نظّّم عشرات المواطنين، عشية أوّل أمس، وقفة سلمية أمام مقر ولاية وهران للمطالبة بتكثيف الأبحاث من طرف المصالح المختصة عن مفقودي البحر من الحراقة الذين تعرض قاربهم لحريق منذ أسبوع بعد محاولة فاشلة للهجرة غير الشرعية عبر البحر باستخدام قارب، وفقد على إثره 20 شخصا.

دعت عائلات المفقودين وجيرانهم المشاركون في الوقفة السلطات المحلية لوهران بضرورة تكثيف الأبحاث عبر السواحل وبمنطقة انفجار القارب الذي كان يقل الحراقة للبحث عنهم وتسليمهم لعائلاتهم لدفنهم، خاصة وأنّ الحادث أدى لفقدان 20 شخصا وإنقاذ 9 آخرين بينهم امرأة وطفلتان، وطوّقت مصالح الشرطة المنطقة تجنّبا لأيّ انزلاق قد يحدث بالتزامن والوقفة السلمية التي نظّمتها العائلات.

وتأتي هذه الوقفة بعد يوم واحد فقط من انتشال جثتي امرأتين كانتا ضمن مجموعة الحراقة المفقودين واللتين تم التعرف عليهما والبالغتين من العمر 34 و27 سنةـ تم انتشالهما من طرف مصالح الحماية المدنية على بعد عدة أميال من شاطئ كريشتل ببلدية قديل، في وقت تواصل فيه مصالح حرس السواحل عمليات البحث بالتنسيق مع غطاسي الحماية المدنية، خاصة بعد تحديد موقع غرق القارب الذي كان على متنه الضحايا وفق تصريحات الناجين من الغرق والذين تم إنقاذهما بفضل سفينة تجارية تحمل العلم الليبيري كانت في طريقها لميناء تنس بولاية الشلف. بالمقابل، تم الكشف، أول أمس، عن إيداع شخصين كانا ضمن المجموعة التي أنقذت من طرف السفينة الليبيرية، رهن الحبس بعد عرضهما أمام وكيل الجمهورية بمحكمة تنس بولاية الشلف وذلك بعد خضوعهما للعلاج وبعد تحقيقات فتحتها مصالح الدرك الوطني حول خلفيات حادث غرق القارب، وتبيّن أنّ المتهمين مشتبه فيهما في تهريب البشر وتسهيل رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر، في وقت لا زالت فيه التحقيقات متواصلة حول القضية.