في تجمّع ضخم حضره 50 ألف مناضل بالقاعة البيضاوية

الأفلان يرشح بوتفليقة للرئاسيات

الأفلان يرشح بوتفليقة للرئاسيات
  • القراءات: 724
شريفة عابد شريفة عابد

دعا 50 ألف مناضل من حزب جبهة التحرير الوطني من بينهم قيادات سابقة وحالية وجمعيات المجتمع المدني ومناضلون شباب قدموا من 48 ولاية من الوطن، دعوا أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل القادم؛ ”اعترافا بسداد خياراته وحكمته وجهوده الكبيرة في تعزيز الأمن، والمكاسب التي تحققت خلال فترات حكمه السابقة”.

جاء إعلان ترشيح مناضلي الأفلان الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة في التجمع الشعبي الضخم الذي نظمه الحزب أمس بالقاعة البيضاوية بالمركب الرياضي لـ 5 جويلية بالعاصمة، حيث غصت القاعة بأنصار الرئيس من المنتمين لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى درجة أن الحركة داخل القاعة كانت صعبة جدا، وسُدت جميع المنافذ بمناضلين قدموا من مختلف جهات الوطن؛ من أجل تسجيل عرفانهم ووفائهم للرئيس بوتفليقة، حاملين لافتات كُتب عليها ”بوتفليقة اختياري”.

لقاء جامع لفرقاء الأفلان

وبدأ تجمّع القاعة البيضاوية منذ الساعات الأولى للصباح، حيث شهد التحاق الوفود المناصرة للرئيس من مختلف الولايات. وشكل التجمع لقاء جامعا لفرقاء الأفلان، حيث التفّ الجميع من أجل نصرة خيار الاستمرارية وتعزيز المكاسب عبر ترشيح الرئيس بوتفليقة.

وعلى هذا الأساس شهد التجمع حضورا لافتا لمناضلين سابقين فيما كان يُعرف بالحركة التصحيحية لحزب جبهة التحرير الوطني وجميع الأمناء العامين السابقين باستثناء عمار سعداني، فضلا عن حضور جميع أعضاء المكتب السياسي السابقين الذين توالوا على المناصب القيادية في الحزب والذين جلسوا جنبا إلى جنب، متغاضين عن الخلافات التي فرقتهم في بعض المناسبات السابقة.

وتزيّن التجمع بالبالونات واللافتات المتنوعة التي كتب على بعضها شعارات مناصرة للرئيس بوتفليقة، على غرار ”حكمة بوتفليقة وتلاحم الجزائريين، صنف ملحمة إنسانية اسمها المصالحة الوطنية” و«السلم والتنمية وجزائر العزة والكرامة”. وأُطلقت البالونات التي كُتب عليها ”بوتفليقة هو اختياري” في جو شبيه بالأعراس، رافقته زغاريد مدوية من القاعة تزامنت مع بث شريط مصور يعدد إنجازات الرئيس بوتفليقة ومسيرته في تسيير شؤون البلاد بداية من عهد توليه منصب وزير الخارجية.

بوشارب يدعو إلى الاستعداد للحملة الانتخابية

وبالمناسبة، أعلن منسق الهيئة الوطنية لتسيير حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب في كلمته الافتتاحية للقاء، عن ترشيح الأفلان بشكل رسمي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، مشيرا إلى أن هذا الخيار ينمّ عن عرفان الحزب بحكمة قرارات الرئيس وسدادها على جميع المستويات الداخلية والخارجية؛ تكريسا لمبدأ الاستمرارية، وتعزيزا لمسيرة المكاسب والإنجازات التي تحققت بفضله، وفي مقدمتها المصالحة الوطنية وإعادة الاستقرار للبلاد.

