طالب برحيل الرئيس ماكرون وحكومته

وزير الداخلية الإيطالي يعمّق الأزمة الدبلوماسية

وزير الداخلية الإيطالي يعمّق الأزمة الدبلوماسية
  • القراءات: 779
م. م م. م

عبر وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني أمس، عن أمله في أن يتمكن الشعب الفرنسي من التخلص من أسوأ رئيس تعرفه فرنسا ويحدد مستقبله ويقرر مصيره في سابقة لم تعرفها علاقات دولتين محوريتين في الاتحاد الأوروبي وحوض المتوسط بحجم وثقل إيطاليا وفرنسا، بما يؤكد عمق الخلافات القائمة بين روما وباريس منذ صعود اليمين إلى سدة السلطة في إيطاليا شهر جوان من العام الماضي.

وزاد سالفيني الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس المجلس الإيطالي ورئيس رابطة الشمال اليمينية المتطرفة في حدة انتقاداته تجاه الرئيس ماكرون عندما أكد أن كرامة الشعب الفرنسي سيئ تمثيلها بشخص مثل ماكرون مؤكدا أنه يقف قلبا وقالبا مع ملايين الفرنسيين والفرنسيات الذين يعيشون في فرنسا مع أسوأ رئيس وأسوأ حكومة.

وكان وزير الداخلية الإيطالي اتهم الرئيس الفرنسي بالتصرف ضد شعب بلاده في تلميح إلى تدخل قوات الأمن الفرنسية ضد حراك ”الصدريات الصفراء” مما جعله يعبر عن أمله في رحيله في أقرب وقت، في نفس الوقت الذي جدد فيه دعمه لموجة الاحتجاجات التي تعرفها فرنسا منذ شهر أكتوبر الماضي التي طالب المشاركون فيها هم كذلك باستقالة الرئيس ماكرون.

وجاءت انتقادات وزير الداخلية الإيطالي ضد الرئيس الفرنسي ضمن حملة انتقادات يشنها مسؤولون إيطاليون ضد فرنسا التي وصفها لويجي دي مايو رئيس حركة خمس نجوم التي تحوز على الأغلبية النيابية في البرلمان الإيطالي بـ«القوة الاستعمارية المهيمنة على إفريقيا” والعمل على مواصلة إفقار  دولها وتعميق أزمة الهجرة السرية منها باتجاه مختلف البلدان الأوروبية.

وأثار مثل هذا التصريح حفيظة السلطات الفرنسية التي استدعت السفيرة الإيطالية في باريس للاستفسار والاحتجاج على مثل هذه التصريحات التي رأت فيها خروجا عن الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها.

وتكرس الشرخ في علاقات البلدين منذ التدخل الفرنسي في ليبيا والذي رأت فيه السلطات الإيطالية ضربة قوية لمصالحها الإستراتجية في بلد تعتبره روما مجالا حيويا ليس كون ليبيا مستعمرة إيطاليا سابقة ولكنها تعتبرها عمقا أمنيا بالنسبة لها.

وهو ما جعلها تعمل المستحيل من أجل إفشال نتائج ندوة باريس حول ليبيا ودعت إلى عقد ندوة مدينة باليرمو الصيف الماضي التي استعادت من خلالها روح المبادرة لتسوية أزمة بلد تعتبره عمقها الاستراتيجي.

وعزز لويجي دي مايو الذي يشغل أيضا حقيبة وزارة العمل والتنمية الصناعية، موقف وزير الداخلية الإيطالي عندما أكد أن استمرار مأساة المهاجرين السريين راجع إلى سياسات بعض الدول الأوروبية وخاصة فرنسا التي ماتزال تستعمر عشرات الدول الإفريقية وقال إن ذلك حقيقة قائمة ولا يجب على فرنسا أن تشعر بأن هذه التصريحات مجرد اتهامات ضدها وتسببت في أزمة دبلوماسية بين روما وباريس.