بيدرسن يصل إلى دمشق ضمن مهمة لإنهاء الأزمة

رابع مبعوث أممي خاص إلى سوريا

رابع مبعوث أممي خاص إلى سوريا
  • القراءات: 705
م. مرشدي م. مرشدي

وصل غير بيدرسن المبعوث الأممي الجديد، أمس، إلى العاصمة السورية دمشق ضمن أول زيارة له منذ توليه مهمة إعادة بعث مفاوضات السلام بين الأطراف السورية المتحاربة منذ أكثر من سبع سنوات.

واكتفت مصادر الأمم المتحدة بالتأكيد أن الدبلوماسي النرويجي البالغ من العمر 63 عاما سيجري محادثات مع مسؤولين سامين سوريين في وقت التزمت فيه هذه الأخير الصمت على هذه الزيارة، بينما أكد بيدرسن على صفحته على موقع تويتر أنه يأمل في عقد اجتماعات مثمرة مع الأطراف التي سيلتقي دون أن يحددها بالاسم.

يذكر أن الحكومة السورية استقبلت تعيين بيدرسن الذي كان لعب دورا محوريا في مفاوضات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين سنة 1993 بحذر واضح عندما أكدت أنها مستعدة للتعاون معه شريطة ابتعاده عن الأساليب التفاوضية التي انتهجها سابقه، ستافان دي ميستورا. كما أن أطراف المعارضة السورية المنضوية في مسار مفاوضات جنيف قللت من جهتها من أهمية تعيين المبعوث الأممي الخاص الجديد عندما أكدت عدم ثقتها في الجهود الأممية بمبرر انعدام الإرادة لدى المجموعة الدولية لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

ويبدو أن بيدرسن أخذ هذين الموقفين المتحفظين بعين الاعتبار وهو ما جعله يفضل إلى حد الآن التكتم على خطة تحركه وطريقة تعاطيه مع المتحاربين حتى لا يثير حفيظة أيا منهما وحتى لا يحكم على مهمته بالفشل حتى قبل بدئها.

وحل الدبلوماسي النرويجي بالعاصمة السورية وهو يأمل في تحقيق تقدم عملي لإخراج سوريا من المستنقع الأمني الذي دخلته وتفادي الفشل الذي مني به ثلاثة مبعوثين أمميين سابقين وهم الرئيس الغاني الراحل والأمين العام الاممي الأسبق، كوفي عنان الذي صمد في وجه تجاذبات الحرب السورية لمدة أربعة أشهر ليرمي المنشفة قبل أن يخلفه وزير الخارجية الجزائري الأسبق، الأخضر الإبراهيمي الذي واصل المهمة لقرابة عامين ضمن مهمة استخلفه فيها السويدي ذي الأصول الايطالية، ستافان دي ميستورا الذي اضطر هو الآخر الى تقديم استقالته بعد أن تيقن بضرورة الرحيل وقد عجز على تحقيق أي تقدم في إقناع الحكومة السورية والمعارضين لها بضرورة التوصل الى تفاهمات ضمن ما عرف بمفاوضات جنيف الأممية.

وبقي دي ميستورا أربع سنوات كاملة متنقلا بين مختلف العواصم وبين فرقاء الحرب ولكنه فشل حتى في تشكيل لجنة مشتركة لصياغة دستور جديد لسوريا يمكن اعتماده كنقطة التقاء توافقية للانطلاق في مسار تسوية سياسية نهائية وهو الامر الذي جعله يعلن استقالته شهر أكتوبر الماضي. مستعملا عبارته الشهيرة أتأسف لأنني لم أحقق ما كانت آمل في تحقيقه”.

وتصر الأمم المتحدة على مواصلة مساعيها الدبلوماسية رغم الفشل الذريع الذي منيت به كل وساطاتها السابقة بسبب التشعبات التي عرفتها الأحداث في سوريا من مجرد حركة احتجاجية فرضتها تبعات الربيع العربي الى حرب أهلية لتيارات سياسية معارضة قبل أن تدخل تنظيمات إرهابية على خط المواجهة المفتوحة وهو ما زاد في تعقيداتها مما حال دون توصل أطرافها إلى تسوية سياسية تحقن دماء السوريين.

والأكثر من ذلك فان سوريا تحولت مع مر السنوات إلى حلبة صراع لقوى إقليمية ودولية مما حال دون خروجها من متاهة اعنف حرب مدمرة يعرفها هذا البلد. كما أن استحداث روسيا وإيران وتركيا لمسار مفاوضات مواز لمفاوضات جنيف حمل اسم مفاوضات العاصمة الكازاخية، أستانا، شوش على مهام الأمم المتحدة وساهم بشكل كبير في فشل مساعي مبعوثيها الخاصين رغم ثقلهم الدبلوماسي والثقة التي يحضوا بها لدى أطراف الحرب الأهلية ولكنهم بعد سنوات من الزيارات المكوكية وجدوا أنفسهم أمام جدار صد ليس من طرف المتحاربين ولكن من طرف قوى دولية همها استمرار الاقتتال خدمة لمصالحها الضيقة جعلت الرئيس الغاني الراحل يصف المهمة الأممية في سوريا بالمستحيلة،،، فهل ينجح بيدرسن حيث فشل عنان والإبراهيمي ودي ميستورا؟