كما شكّل اللقاء فرصة لإعطاء الضوء الأخضر للاستعداد للحملة الانتخابية، حيث دعا بوشارب مناضلي الحزب الذين حضروا التجمع الشعبي، إلى الاستعداد لخوض الحملة الانتخابية لصالح الرئيس بوتفليقة ”بقوة وثقة المنتصرين وبرؤوس مرفوعة شامخة”، مشيرا إلى أن الرئيس بوتفليقة ”ظل وفيا بانتمائه لهذا الحزب التاريخي وابنه الأصيل”. وحسب المتحدث فإن ”المصلحة العليا للجزائر تقتضي تزكية الرئيس”، قائلا في هذا الصدد بأن ”مناضلي جبهة التحرير الوطني هم اليوم على قلب واحد رجالا ونساء وشبابا وشيوخا، من أجل نصرة رجل واحد، هو الرئيس بوتفليقة وترشيحه لعهدة جديدة”.

واعتبر بوشارب تجمّع القاعة البيضاوية ”رسالة قوية، مضمونها الثقة والأمل وجزائر الإصرار والوطنية والاستقرار”، ومؤكدا أن هذه الهبّة التي ينظمها الأفلان هي ”من أجل الجزائر لا غير”.

ولم يفوّت بوشارب فرصة الحديث إلى مناضلي الحزب العتيد، للتذكير بأن ”الرهان الذي سيأتي بعد الرئاسيات، يتمثل في المؤتمر الاستثنائي الذي يعيد ترتيب بيت العتيد على أسس سليمة جامعة”، داعيا، بالمناسبة، الشباب الذين كانوا حاضرين في القاعة، إلى ”الحفاظ على رسالة الشهداء وصون الأمانة، والإسهام في تعزيز أمن واستقرار الجزائر”.

لن نسمح بتكرار المأساة الوطنية

في سياق متصل، جدد معاذ بوشارب تمسّك الحزب بخيار الاستقرار، مشددا على أن الافلان لن يسمح بتكرار المأساة الوطنية. ودعا في هذا الإطار المناضلين إلى لعب دورهم الكامل خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن ”التاريخ سيسجل لهم ذلك الدور الناصع”.

وعاد بوشارب إلى الحديث عن أهم الأسباب التي شكلت قناعة لدى مناضلي الحزب لدعم مواصلة الرئيس بوتفليقة مسيرة قيادة البلاد، حيث عدّد بعضها كـ ”سداد قرارت الرئيس في القضاء على المديونية الخارجية، واستعادة الجزائر صوتها في المجتمع الدولي ووزنها الحقيقي، واستعادتها الأمن والاستقرار عبر كافة ربوع الوطن، وتقليص معدلات البطالة التي كانت نسبتها 30 بالمائة في 1999، وتأمينه احتياجات الساكنة في جميع المجالات رغم صعوبة المطلب وقلة الموارد، وإطلاقه إصلاحات سياسية كبيرة وواسعة تجسدت في دستور 2016”. ولم يغفل بوشارب في الأخير الثناء على الجهود والتضحيات التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي لحماية الوطن وتأمين الحدود وصد مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها؛ التزاما ووفاء بمهامه الدستورية.

سلال: مستعدون لإنجاح الحملة الانتخابية

من جهته، عبّر الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال الذي يُفترض أن يتم تنصيبه قريبا بصفة رسمية لقيادة الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عن استعداده الكامل لإنجاح هذه الحملة، مباشرة بعد إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه رسميا للاستحقاقات القادمة.

وأكد في هذا الإطار أنه هو وفريقه جاهزون لتنشيط العرس الانتخابي القادم، فيما أعرب الوزير الأسبق عمار تو، من جهته، عن استعداده التام لتولي المهمة المسندة في إطار الحملة الانتخابية للرئيس.

تكريم الرئيس بوتفليقة

واختُتم التجمع الضخم الذي عاشته القاعة البيضاوية أمس، بتكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من قبل مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، حيث تسلّم التكريم نيابة عن السيد بوتفليقة مستشاره برئاسة الجمهورية حبة العقبي، الذي حضر اللقاء إلى جانب المستشار بالرئاسة بن عمر زرهوني، وعدد من المجاهدين الذين كانوا رفاق الرئيس بوتفليقة في السلاح إبان الثورة التحريرية.