المركز الثقافي الجزائري بباريس يقرأ أعمال الراحل ديب

حوار في روائع إنسانية تخط تفاصيل الحياة

حوار في روائع إنسانية تخط تفاصيل الحياة
الراحل محمد ديب
  • القراءات: 711
❊ مريم.ن ❊ مريم.ن

ينظم المركز الثقافي الجزائري بباريس هذا الجمعة، الموافق للثامن عشر جانفي، بالشراكة مع "المؤسسة الدولية لأصدقاء محمد ديب"،  لقاء تكريميا للأديب الكبير محمد ديب، من خلال تقديم أعماله واستضافة أساتذة ونقاد وناشرين من الضفتين، ساهموا في الترويج لهذه الأعمال وإعطائها بعدها العلمي الأكاديمي.

يساهم في هذا اللقاء، الأستاذ سليم جاي الكاتب والناقد ومؤلف معجم الروائيين الجزائريين، الصادر عن دار النشر "سيرج سافران" في نوفمبر 2018. كما يحضر هرفي سانسون المختص في الأدب الفرنكفوني بالمغرب العربي، وهو أيضا نائب رئيس اللجنة العلمية لـ«المؤسسة الدولية لأصدقاء محمد ديب".

بالنسبة لسليم جاي، فقد ألف 30 كتابا في الخيال وفي النقد الأدبي، ونشر منذ سنين طويلة مقالات عن الروائيين الجزائريين، إلى أن توصل للمرة الأولى، إلى جمع دراساته وتطويرها وتصفيفها في شكل معجم يشمل 200 مدخل.

الكتاب بمثابة دعوة حميمية دافئة لاكتشاف مسار تتضمن مفاجآت ولقاءات، بعضها لا يُنسى، ومن ضمنها ما تعلّق بمحمد ديب، القامة الأكبر في مجال الأدب،حسب الكاتب الذي يؤكد أيضا "أن القراءة لديب بمثابة فن تعلّم الحياة وتعلم القراءة والحب والتأمل والفهم واللافهم".

في هذا اللقاء الأدبي بامتياز، يتحاور سليم جاي وهرفي سانسون حول عملاق الأدب الجزائري محمد ديب، وألمع خصائص أعماله، علما أن جاي سيقدم أيضا سلسلة من اللقاءات مع الراحل التي بثت في "فرانس كولتور" عام 1994.

حاز ديب عام 1982 جائزة الفرنكوفونية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية وكرسته واحدا من كبار الكتّاب العرب والعالميين الذين يكتبون باللغة الفرنسية. وكان اختار باريس منفى اختياريا بداية من عام 1945، بدأ ديب حياته الأدبية شاعرا، ثم انتقل إلى الرواية، ليعود من جديد إلى الشعر ويصبح شاعرا وروائيا في الحين نفسه، وظل يحافظ على هاتين الصناعتين مزاولا أيضا فن القصة القصيرة واليوميات والمسرح والسيناريو والنقد، وصدر له قبل شهرين من وفاته، كتاب "سيمورغ" عن دار ألبان ميشال  بباريس، يعكس فضاء "الكتابة الحرة" وتخطى فيه سلطة الأنواع والأساليب.

تشير بعض الكتابات عن محمد ديب، إلى أن محمد ديب "ينتمي إلى الجيل المؤسس في الحركة الأدبية الفرنكوفونية في الجزائر، استطاع أن يتحدى الاستعمار الفرنسي عبر لغته نفسها، وأن يكتب أدبا روائيا جديدا فرنسي اللغة، جزائري الروح والهم، فهو الذي وجد في اللغة الفرنسية أداة للتعبير والمعرفة والشهادة والمقاومة خلق لغته في صميمها، ولغته التي يقصدها هنا تتكوّن من اللاوعي اللغوي الذي تركته فيه العربية المحكية أو الجزائرية، أي اللغة الأم واللغة الفرنسية أو "الخارجية"، والتي تعلّم القراءة بها، لكنه لم يخف أبدا إعجابه بهذه اللغة التي أتقنها مثل كبار مبدعيها".

عبر محمد ديب نفسه، عما يسمى بالقطيعة عام 1950 بقوله "إن طاقات الإبداع كلها التي يتحلى بها كتابنا وفنانونا، إذا ما وضعت في خدمة إخوانهم المضطهدين، ستجعل من النصوص التي ينتجونها أسلحة تستخدم لاستعادة الحرية".