أوصى المشاركون في ختام فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الوطني للفيلم الجامعي القصير، الذي استضافته مدينة باتنة في الفترة الممتدة من 12 إلى 15 ديسمبر الجاري، بضرورة الاهتمام بالسيناريو وكتابته ومعالجة الأفكار بأسلوب بسيط في الفكرة والتقنيات المستعملة. وحرصوا على أن توجه الأعمال وفق المفهوم الذي يعكس وظائف الفيلم الجامعي القصير، مع دعم سبل الاهتمام بالتكوين الأساسي وإقامة ورشات تكوينية. إضافة إلى الدعوة إلى إنشاء نواد سينمائية في الأحياء الجامعية وتجهيزها، ودعم إنتاج الأعمال السينمائية الجامعية، وخلق شراكة بين الجامعة ومؤسسات الإنتاج العمومية والخاصة، تكفل أعمال الطلبة.

حصل فيلم ”ناجي” من ولاية سكيكدة على جائزتي أحسن عرض متكامل  وأحسن سيناريو، في هذا المهرجان الذي اختتمت فعالياته مساء السبت،  بالإقامة الجامعية ”الإخوة أوجرة”، بتكريم المتوجين في المسابقة التي استقطبت إليها حضورا مميزا طيلة أيام التظاهرة، فيما عادت جائزة أحسن موسيقى تصويرية لفيلم ”ضياع” لولاية المدية، بينما توجت جامعة باتنة (2) ”الشهيد مصطفى بن بولعيد” بجائزتي أحسن إخراج وتصوير لفيلم ”نوتة”، وظفر بجائزة أحسن دور رجالي فيلم ”أنافوبيا” لولاية الأغواط، وجائزة أحسن دور نسائي افتكها فيلم ”الفرصة الأخيرة” لقسنطينة، التي عادت لها كذلك جائزة أحسن تركيب، أما جائزة لجنة التحكيم فعادت لبرج بوعريريج عن فيلم ”بليز” (من فضلك).

تم خلال الحفل الختامي، تكريم مؤطري الورشات ولجنة التحكيم المكونة من ناقدين سينمائيين وممثلين ومخرجين، على غرار يحي مزاحم والفنان عبد الحق بن معروف، بطل مسلسل ”الخاوة”، إلى جانب ضيوف من دولة تونس الشقيقة  حسان فري المدير العام للخدمات الجامعية للشمال، والسيدة إيمان بوعصيدة مديرة المركز الجامعي للفنون الدرامية والنشاطات الثقافية، والسيد هادي السنوسي والمخرج الجزائري جمال الدين حازورلي وجمال محمدي. كما تم  توزيع شهادات تقديرية على مخرجي الأفلام الطلابية القصيرة المشاركة في المهرجان، والتنويه ببعض الأفلام الجيدة التي لم تحصل على جوائز.

ثمن محافظ المهرجان ومدير الخدمات الجامعية بباتنة ”بوعقال”، السيد سليمان بوعلاق، الأعمال التي أنجزها الطلبة المشاركون في هذه التظاهرة، والتي كانت جد متقاربة من حيث المستوى ـ على حد تعبيره ـ، واعتبر المهرجان فرصة للبحث في إرساء لبنات جديدة لدعم الفن السابع. وأوضح أن المهرجان يهدف إلى تشجيع الإبداع في أوساط الطلبة، وبعث روح التنافس لإنجاز الأعمال الجادة الهادفة، التي من شأنه المساهمة في بعث الحركة الثقافية بالولاية.

عبر من جهته مخرج فيلم ”ناجي” عن سعادته بتتويجه، واعتبره دعما إضافيا لجهوده ومرحلة جديدة لصقل مواهبه وولوج عالم الفن السابع.

اللافت أن المهرجان تميز هذه السنة بمشاركة نوعية لـ30 ولاية، وتم انتقاء 20 عملا من أصل 90 عملا مودعا، ونظم أيضا تخليدا لروح فقيد المسرح الفنان بوزيد محي الدين الذي انتقل للرفيق الأعلى في 11 أكتوبر الماضي، تحت شعار ”فن سابع بشغف طلابي”. كما برمجت على هامش العروض المشاركة في المنافسة، ورشات تكوينية، تحت إشراف مختصين وأكاديميين، وتوجت فعاليات الطبعة بتنظيم جولة سياحية إلى الموقع الأثري بالمدينة الأثرية تيمقاد.