معرض ليلى فاسي بـ”الجاحظية”

مقتطفات من عوالم حواء

مقتطفات من عوالم حواء
  • القراءات: 660
مريم .ن مريم .ن

يحتضن رواق محمد خدة بمقر جمعية الجاحظية إلى غاية نهاية الأسبوع القادم، معرض الفنانة التشكيلية ليلى فاسي، وذلك ضمن برنامج نادي الفن التشكيلي الذي يشرف عليه لأستاذ عبد الحميد صحراوي، واجتهدت الفنانة في تجسيد صوت المرأة بلغة الألوان التي صنعت نوعا من الصخب المعجون بلغة الجمال والتفاؤل، مع انطلاقة حرّة صوب الطبيعة الخالية من القيود ومثبطات العزيمة والأمل.

تعود ليلى إلى الفن التشكيلي في معرض جديد يسجل الإضافة فكلما أثرت فنها بالجديد تفضل مشاركة جمهورها منه الأطفال، كما تحرص على الالتزام بالفن الجميل، وتقديره كنوع من ترقية الذوق العام في مجتمعنا الذي أصبح عرضة لبعض الشوائب والتيارات الغريبة الناتجة عن الإفراط في العصرنة والمادية الطاغية.

واختارت الفنانة لنفسها الفن المعاصر، حيث المجال أوسع للتحرّر والانطلاق دون ضوابط فنية ملزمة قد تركز على الشكل والإطار أكثر من المضمون، ويظهر الاشتغال واضحا على الأسلوب الانطباعي  خاصة في تقنية التنقيط والخدوش، إضافة إلى لمسة العفوية التي تقود بريشتها نحو عوالم أكثر سحرا ودهشة.

ترسم ليلى لوحاتها بشكل عفوي ربما لأنّها أنثى في حدّ ذاتها، فكأنّما هي ترسم ذاتها التي هي جزء من عوالم النساء والطبيعة، مركزة على اللون والشكل، وتستعين في أعمال أخرى ببعض الرموز والوجوه التي تبدو مألوفة رغم إخفاء تقاسيمها، في إحدى اللوحات جسدت مجموعة من النساء معصبات الأعين، كرمز لمعاناتهن المستمرة من الاضطهاد الاجتماعي.

بالنسبة للوحات الفن التجريدي فإنها ترسمها باقتدار جسدت فيها الطبيعة، حيث أفضت عليها ألوانا زاهية بعضها يعج بالنباتات والطيور.

لوحات أخرى امتدت من مدخل الرواق حتى الطابق الأول منها ما عرض فيها تقاليد البيت القبائلي العريق وأخرى لنساء بمختلف الأحجام، بعضهن من اللاجئات على أرض الجزائر، كما توقفت الفنّانة ليلى عند بعض من ثقافتنا الشعبية المتعلقة بالمرأة، وبمبدأ المكتوب الذي يؤطر حياة كل امرأة تماما كما هو الحال مع وجه امرأتين، حيث تشع من أعينهما الكثير من الرسائل الإنسانية التي لا تحتاج لترجمان، وفي هذا الإطار فإنّ الفنانة أطلقت العنان أمام الجمهور لقراءة أعمالها كيفما يشاء دون أن تتدخل في قناعاته وانطباعاته.

على العموم فإن المعرض انعكاس لهواجس المرأة وطموحاتها لغد أكثر إشراقا وإنصافا، واستطاعت الفنانة ليلى فاسي، التعبير بالألوان الزيتية خاصة في مضامين المرأة والطبيعة والحرية.