حكيم دكار ضيف ميدياتيك ”بشير منتوري”

مشوار على خطى الكبار

مشوار على خطى الكبار
حكيم دكار ضيف ميدياتيك ”بشير منتوري”
  • القراءات: 1658
مريم .ن مريم .ن

استضاف فضاء بشير منتوري، أول أمس، الممثل حكيم دكار،  للحديث عن مساره الفني، وتقديم مواقفه من المشهد الفني السائد، مع عرض لمشاريعه في الأفق القريب.

أكد دكار في بداية حديثه، أنه لم يكمل مساره الفني بعد، فهو ما زال في طور العمل والتعلم، ثم تحدث عن بداياته مع موهبة التمثيل التي بدأت في البيت العائلي، حين كان يقلد أخاه الأكبر الفنان جمال دكار، كما كان يقلد كل واحد من أعضاء عائلته التي بها ستة إخوة، وبنت واحدة أصبحت معلمة، ورغم ذلك تعاطت المسرح.

التحق الفنان أيضا بالكشافة الإسلامية الجزائرية التي أثرت موهبته وصقلتها، كما ساهمت في تكوينه المعرفي والسياسي، بالتالي وفر هذا الجو الصحي فرص النجاح والاستمرار، ليبرز في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم، وكان عمره حينها لا يتعدى الـ17 سنة، حيث شارك في مسرحية الخربة التي تعالج الوضع العربي الراهن بنضج سياسي ملحوظ، لينطلق بعدها في المسرح من خلال التكوين بالمسرح الجهوي في قسنطينة، ويشارك في مسرحية عودة الحلاج مع نخبة من النجوم، وفي تلك الأثناء جلب دكار انتباه الراحل مالك بوقرموح الذي حمله معه إلى مسرح بجاية، وكان بذلك أصغر ممثل محترف على المستوى الوطني، ولم يكن سنه حينها يتجاوز الـ20 عاما، بعدها كانت الصدمة بعد أن توفي بوقرموح، ليقرر دكار مغادرة القطاع العام والتوجه إلى العمل الحر.

أشار الفنان دكار أيضا، إلى أنه تعاطى العمل التلفزيوني منذ سنة 1988، حيث تزامن هذا المسار المهم مع عمله المسرحي في خط متواز، كذلك الحال مع السينما التي دخلها سنة 1992 في فيلم ثوري مع أحمد راشدي.

أكد الفنان أنه كان محظوظا، لأنه عمل جنبا إلى جنب مع أسماء عريقة في الفن الجزائري، ومن ذلك تجربته مع مسرح القلعة مع المخرج زياني شريف عياد، والراحلين بن قطاف وصونيا ومجوبي، وكان هو أصغرهم، ذاكرا عرضا له مع سيد أحمد أقومي وبن قطاف ودليلة حليلو.

وصل دكار إلى رائعته خباط كراعو التي اقترحها عليه الفنان المعروف جمال حمودة بمسرح عنابة، وعرضت لأول مرة بتبسة، حيث لاقت شخصية هذا العمل نجاحا كبيرا، علما أن العرض الأول الذي امتد لشهر، لم يقنع حكيم دكار، فقام بتحويل العرض إلى مونولوغ ونزع منه الديكور مع بعض من الارتجال المدروس،  ومراعاة تحولات الراهن، خاصة من الجانبين السياسي والاجتماعي، وتم عرض العمل على التلفزيون وكان من إخراج علي عيساوي دون أية قصقصة (أعطيت أوامر بأن لا يتعرض للرقابة)، مما زاد في رواج العرض عند الجزائريين، ثم وصل العرض عبر مختلف مناطق الوطن إلى 800 عرض.

من جهة أخرى، قدم الفنان دكار العديد من الأعمال، منها الملاحم الوطنية؛ كبن مهيدي وغيرها، إضافة إلى تصوير العديد من البورتريهات، وهي سلسلة خاصة بعمالقة الفن الجزائري، كصراط بومدين والحاج رحيم الذي احتفى به.

كما توقف ضيف فنون وثقافة بميدياتيك منتوري عند سلسلة جحا، التي عرضت وصورت في الجزائر وسوريا، حيث أشار إلى أنها صورت بوادي سوف وتاغيت وغرداية وغيرها، وشارك فيها الراحل مجوبي في أربع حلقات، إلى جانب ألمع نجوم الدراما العربية، رغم أن التعطيل كان السمة بين سلسلة وأخرى ووصل إلى خمس سنوات، لكن النتائج كانت مرضية، وتم تثمين التراث وحصد الجوائز على الصعيد الوطني والعربي.

في مجال الإنتاج، خاض كريم تجربة ظل الحكايا وأدى دور المغازي مع عدة نجوم عرب، وقال إنه يعيش اليوم استراحة محارب، كما أنه يعاني من الغياب والتغييب معا، لكنه في نفس الوقت، لا يقبل الظهور من أجل الظهور دون تقديم منتوج في المستوى، يليق بالمشاهد الجزائري وبمساره كفنان محترف طوال 30 سنة من العمل والجهد.

سألت المساء الفنان دكار عن غياب العواصم الثقافية والفنية في الجزائر، على غرار وهران وقسنطينة، والتي عرفت بإنتاجها الغزير والنوعي، فأجاب أن هذه العواصم تحولت إلى ضواح تابعة للعاصمة، بعد أن كانت رائدة، ووصل

أن يهنئ رئيس الجمهورية عرضا مسرحيا بقسنطينة مثلا، والسبب هو تراجع مبدأ اللامركزية، وأصبحت كل محطة تلفزيونية أو مؤسسة تقدم حوصلتها للوزارة الوصية، ولا تقدم رؤية أو مشروعا.

أشار الفنان أيضا خلال المناقشة مع الجمهور الحاضر، إلى ضرورة التأسيس لحوار فني خاص بالدراما الجزائرية، بدل أن يكون العمل الفني معبأ بمزيج من اللهجات، وهكذا يتحوّل السيناريو إلى لهجة جزائرية جامعة، وليست لهجة محلية. أما بالنسبة للمرح، فأكد أن جيله الجديد يعتمد على الشكل أكثر من المضمون، ثم تحدث عن تجربته خارج الوطن. كما تأسف عن غياب الجزائر في مجال توفير أماكن التصوير للأجانب، مما يدر عليها أموالا طائلة، حيث ذكر أن بها مواقع لا ترقى إليها أية مواقع أخرى في دول أخرى، ومع ذلك فإن جيرانها يحصون المال، مذكرا بمكانة الجزائر في خريطة مواقع التصوير العالمية وسميت بـ«الأستوديو الكبير، حيث صور بها منذ عقود 66 فيلم  كوبوي أمريكي ببوسعادة، وغيرها من الأفلام، علما أن تكلفة التصوير بها أقل تكلفة وأقل تعبا وبعدا وأكثر ملاءمة، مذكرا بجهوده الشخصية لتعزيز هذه السوق من المنتج العربي، لكن العراقيل بالجزائر حالت دون ذلك، وأضاعت ملايين الدولارات.

بالنسبة للمشاريع المستقبلية، قال؛ إن هناك برنامج عائلي تراثي له مع علي عيساوي سيبث على التلفزيون سنة 2019، وهناك تعاون مع الفنان لخضر بوخرص، وتحضير لمونولوغ سيعرض في رمضان ولم يعط لها أي تفصيل، بعدها تم تكريم الفنان بباقة ورد.