بجاوي يقدم خلاصة تجربته النقدية في كتاب

قرارات سابقة وراء تدهور الفن السابع في الجزائر

قرارات سابقة وراء تدهور الفن السابع في الجزائر
  • القراءات: 1164
❊دليلة مالك ❊دليلة مالك

قدم أحمد بجاوي خلاصة تجربته النقدية في السينما في كتابه الأخير "السينما في عصرها الذهبي، خمسون عاما من الكتابة في خدمة الفن السابع"، عن دار النشر "الشهاب"، وأقامت له لقاء خاصا مع قرائه، أول أمس، بقصر "رياس البحر" في الجزائر العاصمة، حيث كان لبجاوي وجهة نظره الخاصة بحال السينما الجزائرية. 

عن السينما الجزائرية، قال بجاوي إنه في السابق كان فيلم "المفتش طاهر"، على سبيل المثال، يحقق أكثر من مليوني متفرج، عكس اليوم، إذ يكتفي أي فيلم جديد بالعرض الشرفي، ثم انتهى الأمر. مشيرا إلى أن هيكل التجارة الصناعية كان منسجما فعلا بين أصحاب القاعات والموزعين، غير أن قرارات الدولة في تلك الفترة هدمت هذا الانسجام.

تابع بجاوي يقول "أُوكلت القاعات إلى البلديات، ودمرت بعد 20 سنة، وهذا ليس بسبب التطرف والإرهاب، والحقيقة أنها نتاج قرارات سياسية في ستينيات القرن الماضي".أشار إلى أن تلك الفترة وما بعدها، عرفت السينما عصرها الذهبي في الجزائر،بالنظر إلى كثرة الإنتاج وتوفّر القاعات، لكن في هذا العصر الذهبي، بدأت بوادر الهدم ثمراتها تقطف اليوم، فلا يمكن اليوم التعامل أو التغلب عليها.

عن عمله في النقد السينمائي، أفاد بجاوي أنه مارس المهنة عندما كان يكتب في إحدى الصحف منذ 50 عاما، وقال "كنت أتحدث إلى جمهور كان يشاهد الأفلام، وكنت أشكل نوعا من الوساطة بين الأشخاص الذين اقترحوا أعمالا وجمهورا، لكن اليوم لم تعد الجماهير قادرة على الوصول إلى قاعات السينما، لذلك ليس لدي أي حديث عنها، فالعلاقة السحرية مكسورة، اليوم لا أستطيع أن أقول إنني ناقد"، وأردف "أنا أكتب الكتب عن السينما، هذا كل شيء".

في حديثه عن "سينماتك" الجزائر، أو المركز الجزائري للسينما، قال بجاوي؛ إنّ المخرج المصري الراحل يوسف شاهين دخل العالمية من بابها، إذ لأول مرة يعرض فيها فيلمه الأول خارج مصر، وأول مرة يتحدث عن أعماله للجمهور خارج بلده خلال عامي 1966 و1967. قال بجاوي "كان لدينا موزعون، بفضلهم استوردنا أفلاما ووجدنا جميع أفلام شاهين التي قمنا بتجميعها، ثم أرسلناه إلى فرنسا، وهناك ذاع صيت شاهين في جميع أنحاء العالم".

عن تجربته في إدارة مهرجان الجزائر للسينما، أيام الفيلم الملتزم، إلى جانب محافظة المهرجان زهيرة ياحي، أكد أحمد بجاوي، أنه من الصعب جدا جلب الأفلام، ذلك أن أصحابها لا يرون أي اهتمام، لأنه لا يوجد سوق للسينما في الجزائر، إذ لا يمكن توزيع الفيلم، وفي المهرجانات يطلبون الكثير من المال.

قال بجاوي، إن للجزائر أربعة أو خمسة مهرجانات سينمائية، القاعات دائما ممتلئة، وهنا إشارة إلى أن الجمهور ينتظر، فقط يجب توفير القاعات وهياكل جيدة لاستقباله، مضيفا أن البلاد لم تنشأ منذ الاستقلال قاعات جديدة، وقد أرجعه ذلك إلى غياب إرادة سياسية لتطوير السينما في الجزائر، في حين أن مصر أضافت حوالي 200 شاشة، وتركيا 600 شاشة.

كما عرج المتحدث إلى مسألة سينما المرأة، وأكد أنه كان لدينا سينما نسوية، لكنها لم تصنعها هي. في يوم من الأيام، ظهرت الكاتبة الكبيرة الراحلة آسيا جبار، وأتيحت لبجاوي فرصة إنتاج فيلمين لها، غير أنها قوبلت بالرفض والاعتداء عليها وإهانتها، وخرجت جبار يائسة من التجربة. أشار "قدمنا فيلمها "نوبة نساء شنوة" في مهرجان قرطاج، فتعرضت إلى  الفصل من البرنامج.