلة السنة، وتحرم بذلك الجمهور والفنان من الاستفادة منها، وشخصيا أظن أن الفنان بحاجة إلى تقديم أعماله أسبوعيا من أجل الحفاظ على عطائه وتنمية موهبته الفنية، والفنان الذي لا يعمل إلا كل ستة أشهر، ستنقص حتما إمكانياته وطاقته الإنتاجية، تماما مثل لاعب كرة القدم الذي يلعب مقابلة كل ستة أشهر، فإن مستواه سيتراجع باستمرار، وأرى أن الفنان لا يحتاج لمسكن وهدية بقدر ما يحتاج إلى عمل.

تقصدون الفنانين الذين اختفوا من الساحة الفنية ويعيشون في ظروف صعبة؟

حقيقة، معظم الفنانين يعيشون في ظروف صعبة، حتى أنا أستحي عندما يكلمني فنان كبير ويطلب مني دورا صغيرا في عمل معي يضمن به حضوره. كما تحز في نفسي صورة الفنان الجزائري، خاصة من المغنين والمطربين الذين يعملون في الخارج في ظروف جد صعبة، بل ومن بينهم من يعمل حارسا وعامل نظافة، لذلك فإن الوضع يتطلب تدخلا عاجلا ومن مستويات عليا.

ماذا قدمتم أنتم كفنانين من أجل تغيير هذا الوضع؟

الفنان مطالب بالتحرك ويجب أن تكون هناك نقابة للفنانين. توجد بعض المحاولات من هنا وهناك، لكن غاب الهيكل الذي يضمن حقوق الفنان، مما جعله عرضة للعديد من الاحتيالات من طرف المنتجين وأصحاب القنوات، وكذا أصحاب مؤسسات الإنتاج، وأظن أن تكتل الفنانين ضمن هيكل واحد مهم من الناحية المهنية والاجتماعية أيضا.

هل ندمت على دخولك المجال الفني؟

شخصيا لم أندم، فأنا أمارس الفن كهواية أولا وقبل كل شيء، ولا أعتمده مصدرا للدخل، فأنا أشتغل في التدريس والبحث العلمي بالجامعة، وأرفض أن أجعل الفن مصدر رزق، حتى أتجنب العوز، وأظن أن أجمل ما قدمه الفن لي؛ حب الجمهور.

هل أثرت الشهرة على حياتك اليومية؟

الشهرة تحتم عليك أمورا لم تكن تنتبه إليها أو تفعلها سابقا، فأنا أصبحت لا أستطيع الخروج مع عائلتي، سواء مع والدتي أو زوجتي وأولادي إلى الأماكن العامة بسبب الجمهور، بالتالي أصبحت الحياة الأسرية ضيقة المجال وتبقى حبيسة البيت، وهذه الظاهرة موجودة في كل العالم، فالشخص المشهور يعيش مواقف محرجة أحيانا أكثر من الشخص العادي.

ما هو جديدك الفني؟

في الوقت الحالي، أنا مرتبط ببرنامج تلفزيوني في قناة خاصة، كما لدي ارتباطات خارج الوطن، منها عروض مسرحية في فرنسا وكندا، وسأكون ضمن طاقم إذاعة خاصة ستفتح أبوابها قريبا بالجزائر، وسنحاول من خلالها تقديم أعمال فكاهية جديدة، دون أن أنسى بعض الجولات الفنية التي سأقوم بها داخل الوطن خلال الأشهر المقبلة وإلى غاية شهر رمضان،  حيث سيكون هناك برنامج خاص.

متى نرى كمال عبدات في فيلم سينمائي؟

أتمنى ذلك وأنتظر دعوة من أي منتج سينمائي، لا يبخل علي بهذه الفرصة، وأظن أن الأعمال السينمائية في الجزائر قليلة ونتمنى أن يتغير الوضع إلى الأحسن.

ما هي رسالتك للشباب المولوع بالفن؟

أنصحه بالمثابرة في العمل والاجتهاد، فنحن لم نجد الطريق معبدا. لقد تعبنا كثيرا خلال مشوارنا الفني قبل أن نصل ونقدم أعمالنا عبر التلفزيون، أنصحهم بالصبر وعدم اليأس، وأن يضعوا في أذهانهم فكرة واحدة تتمثل في كيفية تقديم عمل مميز يحسن من صورة الفن الجزائري في الداخل والخارج.