الأديب الشاعر قيصر مصطفى ضيف "الجاحظية":

اُنصروا المرأة تنصركم

اُنصروا المرأة تنصركم
الأديب الشاعر قيصر مصطفى ضيف "الجاحظية":
  • القراءات: 653
❊مريم . ن ❊مريم . ن

استضافت جمعية "الجاحظية"، أول أمس، الكاتب والشاعر اللبناني الدكتور قيصر مصطفى للحديث عن مساره الأدبي والأكاديمي الحافل، والذي أتحف الجمهور الحاضر بقراءات شعرية انتقاها من دواوينه، تراوحت بين الغزل والمدح، خاصة في موضوع المرأة.

أشار الضيف إلى أنه صال وجال في بقاع شتى إلى أن استقر به الأمر على أرض الجزائر منذ سنوات طويلة؛ حيث وجد فيها الاستقرار. كما تناول مختلف أسفاره التي زادته خبرة بالحياة، ناهيك عن وظيفته كباحث وأستاذ جامعي.

وقال الدكتور قيصر إنّه تعاطى التدريس والشعر مثلما تعاطى فن السياسة، وحكايته تمتد بين لبنان والجزائر، حيث مسار من الأحداث والتجارب، وهو يؤكد في كل مرة أنه عشق الجزائر منذ الصبا، وكان يتوق إلى رؤيتها والوقوف على مآثر انتصارات  ثورتها وشعبها، ليحطّ على أرضها منذ عقود، لكنه في نفس الوقت لم ينس بلده الأم، الذي فتح عينيه فيه على قيم اجتماعية وإنسانية راقية، اعتبرها مشتركة مع تلك الموجودة بالجزائر، وهكذا ظل وفيا للبنانيته ولجزائريته.

وأشار المتحدث إلى أنّه كتب في كلّ المواضيع الشعرية، وكتب في السياسة والثورة، والتحرّر، وفي الغزل الذي نظّمه عندما يئس من السياسة، وكان الغزل عنده راق، يعبّر عن علاقة إنسانية سامية.

وقال الدكتور قيصر: "أخذتني السياسة من مواضيع أخرى، وعذّبتني ولا عجب في ذلك لاعوجاجها، فالسياسة في الوطن العربي تعذّب الشرفاء". كما تناول المتحدث جانبا من الراهن العربي المترهل، وأضاف أنّه ابن المأساة والنكبة.

وأكد الدكتور قيصر أنّ الوضع في الوطن العربي ينعكس على الجميع، فمشاكلنا ومعاناتنا واحدة، ملمحا إلى الهبوط الحاصل في المشهد الثقافي والتعليمي العربي، وهو الأمر الذي انعكس بالتراجع في مستوى المثقفين، الذين بدا أغلبهم محدودي العطاء.

ووصف الضيف نفسه بالرجل المستقل؛ فهو يتّفق ويختلف مع كلّ الناس، وهذا شيء لا يعيب الفرد، لكنه قال إنّنا في المجتمع العربي نتّفق جميعا على الشيء نفسه، ونكون مع بعضنا مثل العسل، لكن بمجرد أن يختلف الواحد عن الآخر يصبح عدوه اللدود، وما يزيد في تأزم المشهد غياب ثقافة الاعتذار، وهذا - حسبه - هو قمة التخلّف وإلغاء الآخر، وبالتالي لن تتجسّد عندنا مقولة: "إذا لم تختلفوا فلن تتفقوا".

وبالنسبة لموضوع المرأة قال إنه كان شبه غائب في أعماله؛ ما يعتبره تقصيرا، لكنه قرأ لها في هذا اللقاء عدة قصائد مختارة من دواوينه، إحداها قالها في كلية الآداب واللغات ببن عكنون، وأخرى ألقاها بمناسبة عيد المرأة بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين. واعتبر الضيف المرأة شقه الآخر، كما اعتبر المرأة المثقفة نصرة لمجتمعها، وبالتالي أكّد أن تجهيلها هو إلغاء لصوتها، وهو من صميم مشاكلنا اليوم. بالمقابل اعتبر أن مستقبل الجزائر مزهر مع اكتساح المرأة مدرجات الجامعات؛ فهي أكثر حضورا من الشباب، وهذا ما يلاحظه كأستاذ جامعي يفتخر بحضور المرأة الجزائرية التي ستعزّز به مكانة الرجل، حيث إنّ الزوجة والأم المثقفة هي من تصنع الأجيال. كما أكّد أن المرأة إذا أعطيتها حبا واحتراما ورعاية أعطتك ضعف ذلك؛ سواء كانت أما أو زوجة أو بنتا أو أختا.

وقرأ الضيف بعض مختارات قصائده؛ منها قصيدة في الغزل تحكي قيسا، بها أرقى صور الحب والعفاف والجمال. كما قرأ من قصيدة أخرى عن المرأة مختارة من ديوانه "هذي الجزائر"، تقول:

"تبهَّي على الكون

يا ترنيمة الحقب

ياديباجة الكتب

يا رونق العيش

يا وحي القصيدة

لولاك لما كان شعر في ملاحتك

يروى على الدهر بلا نسب

يا بهجة الأنفاس

كوني أنشودة الطرب".

وأنشد قصيدة أخرى لاقت استحسان الحاضرات تقول:

"زيدي بدلّك زيدي

فالعيد يرغب في المزيد

فأنت عبر الدهر عيدي

أنت الحياة وبسمة الحياة السعيد"

في الأخير أطلق الشاعر قيصر دعوته لصالح المرأة قائلا: "انصروا المرأة تنصركم، واحترموها تحترمكم وتطعكم".

للإشارة، الدكتور قيصر مؤلف وكاتب وشاعر وأستاذ تعليم عال، ومحلل سياسي وإعلامي من مواليد حولا بجنوب لبنان 1943، مقيم بالجزائر. حصل على دكتوراه دولة في الأدب والنقد سنة 1978، وله عدة مؤلفات أدبية وأكاديمية وثلاثة كتب في الأدب الأندلسي وكتاب في الأدب المعاصر وكتاب في الأدب المقارن وآخر عن الأدب الشعبي بعنوان "الأساطير والحكايات كتاب الجديد في العروض والقوافي"، كما أن له 11 ديوان شعر، من بينها  "نثارات قلب"، "هذي الجزائر"، "لا تبك دهرك"، "إني اختزلت بك النسا"، "أغنيات شاعر"، "تلمسان"، "نحن يا درة مازلنا"... كما له دراسات قيد النشر والإعداد.