يشارك بابا الفاتيكان اليوم بالعاصمة الإماراتية، أبو ظبي في فعاليات ندوة دولية لتعايش الديانات دعا إليها المجلس الإسلامي للوقف بحضور أكثر من 700 مشارك يمثلون الديانات الموحدة الثلاثة.

وحل البابا فرانسوا، مساء أمس، بمطار العاصمة الإماراتية في إطار زيارة تاريخية إلى بلد عربي للمشاركة في أشغال هذه الندوة دولية للدعوة إلى تعايش الأديان السماوية على أن يشرف يوم غد الثلاثاء على قداس ديني ضخم لم يسبق إقامته في أرض عربية مسلمة من قبل.

ويعد البابا فرانسوا أول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التي تضم أكثر من 1,3 مليار مسيحي، يزور شبه الجزيرة العربية، حيث كان في استقباله على أرضية المطار، ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان.     

ويلتقي البابا خلال هذه الزيارة بشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب الذي سبق أن التقى به، خمس مرات كان آخرها بالعاصمة المصرية القاهرة سنة 2017 بصفته رئيسا للمجلس الإسلامي للأوقاف وهي مؤسسة دينية تم إنشاؤها من طرف السلطات الإماراتية لترقية السلم والتعايش بين مختلف الطوائف الإسلامية.

ويشارك في فعاليات ندوة العاصمة الإماراتية بطارقة الكنيسة الكاثوليكية في مختلف البلدان العربية وحاخامات يهود قدموا من مختلف البلدان الغربية إلى جانب شخصيات وعلماء دين مسلمين يبحثون خلالها سبل ترقية الحوار الديني ونبذ كل ما من شأنه أن يدفع الى العنف والتطرف.

وينتظر أن يوجه بابا الفاتيكان خلال تدخله رسائل باتجاه منتسبي الأديان السماوية الثلاثة يحثهم من خلالها على ترقية التسامح والأخوة والسلم لضمان عيش هادئ في عالم يعرف صراعا حضاريا وإيديولوجيا ومظاهر تطرف أصبحت تهدد المعمورة بصراعات وحروب دينية.

وتندرج هذه الزيارة أيضا في سياق رغبة البابا فرانسوا في بعث أسس حوار بين اليهودية والمسيحية والإسلام والتي عمل على توثيقها منذ وصوله الى كرسي البابوية في دولة الفاتيكان.

ويشرف البابا في ختام زيارته يوم غد في ملعب العاصمة الإماراتية قداسا للمسيحيين الكاثوليك معظمهم من القادمين من دولة الفلبين والهند ومختلف الدول الأسيوية كيد عاملة في الإمارات العربية المتحدة.

وحسب مصادر إماراتية فقد تم توزيع 135 ألف تذكرة للحضور في هذا القداس بينما يتوقع المنظمون أن يكون العدد مضاعفا على اعتبار أن مسيحيين من مختلف الدول العربية لا يريدون تفويت هذه المناسبة لحضور هذه الاحتفالية الدينية غير المسبوقة.

يذكر أن حوالي مليون مسيحي كاثوليكي يعيشون في الإمارات العربية المتحدة كيد عاملة وفدت على هذا البلد على مدار العقود الأربعة الأخيرة للعمل في قطاع النفط والتعمير وأصبحت تشكل حوالي 10 بالمائة من إجمالي عدد السكان الأصليين.