البروفيسور عبد الرحمن خليفة ضيف جمعية "أصدقاء مليانة"

قراءة في "الجزائر المحروسة"

قراءة في "الجزائر المحروسة"
  • القراءات: 2504
❊مريم .ن ❊مريم .ن

نظمت جمعية "أصدقاء مليانة"، أمس السبت، ضمن العدد 27 لموعد المقهى الأدبي بمسرح "محفوظ طواهري" بمليانة، محاضرة نشطها البروفيسور عبد الرحمن خليفة، خاصة بكتابه الأخير "الجزائر المحروسة" الذي يستعرض فيه تاريخ مدينة الجزائر الحافل بالأحداث، إضافة إلى التطرق إلى جوانب مهمة من تراث هذه المدينة، الشاهد على الرقي والتحضر.

يعرض عبد الرحمن خليفة في هذا اللقاء، تراث مدينة الجزائر، منها العهد العثماني، حيث يذكر في كتابه أن العثمانيين مكثوا بها ثلاثة قرون ولم ينجزوا الكثير ـحسبه-، من ذلك المنشآت العلمية، مثل الجامعات كدليل على عدم اهتمامهم بتثقيف السكان المحليين، كما أنهم احتكروا الحكم ومنعوا تولي الجزائريين له، وهو ما يعد "تمييزا عرقيا".

يعتبر المحاضر مدينة الجزائر من أجمل مدن العالم، ويعبّر دوما عن حبه للتراث الجزائري المنتمي إلى الحقب التاريخية التي مرت بها الجزائر. كما يستعين خليفة في محاضرته بمجموعة كبيرة من الصور عن العاصمة، ليبرز جمالها وعراقتها، وقدّم أرقاما حول مدينة الجزائر في العهد العثماني، فقال إنها كانت تتربع على 52 هكتارا ويسكنها حوالي 100 ألف نسمة، وتضم 175 نافورة و65 حماما.

يؤكد خليفة أيضا، أن خير الدين بربروس هو الذي وحّد الجزر الأربع الواقعة بميناء الجزائر مع اليابسة، لتشكل بذلك قوة للبلد، وأن مسجد "بتشين" تم بناؤه سنة 1622 وهدمت مئذنته من طرف المستعمر الفرنسي. أما الجامع الكبير، فقد أسس سنة 1096، بينما هدم جامع "كتشاوة" ولم تبق إلا أعمدته، ليعاد بناؤه، في حين لقبت مدينة الجزائر بـ«المحروسة" بعد أن تغلب الجزائريون على "شارلكان" سنة 1741.

يظل البروفيسور عبد الرحمن خليفة متمسكا بأهمية دراسة التاريخ لاستخلاص العبر وترسيخ أسس الهوية، مؤكدا أن التراث هو كل ما تركه لنا أجدادنا، وعلينا أن نحافظ عليه ونسلمه لأولادنا وأحفادنا. كما ينوه الباحث بعمل الجمعيات لحماية التراث، مطالبا في السياق نفسه، الدولة بإنقاذ المعالم الجزائرية العديدة التي تشكو الإهمال ومعرضة للزوال، بالتالي اندثار جزء من تراثنا العريق.

للإشارة، يتناول الكتاب "الجزائر المحروسة"، تاريخ الجزائر القديمة منذ فجر التاريخ وإلى غاية اليوم، مع التوقف عند أهم المعالم والآثار.