مهرجان المسرح المحترف الـ13

تتويج "بكالوريا" بالجائزة الكبرى

تتويج "بكالوريا" بالجائزة الكبرى
مسرحية "بكالوريا" للمخرج عز الدين عبار دليلة مالك
  • القراءات: 1493
❊دليلة مالك ❊دليلة مالك

توجت مسرحية "بكالوريا" للمخرج عز الدين عبار، سهرة أول أمس، بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الثالث عشر، بالجائزة الكبرى، بعد أن تنافس 18 عملا مسرحيا على جوائز المهرجان، وتم تسجيل عودة مسرح تيزي وزو. أما مسرح الجلفة الجهوي، فقد خلق مفاجأة غير منتظرة.

مسرحية "بكالوريا" من إنتاج مسرح مستغانم الجهوي، وإخراج عز الدين عبار عن نص عبد القادر مصطفاوي، تتناول مواضيع عديدة تحت طائلة دروس خصوصية لمجموعة من الشباب ينتظرهم اجتياز امتحان البكالوريا، فيعرج العمل على ظاهرة الهجرة غير الشرعية واليأس من الحياة في ظل ظروف المعيشة الصعبة، عن التفاوت الطبقي بين الغني والفقير، وعن الحب والسلطة، وتهميش الفن والثقافة في المجتمع.

عن جوائز المهرجان، عادت جائزة أحسن أداء نسائي لمنيرة روابحي فيسة عن أدوارها في مسرحية "ماكبت"، ونال محمد كواس جائزة أحسن أداء رجالي عن دوره في مسرحية "حنين" لمسرح الجلفة، وتقاسم جائزة أحسن إبداع موسيقي كل من جمال كلون عن موسيقى مسرحية "يوبا الثاني"، للمسرح الجهوي "كاتب ياسين" بتيزي وزو، ومحمد زامي عن مسرحية "ربيع النساء" لمسرح عنابة الجهوي، فيما وهبت جائزة أفضل سينوغرافيا لبن يوسف جمال من مسرح معسكر عن مسرحية "حنين"، وحصل حسين مكراب على جائزة أفضل نص عن مسرحية "يوبا الثاني" لمسرح تيزي وزو، بينما فاز أحمد خوذي بجائزة أفضل مخرج عن مسرحية "ماكبت" للمسرح الوطني، وعادت جائزة لجنة التحكيم لمسرحية "سارق وخونة" لمسرح الجلفة.

شهد حفل الاختتام حضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي أكد خلال كلمته، أن الدورة الثالثة عشر للمهرجان حققت أهدافها وقدمت جيلا جديدا من المسرحيين، سواء ككتاب نصوص أو مخرجين ومصممي عروض، وهذا يؤكد أن  المسرح الجزائري بخير، وأضاف ميهوبي على هامش إشرافه على حفل توزيع الجوائز على المتوجين، أن العروض عرفت جرأة في طرح المشاكل والقضايا الاجتماعية، وفي بعض الأحيان كانت جرعة زائدة، وهي سمة المسرح على حد تعبيره، وتابع يقول "لكن يبقى أهم مكسب للمهرجان في هذه الدورة، هو الجمهور الذي حضر بقوة طوال أيام المهرجان".

عرف حفل اختتام عرض لوحات كوريغرافية حملت عنوان " كن أنت الوطن"، من توقيع طلبة الإقامة الجامعية لقسنطينة، بعد الاتفاقية التي وقعها المسرح الوطني مع مديرية الخدمات الجامعية.

الجوائز تخلق تذمر البعض

لم تخلف الطبعة الثالثة عشر لمهرجان المسرح المحترف في اختتامها، إلا السعداء الذين نالوا الجوائز، وفي مقدمتهم طاقم مسرحية "بكالوريا"، بل وخلقت تذمر البعض ممن اشتكوا عدم الحصول على أية جائزة واعتبروا ذلك "إقصاء".

