لتحميل نماذج مهنية لرسائل تحفيزية وسير ذاتية

الشباب يستنجدون بـ’’غوغل”

الشباب يستنجدون بـ’’غوغل”
تحميل نماذج مهنية لرسائل تحفيزية وسير ذاتية
  • القراءات: 1058
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

يعد دخول عالم الشغل محطة مهمة في حياة الإنسان، تتم وفق عدد من الخطوات، أولها حيازة شهادة علمية في مستوى معين، ثم البحث عن عمل حسب البيانات الشخصية بعدها إرسال السيرة الذاتية إلى عدد من الشركات  التي لها أيضا برتوكولها الخاص، فعند تحديد الفرد للشركة التي يريد الالتحاق بها، عليه كتابة رسالة تحفيزية يرفقها مع السيرة الذاتية التي تهدف إلى إقناع صاحب المؤسسة بتوظيفه، بدل اختيار شخص آخر من بين مئات السير الذاتية المتراكمة في مكتب الموارد البشرية. المساء بحثت في مدى معرفة شباب اليوم تحرير رسالة تحفيزية وإدراج البيانات الشخصية ضمن السيرة الذاتية.

لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال، تقربنا من بعض الشباب المتخرجين من الجامعات، وأجمع أغلبهم على أنهم يدركون الخطوات التي لابد من احترامها في إرسال السير الذاتية لشركة أو مؤسسة معينة، سواء بإرسالها عبر البريد الإلكتروني أو بطريقة تقليدية بالبريد، وانتظار رد الشركة التي ستحدد مع المرشح موعدا لمقابلة عمل.

لكن فيما يخص طريقة تحرير الطلب والرسالة الذاتية، يبدو الغموض لهؤلاء  الذين أكد غالبيتهم في حديثهم، أنهم دائما ما يستعينون بالأنترنت لتحميل نماذج لذلك ووضع سيرة ذاتية وفقها، يعدلونها وفق بياناتهم، لكن المشكل الحقيقي يبقى بشكل خاص في الرسالة التحفيزية، وهنا يكون الموقف الذي لابد أن يطلق الفرد لنفسه عنان التعبير فيه لإقناع قارئ الرسالة بتحديد مقابلة معه، وإثارة فضوله من أجل توظيفه، لكن بسبب غياب سلاسة التعبير، يستعين هؤلاء الشباب مرة أخرى بالأنترنت للقيام بـ«نسخ لصق لنماذج متوفرة بالأنترنت، يضيف هؤلاء.

من جهتها، قالت فريال، طالبة جامعية، أن غياب ثقة النفس في رصيد الطلبة الجامعيين و«أنا واحدة منهم، يدفعنا إلى الاستعانة بالتكنولوجيا للقيام بأمور مهنية، خوفا من الوقوع في أخطاء يبني من خلالها صاحب العمل الذي تبعث إليه السير الذاتية حكما مسبقا عن المرشح أو صاحب السيرة، على أنه غير كفؤ ولا يناسب المنصب الشاغر، وعليه يحاول كل شاب إعطاء صورة جيدة، باتباع خطوات جدية في ذلك.

من جانب آخر، أرجع خالد طالب ماجيستير، أصل المشكل إلى المنظومة التربوية التي لا تعير اهتماما خاصا بهذا الباب، مشيرا إلى أنه تلقى خلال مرحلة الابتدائي درسا حول كيفية كتابة السيرة الذاتية في درس اللغة الفرنسية، ولم يجدد الدرس بعد ذلك طيلة مسيرته الدراسية، لاسيما خلال السنوات التي تسبق التخرج، مضيفا أنه في هذه المرحلة لابد أن تخصص حصص أو ورشات للطلبة من أجل إعدادهم لعالم الشغل، على الأقل تحفيزهم على الاحتكاك بخبراء في الأمر لتحرير رسالة تحفيزية وسيرة ذاتية خاصة بكل شخص، وليس الاعتماد على الأنترنت لتحميل نماذج مكررة.

على صعيد آخر، أوضحت ف.سعاد المكلفة بإدارة الموارد البشرية بمؤسسة خاصة في العاصمة، أن نماذج السير الذاتية التي تتلقاها في كل مرة تحمل نفس الطابع، ومطابقة لبعضها البعض، تختلف في أسماء المرشحين فقط، لاسيما بالنسبة للمتخرجين الجدد الذين يفتقدون الخبرة، وهذا ما يجعلهم يحاولون ملء ورقة السيرة بمعلومات لا تعكس بياناتهم الحقيقية، ويتم الكشف عن ذلك خلال مقابلات العمل، لكن الأصح أن تحمل السيرة معلومات حقيقية عن المرشح، حتى وإن افتقر للخبرة، فله حرية إبداء إرادته القوية في العمل من خلال الرسالة التحفيزية التي يكون له فيها حرية إقناع صاحب المؤسسة بتوظيفه والتأثير على قراره إيجابيا.

أضافت المتحدثة أن غياب الجانب التطبيقي في مؤسساتنا التربوية، هو ما يجعل من شباب اليوم يجهلون بعض المعايير الأساسية لمواجهة عالم الشغل للمرة الأولى، والدليل على ذلك جهل 90 بالمائة من المتخرجين كتابة طلب خطي  باللغتين العربية والفرنسية، وعليه يتكرر بالنسبة لهم المشكل في كل مرة يحاولون تحرير طلب أو رسالة تحفيزية أو غير ذلك، حتى وإن كانوا يتمتعون بمستوى علمي عال، وهو شيء مؤسف لابد أن يوليه اهتماما خاصا لأهميته الكبيرة في عالم التواصل المهني.