عرفت المناطق الوسطى بولاية تيارت في الآونة الأخيرة، انتشارا كبيرا وغير مسبوق لجرذان الحقول التي تنامت وتكاثرت بشكل كبير وملفت للانتباه، جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الأسابيع الماضية على معظم مناطق الولاية، وغالبا ما تكون أحد الأسباب المباشرة لتكاثر جرذان الحقول التي تضرّ كثيرا بالغطاء النباتي والمحاصيل الفلاحية بكل أنواعها في هذه الفترة بالذات.

لمحاصرة الظاهرة والقضاء عليها جنّدت المصالح الفلاحية ومعهد حماية النبات كل الوسائل البشرية والمادية، حيث تم تخصيص 16 ألف قنطار من مختلف الأدوية والمبيدات الكيميائية؛ قصد الشروع في رش كل المساحات التي عرفت تكاثرا وانتشارا كبيرين لجرذان الحقول والقضاء عليها بالنظر إلى الخسائر المعتبرة التي لحقت بالمحاصيل الزراعية، ناهيك عن تسببها في نقل مرض اللشمانيا الجلدية من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الحشرات أو ما يُعرف بمسمار بسكرة.

وقامت المصالح التقنية لمديرية المصالح الفلاحية ومعهد حماية النبات بداية الأسبوع الجاري، بالخروج ميدانيا إلى المناطق الوسطى للولاية التي سُجل بها تواجد ملحوظ للجرذان. ووفق خطة تدخّل مدروسة، قام التقنيون المختصون برش كل المساحات المعنية، أسفرت عن القضاء على عدد كبير من هذه القوارض وإبادتها، والعملية متواصلة إلى غاية إبادتها نهائيا؛ للحفاظ على المحاصيل الفلاحية المتنوعة، ووضع حد لاحتمال نقل عدوى مرض اللشمانيا الجلدية.