جمعية "كافل اليتيم" لبومرداس

تواصل حملة "معطف وحذاء"

تواصل حملة "معطف وحذاء"
جمعية "كافل اليتيم" لبومرداس
  • القراءات: 1004
❊حنان.س ❊حنان.س

تمكنت اللجنة الاجتماعية لجمعية "كافل اليتيم" على مستوى ولاية بومرداس، من التكفل بأزيد من 200 عائلة خلال موسم البرد الجاري، عبر توزيع ألبسة وأغطية صوفية في حملة أطلقت عليها "معطف وحذاء"، تندرج الحملة ضمن البرنامج الوطني القار للجمعية، تضاف إليها أشكال أخرى للتضامن، في انتظار استفادة الجمعية من مقر لائق.

تواصل جمعية "كافل اليتيم" لولاية بومرداس عملها الخيري في سد بعض حاجيات الأسر المعوزة عبر إقليم الولاية، حيث تحصي ألف عائلة منخرطة ضمنها، حسبما يكشفه لـ«المساء"، رئيس المكتب الولائي للجمعية، سليمان حمدي، في لقاء خاص، يوضح أنه تم اختيار شعار "معطف وحذاء" للموسم الشتوي الجاري، استكمالا لحملة الموسم الماضي التي اتخذت شعار "شتاء دافئ"، حيث اعتبر المتحدث أن تغيير شعار الحملة جاء من باب لفت مزيد من الانتباه، بينما يبقى الهدف واحدا، وهو تحقيق التكافل الاجتماعي بين المواطنين الذين تحدث عنهم عمي سليمان، فقال "إنهم رائعون... يكفي أن تفتح لهم طريقا نحو الخير ليسارعوا إليه، نحن نعتبر همزة وصل بين الطرفين، حيث نعمل بمختلف مكاتبنا على البحث وإحصاء العائلات المعوزة، ثم ننشر نداء للمحسنين، فيهموا إلينا جماعات وفرادى للتكافل"، يعلق المتحدث.

أما العائلات المحصية بالجمعية، فإنها تمثل في الغالب عائلات أرامل دون معيل أو نساء هجرهن أزواجهن ولديهن أطفال، حيث يكون التدخل والتكافل حسب نوع الاحتياجات، وهناك لجنة اجتماعية تخرج للتقصي عبر البلديات، والوقوف على احتياجات العائلات، حيث تبين من مختلف الخرجات أن الاحتياج الرئيسي يتمثل في تغطية حاجيات اليتامى، تحديدا من المعاطف والأحذية الشتوية، وهو ما يعكس مفهوم الشعار المرفوع "معطف وحذاء"، إلا أن ما يتم التبرع به يفوق ذلك بكثير، حيث تمكنت الجمعية منذ إطلاق الحملة  نهاية السنة المنقضية، من جمع الكثير من المقتنيات من ألبسة مختلفة، لاسيما الصوفية، وأحذية وبطانيات ومواد غذائية وحفاظات، وحتى قوارير غاز بوتان ومدافئ كهربائية.

كما أن أوجه التكافل أبعد من ذلك بكثير، حيث تبرع محسنون بتهيئة بيوت انهارت بسبب سوء الأحوال الجوية، مثل حال أرملة أم لطفلين تقطن ببيت فوضوي في منطقة عليليقية بتيجلابين، روت على مسامعنا عضو الجمعية ليندة التي زارتها مؤخرا، كيف أن الأرملة لا تملك أدنى ظروف الحياة الكريمة، "إنها تقطن في حجرة تهالكت بفعل ظروف المناخ دون باب ولا نوافذ"، تصمت الفتاة، ثم تعقب "أحيانا يجافي النوم عيناي وأنا أسترجع الحالات التي زرتها في النهار"، بينما تقول زميلتها مريم "عندما أقف على حالات العوز، أردد في نفسي أنه من العيب علي أن أشتكي".

تؤكد ليندة أن نفس الأرملة وبفضل صور عن حالتها الاجتماعية وضعت على الفضاء الأزرق، تبرع محسنون بتهيئة بيتها المتواضع.. وسمح موقع التواصل الاجتماعي بنوع آخر من التكافل، حيث أن زيارة العائلات المعوزة ووضع إشارة عن حالتها عبر "الفيسبوك"، يسمح للعامة بمعرفة حالة العوز سواء ببلدية الإقامة أو بلديات أخرى، فيسارعون إلى تقديم الإعانة كيفما كانت، وهو ما تم فعلا بعد أن تبرّع أحدهم بقارورة غاز بوتان، بعد أن تم وضع احتياج إحدى العائلات لها لمواجهة انخفاض درجات الحرارة خلال هذا الموسم.. وحالات أخرى ساهم الفضاء الأزرق في التعريف بحالاتها، وفي السماح للمحسنين بتقديم شكل آخر من التضامن.

غير أن اللجنة تنتظر شكلا آخر من الإعانة، تتمثل في سيارة لائقة تعينها في خرجاتها الميدانية للوصول إلى أبعد نقطة، علما أن الجمعية ممثلة في 14 بلدية من أصل 32 فقط، وهو ما يضاعف الحاجة لسيارة تستعمل في التنقل لإيصال الإعانات، حيث تستغل حاليا التفاتة بعض المحسنين في التنقل هنا وهناك بهدف إيصال الأغطية والأفرشة والطرود الغذائية حين تتوفر..

مشروع إعانة الأرامل واليتامى في فصل الشتاء مشروع وطني قار، هدفه توفير الأفرشة والأغطية والألبسة لليتامى والأرامل، ولحالات اجتماعية أخرى تدرس محليا بالجمعية، يوضح عمي سليمان، كحالات هجر الزوج "وهي موجودة بشكل كبير، فنخرج عبر اللجان الاجتماعية لتقييد الحاجة، ثم توجيه النداء للمحسنين وهكذا"، يقول المتحدث، داعيا في هذا المقام السلطات الولائية لبومرداس، تمكين جمعيته من مقر محترم لتتمكن من استقبال المحسنين وإعاناتهم، فالجمعية تتخذ من مكتب بالمركز الثقافي "المجاهد عمر اسكلو" ببلدية قورصو مقرا مؤقتا لها، وهو مقر ضيق تأثر كثيرا بسوء الأحوال الجوية الأخيرة. علما أن للجمعية أنشطة أخرى كتقديم دروس الدعم لليتامى وبعض المحاضرات عن العمل الخيري، "لكن في ظل غياب مقر لائق،  فإن كل الأنشطة الأخرى مجمدة، وهنا أرفع ندائي للسيد الوالي حتى ينظر بعين الاعتبار إلى مطلبنا في تمكيننا من مقر لائق"، يضيف رئيس الجمعية، متحدثا عن مشروع سابق عرف بـ«مجمع الجمعيات"، استفادت منه الولاية سنة 2008، يتمثل في إنجاز بناية خاصة تسمى "دار الجمعيات" بقورصو،  أفاد أنه تم إنجازه فعلا "لكن تم تحويل البناية إلى مبنى إداري، في ظل بقاء الجمعية بحاجة ماسة إلى مقر". كما أنه يناشد مديرية النشاط الاجتماعي تخصيص بعض الإعانات للجمعية، مؤكدا أنه جدد وضع ملف على مستوى المديرية سنة 2018، للاستفادة من المساعدات الممكنة، دون تلقيه أي رد..