نفت اتهاماته ضد جبهة البوليزاريو بخرق وقف إطلاق النار

الأمم المتحدة تفضح المزاعم المغربية

الأمم المتحدة تفضح المزاعم المغربية
  • القراءات: 873
ص.محمديوة ص.محمديوة

أثار تكذيب الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بوجود خروقات صحراوية لاتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية، صدمة حقيقية في المغرب بعد أن رأت سلطاته أن كل محاولاتها لطمس الحقائق باءت بفشل ذريع ضمن ضربات متلاحقة لمزاعمها في هذا الإقليم المحتل. وفي محاولة للتخفيف من وقع هذه الصدمة لم تجد الدعاية المغربية سوى اتهام دوجاريك بالانحياز الى مواقف جبهة البوليزاريو؛ بدعوى أنها ليست هي المرة الأولى التي يبدي فيها الدبلوماسي الأممي مثل هذا الموقف؛ في إشارة الى نفيه شهر أفريل من العام الماضي، قيام وحدات جيش التحرير الصحراوي بالتوغل في منطقة المحبس، وأكد أنها لم تنتهك وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع سنة 1991.

وكان ستيفان دوجاريك نفى الخميس الأخير مزاعم السلطات المغربية التي ادعت أن جبهة البوليزاريو ارتكبت عدة «خروقات» وقامت بـ «استفزازات» في منطقة الكركرات، ضمن رد أفحم نظام المخزن، وجعله في حرج من اتهامات كاذبة. وأكد دوجاريك خلال ندوة صحفية عقدها في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، أن «بعثة الأمم المتحدة «مينورسو» متواجدة في مكان الحادثين المزعومين، ولم تلاحظ أي شيء يمكن أن يشكل انتهاكا لنصوص الاتفاقيات المعمول بها».

وأوضح المسؤول الأممي أن موظفي بعثة الأمم المتحدة يقومون بجرد الخروقات التي يتم التأكد أنها تشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع، وإخطار مجلس الأمن الدولي بمجرد وقوعها بهدف اتخاذ إجراءات فورية بشأنها.

وجاء تصريح الناطق الأممي ردا على مزاعم حاولت السلطات المغربية تسويقها عبر رسالة وجهتها نهاية الأسبوع الماضي الى مجلس الأمن الدولي، ادعت من خلالها أن جبهة البوليزاريو قامت في السادس جانفي الجاري بتنظيم مناورات عسكرية بمنطقة مهيريز، ودشنت مقار إدارية بهذه المنطقة قبل نشر عربات عسكرية بمنطقة «الكركرات» العازلة يومين بعد ذلك.

وقال المسؤول الأممي بأن تلك الأعمال لم تشكل أي خرق أو خطر على وقف إطلاق النار كما حاول الطرف المغربي الإيهام بذلك، وشكل ذلك ضربة جديدة لنظام المخزن الذي يسعى جاهدا الى تشويه صورة البوليزاريو على الساحة الدولية وتقديمها على أنها طرف مشوش ولا يحترم القانون الدولي خاصة مع الديناميكية الجديدة التي تبناها مجلس الأمن الدولي والتي جاء بها هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، الرامية إلى تحريك ملف القضية الصحراوية وإخراجه من درج النسيان.

وهي صدمة تضاف الى صدمة موقف الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، الذي أكد على مرافقة الشعب الصحراوي في كفاحه العادل إلى غاية تمكينه من ممارسة حقه في الحرية والاستقلال من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير.

وقال رامافوسا في خطاب ألقاه أول أمس بمناسبة الذكرى 107 لميلاد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، بمدينة دوربان، إن «كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال هو كفاحنا»، وأن «حزب «أي .أن. سي» سيواصل الكفاح إلى جانب جبهة البوليزاريو من أجل تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والحرية والاستقلال».

وقال إن سلطات بلاده ستواصل العمل إلى جانب حكومة الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الإفريقي وعلى مستوى الأمم المتحدة؛ من أجل استكمال سيادتها على كل أراضي الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا.

ومن جهة أخرى أكد الوفد الصحراوي القادم من المناطق المحتلة وجنوب المغرب الذي قام بزيارة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين، أن ما حققته القضية الصحراوية من انتصارات يشكل جملة مكاسب وطنية، تستلزم من جميع الصحراويين صونها، حاثا جماهير انتفاضة الاستقلال بالمدن المحتلة وجنوب المغرب والجامعات المغربية، إلى مزيد من وحدة الصف لتتوجيها بالنصر النهائي.

وأنهى الوفد الذي ضم أيقونة الكفاح السلمي الصحراوي، أميناتو حيدر أمس، زيارة الى مخيمات اللاجئين دامت 12 يوما، وشارك في احتفالية عسكرية نظمها جيش التحرير الصحراوي في منطقة مهيريز بالأراضي الصحراوية المحررة، أشرف عليها الرئيس إبراهيم غالي.