كتب هارون كيلاني المشارك بمسرحية "يا ليل يا عين" لمسرح قسنطينة الجهوي، عن نص الكاتب المغربي المعروف عبد الكريم برشيد، في صفحته على الفايسبوك "سأكتب شيئا جميلا عن الإرهاب في المسرح الجزائري وكيفيات الذبح السليم"، ليلقى منشوره الكثير من التأييد والتشجيع، فكُتب على صفحته، أنه يكفيه فخرا لأنه فنان عاشق للمسرح الرابع وخادمه الأمين، ورد على هذا المنشور، الناقد صاحب الجائزة الدولية "مصطفى كاتب" للدراسات حول المسرح الجزائري، محمد لمين بحري "معايير اللجنة أعطت الأولوية للإبداع، أما جوائزها فذهبت إلى الاقتباس".

لم يفز شوقي بوزيد الذي شارك بمسرحية "المينة"، عن مسرح بسكرة الجهوي،  ونص رشدي رضوان، بأية جائزة، وهو العرض الذي تم إلغاؤه بحجج تقنية قبل أن يأمر وزير الثقافة ببرمجته، نفس الشيء بالنسبة للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس الذي لم ينل أيضا أية جائزة، وهو الذي شارك بمسرحية "فالحيط" للمخرج عبد القادر جريو، ونص أحمد بن خال، بعرض عرف نجاحا كبيرا.

سفيان عطية، مدير المسرح الجهوي للعلمة، شارك بمسرحية "بين الجنة والجنون"، عن نص علاوة كوسة وإخراج لطفي بن السبع، وخرج خالي الوفاض من هذه الطبعة، كتب "خرج المسرح الجهوي العلمة من المهرجان  منتصرا وبكل امتياز، رغم عدم حصوله على أية جائزة، لكن الكل يعلم كم كبر هذا الصرح رغم صغره وحداثته، ولا أبالغ إذا قلت إنني فخور جدا لأنني على رأس إدارته وواحد من طاقمه، مسرحنا قدم الكثير بأفكار وسواعد العاملين به، ويعد بالكثير"، وأضاف "في المسرح الجهوي للعلمة، عقول تفكّر دون هوادة وسواعد تعمل دون ملل وكلل، مسرحنا قبلة لكل المبدعين الحقيقيين ومنارة يستنير بها غيرنا، في زمن تكاد العتمة تغمر كل شيء. نحن نعمل تحت شعار "إذا كنت عاشقا للمسرح حتما سنكون أصدقاء".

في المقابل، سعدت المسارح الجهوية، خاصة الحديثة منها، بفوزها ببعض الجوائز، مثل المسرح الجهوي الجلفة الذي هنأ طاقم المسرحية التي شارك بها في المهرجان، عن نص حمام إبراهيم الخليل وإخراج مصطفى صفراني، نظير تتويجه بجائزة لجنة التحكيم عن العرض المسرحي، وترشحه لنيل جائزة أحسن إخراج مسرحي ونيله جائزة أحسن ممثل محمد لحواس.

ل.د

بعد أن سجلت تباينا في المستوى والاستسهال والابتذال .... لجنة التحكيم توصي بإنشاء لجنة معاينة الأعمال قبل عرضها

سجلت لجنة التحكيم عددا من الملاحظات، منها تباين المستوى بين العروض المشاركة ووقوعها في الاستسهال، وهناك من راح للإنتاج المتسرع بهدف المشاركة في المهرجان. كما سجلت اللجنة بعض الأعمال التي تفتقد للفكر، فضلا عن لجوء بعض المسارح إلى أعمال تجاوزها الزمن ولم تعد تخدم الواقع الراهن، ومنها التي تسعى إلى استجداء الجمهور للضحك بالمجان والابتذال كوسائل للتحايل على الجمهور ومغازلته.

في هذا الشأن، رفعت لجنة التحكيم توصيات لمحافظة المهرجان والأسرة المسرحية، أهمها تفعيل المادة 4 من قانون المهرجان، بخلق لجنة مختصة لمعاينة العروض، والانتهاء من المشاركة التلقائية للمسارح الجهوية، وطالبت اللجنة من الوزارة دعم مشاركة الأعمال المتوّجة الممثلة للجزائر في التظاهرات الدولية.

من جهة أخرى، قال تقرير اللجنة، إنها تشيد بالنصوص الأصيلة على حساب تلك التي تلجأ إلى إعادة استلهام نصوص وعروض قدمت عدة مرات.

م.د