أكد محافظ المهرجان الدولي للسماع الصوفي، الأستاذ إدريس بوديبة، أن الهدف المنشود من هذه التظاهرة، جعل فن السماع الصوفي ظاهرة روحية إنسانية بعيدة عن كل الإيديولوجيات، موضحا أن فن السماع الصوفي ”استراحة نفس” بحاجة إلى الخروج من الدوائر والتقاليد الضيقة المقتصرة على بعض الزوايا والمجالس والنوادي، ليصبح بعده جماهيري أوسع، كونه استراحة نفس قلقة وشيقة داخل فضاء روحي يطمئن ويعيد للنفس هدوءها وسكينتها، بعيدا عن تعقيدات الحياة وضجيجها. أضاف المتحدث أن فضاء المهرجان الدولي للسماع الصوفي، وسيلة فعالة لتقديم السماع الصوفي وتعميمه على جميع الناس بأدوات جديدة ومعاصرة، حتى يصبح غير مقتصر على المسلمين فقط، بل لكل البشر مهما كانت انتماءاتهم، بعيدا عن أية إيديولوجيات، لأن النفس والقيم الإنسانية واحدة ومشتركة يتقاسمها الجميع، على غرار قيم المحبة والجمال والعدل والسمو والارتقاء بالنفس الموجودة عند كل الشعوب والديانات.    اعتبر المحافظ أن هذا الطابع في الجزائر له تقاليد وجذور عريقة، حيث أصبح للسماع المعاصر بصمة جزائرية، بواسطة الاقتباس والاستلهام من الألحان التراثية الجزائرية المتنوعة، المنتشرة في كافة ربوع الوطن، مفيدا أن الشباب الجزائري حمل على عاتقه مهمة احتضان هذا النوع من السماع، والمهرجان فرصة متاحة لهؤلاء الشباب لتفجير مواهبهم وطاقاتهم.

في الأخير، أكد السيد بوديبة أن المنشد الجزائري استفاد من تنوع الطابع المحلي الجزائري، الذي أعانه على عدم الذوبان في الإنشاد العالمي، وجعله يقدم نشيده وسماعه ممزوجا بمحليات جزائرية، بإمكانها معانقة البعد الإنساني العالمي.