تحتضن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ”حسيبة بن بوعلي” في الشلف، يومي 23 و24 أفريل القادم، أشغال المؤتمر الوطني حول ”واقع الجريمة وأساليب مواجهتها في الجزائر”، سيتم خلاله التطرق إلى الكثير من التساؤلات التي يمكن من خلالها معرفة أسباب الجرائم،  عوامل ارتكابها، الأنماط الموجودة وأساليب مواجهة الجرائم والآثار التي قد تخلفها في المجتمع الجزائري.

يهدف المؤتمر إلى الوقوف على العوامل المختلفة التي تدفع بالفرد إلى ارتكاب الجريمة، ومحاولة الوصول إلى تحديد أنماط الجرائم في المجتمع الجزائري، ومعرفة الأساليب التي يمكن من خلالها الحد من انتشار الجرائم، إلى جانب الكشف عن أهم النظريات التي تفسر ارتكاب الفرد للجريمة، مع التعرف على أهم الأبحاث والدراسات في محاولة معرفة الصعوبات التي يتلقاها الأخصائيون في دراسة هذه الظاهرة. تمت الإشارة من قبل المشرفين على المؤتمر، إلى أن الجريمة ظاهرة اجتماعية ليست جديدة، إنما وُجدت منذ وجود الإنسان الأول، ومازالت تتطور من زمن إلى آخر وتأخذ عدة أنماط. في عصرنا الحالي، ومع التغير الذي مس مختلف الشرائح الاجتماعية، أصبح للجريمة عدة مفاهيم، حيث ظهرت جرائم العنف والجرائم الإلكترونية والجرائم العابرة للحدود والجرائم المنظمة وغيرها من الأنواع الأخرى، وأصبحت تطالعنا مختلف وسائل الإعلام من يوم لآخر، بل من حين إلى آخر، بنمط معين من الجرائم يرتكبها مختلف الأفراد، والمجتمع الجزائري كباقي المجتمعات عرف تنوعا في أنماط الجريمة، أدت إلى زيادة خطورتها وشدتها وتباين أشكالها، ولم تعد مرتبطة بالزمان أو المكان، ورغم الإجراءات التي اتخذتها مختلف الأجهزة المعنية في الجزائر لمكافحة الجرائم، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال في تزايد مستمر، لذا فقد كان من المهم أن تتجه الجهود العلمية إلى محاولة تحديد حجم هذه الظاهرة في مجتمعنا، والتعرف على أنماطها، تمهيدا للوقوف على أسباب انتشارها واتجاهاتها المستقبلية، ومحاولة الوصول إلى العوامل التي تدفع الأفراد إلى ارتكاب الجرائم، والبحث في الأساليب الملائمة لمواجهتها.

من بين محاور الملتقى، نظرة علم الاجتماع الجنائي نحو الجرائم في المجتمع، أساليب البحث في القضايا المتصلة بالجرائم وعلاج آليات الوقاية ومكافحة الجرائم، إلى جانب آليات الردع وطرق دمج المسبوق قضائيا في المجتمع.