ستينية معركة 6 جانفي

آيت يحيى موسى تستذكر بطولات جيل الثورة

آيت يحيى موسى تستذكر بطولات جيل الثورة
  • القراءات: 2601
س. زميحي س. زميحي

أحيت منظمة المجاهدين لآيت يحيى موسى بالتنسيق مع دار الشباب والبلدية التي تقع على بعد 30 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، أمس الأحد، الذكرى الستين لمعركة ”6 جانفي 1959”، التي يبقى التاريخ شاهدا على قوّتها إذ خلفت سقوط حوالي 400 شهيد، في حين تعتبر هذه الوقفة استذكارا لبطولات الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف، واطلاع  النشء على تاريخ الثورة الجزائرية.

قامت منظمة المجاهدين لمنطقة آيت يحيى موسى بالتنسيق مع السلطات المحلية والأسرة الثورية، بإحياء هذا التاريخ الرمز نظرا لأهميته، حيث تعتبر معركة 6 جانفي 1959 التي وقعت بقرية بوغرفل بايت يحيى موسى إحدى أهم المعارك التي وقعت إبان حرب التحرير، وانتقمت فيها فرنسا من سكان المنطقة المعروفين بنشاطهم النضالي إبان الحرب، وتعتبر أيضا نقطة التقاء وتجمّع كبار ضباط الثورة، حيث قام على إثرها الملازم شاسان والنقيب قرازياني جلاد لويزات اغيل احريز بوضع المنطقة تحت المجهر مع مضاعفة مراكز المراقبة وتنصيب خيم للجنود بكل القرى.

وتعتبر هذه المعركة أحد أهم المعارك الكبيرة التي شهدتها حرب التحرير المظفرة، وسقط فيها نحو 385 شهيدا، وخلفت عددا من الجرحى في صفوف المدنيين، كما فقدت فرنسا عددا مهما من جنودها، وذكر بعض المجاهدين أنّ تاريخ 6 جانفي 1959 سجل سقوط واستشهاد رجال يشهد التاريخ على شجاعتهم وقوتهم في قهر الاستعمار الفرنسي، منهم سليمان بن سعد الذي ينحدر من آيت بوادو، ويعد أحد أهم عناصر جيش التحرير الوطني، حيث كان يتّسم بالقوّة والشجاعة.

وذكر مجاهد آخر أنّه بتاريخ 15 جويلية 1958 اجتمع كل من عميروش، عمر أوصديق وغيرهما بالمجاهدين، ولفت انتباه حراس مدخل ومخرج القرية طائرة من نوع جاغوار تحلق في سماء ايت يحيى موسى، ولم يكونوا يعلمون إن كانت هناك وشاية أم صدفة، ليقوم المجاهد المدعو سبورتيف تحت قيادة المجاهد المدعو شمشم، بإسقاط الطائرة التي كان على متنها طياران فرنسيان، مضيفا أنه بعد سقوط الطائرة انفجرت فرنسا كالبركان وأفاضت غضبها على سكان آيت يحيى موسى، حيث استعانت بـ45 ألف جندي وعتاد حربي ثقيل إلى جانب طائرات حربية ومروحيات وحاصرت المنطقة على أمل أن توقع بالمجاهدين لكنها أخطأت الهدف. وأضاف المتحدّث أنه لتطفئ غضبها، قامت فرنسا بمنع خروج السكان الذين ظلوا سجناء بالقرية لعدة أيام، كما استغلتهم للقيام بأعمال شاقة مع حرمانهم من المأكل والمشرب، وشيّدت مراكز متقدّمة بكلّ مداخل المنطقة واستمرت في القصف، فيما وقعت اشتباكات يوم 6 جانفي 1959، دامت من السابعة صباحا إلى غاية التاسعة ليلا، ما خلف سقوط 385 شهيدا من رجال، نساء وأطفال وشيوخ، في حين قتل في صفوف الجنود الفرنسيين أكثر من 450 جنديا، وجمعت فرنسا جثث جنودها وغادرت المكان تاركة آيت يحيى تسبح في الدماء. وأشار مجاهد آخر إلى أنّ بقايا حطام الطائرة الحربية الفرنسية التي تمّ إسقاطها يتواجد بدار الشباب حاليا، حيث تم الاحتفاظ بها لتشهد على قوّة هذه المعركة، مذكّرا بأنه يوجد ببلدية ايت يحي موسى حاليا سجل الوفيات لسنة 1959 تركته فرنسا يضم 80 بالمائة من قائمة المجاهدين والشهداء غير معروفة أسماؤهم، في حين جددت جمعية أبناء الشهداء الدعوة لمباشرة عملية البحث بنفس المكان المسمى افرون بقرية اسيف نتلاثة عن رفات القرويين الذين أحرقتهم