رئيس المجلس الوطني للغة العربية:

المدرسة الجزائرية مطالبة بالتعدد اللغوي

المدرسة الجزائرية مطالبة بالتعدد اللغوي
  • القراءات: 376
ق /و ق /و

أكد رئيس المجلس الوطني للغة العربية، صالح بلعيد، أمس، أن المدرسة الجزائرية مطالبة بالتعدد اللغوي والانفتاح على الآخر، بعد تمكين الأجيال من آليات اللغتين الأساسيتين العربية والأمازيغية.

وأوضح رئيس المجلس في تصريح لوكالة الأنباء على هامش مشاركته في ملتقى نظم بالمركز الجامعي لتيبازة حول ”إصلاحات كتب الجيل الثاني في المدرسة الجزائرية”، أن المرحلة الأولى تتطلب تمليك آليات اللغتين الرسميتين للأجيال الصاعدة قبل الانفتاح على لغات العالم من خلال تعدد لغوي ”متنوع ومقصود”، مضيفا أن التمسك باللغتين العربية والأمازيغية لا يعني التقوقع داخلهما وإهمال ”لغة الانترنت” والإنجليزية ولغات عالمية على غرار الاسبانية والصينية وغيرها من اللغات الأخرى التي لها مكانتها في العالم.

كما اعتبر ”المقصود أيضا من التعدد اللغوي، ضرورة المحافظة على اللغة الفرنسية كمكسب أو غنيمة حرب، مع الانفتاح على لغات العلم والاستفادة منها”.

في سياق متصل، قال السيد بلعيد إنه ”لا يوجد ما يسمى بالجيل الثاني.. بل هناك جيل واحد ويقصد به الإصلاح وتقديم القيمة المضافة ومراجعة بعض النقائص ومراعاة المتغيرات والتطورات من حيث نوعية المحتويات مع إعطاء كامل الوقت حتى تتمكن وزارة القطاع من إصدار كتاب يتفادى الأخطاء ويحتوي على مضامين جيدة”، مبرزا أن هيئته التي يترأسها شريك في عملية إعداد كتاب الجيل الثاني.

ورافع رئيس المجلس الوطني للغة العربية من أجل الحوار والتعايش بعد أن أبرز أن الأمم تقدمت بفضل النقد البناء والسماع لصوت الأخصائيين والعلماء، في نفس الوقت الذي أكد فيه أن اللغة العربية ”لغة الإنسانية لأنها لم تنقرض وظلت صامدة لكنها في المقابل تحتاج للجانب العلمي لسد الثغرات والفراغات”.

واعتبر في هذا السياق أن ”الأجيال القادمة بحاجة لإصلاحات على المدى القريب والمتوسط والبعيد أولها التحكم في العلوم والمنطق والرياضيات”. لكنه دعا بالمقابل للحذر من بعض المحتويات المغرضة على شبكات التواصل الاجتماعي خاصة ما يسمى بتصنيفات التحكم في اللغات أو الجامعات أغلبها غير سليمة وسياسية لها أغراض أخرى.

كما دعا إلى الاهتمام بعد اللغتين الأم والرياضيات، بالمنطق العام وليس المنطق الخرافي، حيث أوضح أن التلميذ في سن مبكرة بحاجة أكثر لتفسير علمي ومنطقي وعقلي حول الظواهر، من غيرها من التفسيرات كالتفسيرات الدينية أو الخرافية، لتأتي بعدها مرحلة تعليم اللغات الأجنبية أهمها الإنجليزية.

كما يرى بلعيد أنه يتوجب على المدرسة الانفتاح على التكنولوجيات الحديثة مع تحسيس الأولياء والتلاميذ بخطورة الآلات الذكية على ذكاء الأطفال وكذا خطورة الهجين اللغوي المستعمل على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة الخاصة لأنها ”تخلخل الجانب الفكري في المنظومة التربوية”.

ترسيم الأمازيغية وضع حدا لتجار الهوية

على صعيد آخر، أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن قرار رئيس الجمهورية بترسيم اللغة الأمازيغية وضع حدا لما وصفه بـ«تجار الهوية”، مؤكدا أن اللغتين العربية والأمازيغية متكاملتين منذ 15 قرنا.

واعتبر قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بترسيم اللغة الأمازيغية، ”قرارا نبيلا وجريئا وسابقة في تاريخ الجزائر المستقلة..  فكك به تجار الهوية وسحب البساط من تحت أرجلهم”.

وبعد أن ابرز بأن ”الانفتاح على هويتنا اللغوية يعد ثراء ولا يمكن له إلا أن يأتي بالقيمة المضافة المرجوة”، اعتبر السيد بلعيد أن ”التنكر بأن أصلنا كلنا أمازيغ ككل ساكنة شمال إفريقيا هو جدل عقيم انتهى وطوي ملفه لأن الانصهار في اللغة العربية له دواعيه وأسبابه العلمية وفقا لقواعد اجتماعية”. وحسب السيد بلعيد فان قرار رئيس الجمهورية ”فكك الألغام التي كانت مزروعة” داعيا المختصين والأكاديميين للحوار وفق أهداف تخدم الجزائر بثقافتها وهويتها وتراثها ووحدتها من أجل تعزيز التعايش والتكامل.

وأشار إلى أن الأمم التي تقدمت استطاعت تحقيق التطور بفضل تنوعها وتعددها وانفتاحها على الآخر، داعيا قطاع الإعلام إلى بذل مجهودات من أجل المساهمة في تحقيق الانسجام الإيجابي على اعتبار أنه يقع على الصحافة دور أساسي يتوجب أن تلعبه.

وقال بالمناسبة إن الملتقى الأخير المتعلق بتعايش اللغتين العربية والأمازيغية ”أعطى نتائج مبهرة” خاصة وأن ”70 بالمائة من الألفاظ مشتركة بينهما”، قبل أن يؤكد على أهمية دور الأكاديميين المتشبعين بمرجعية وطنية جزائرية.