المحامية بن براهم تبرز دورها في أحداث ديسمبر 1960:

المرأة لعبت دورا محفزا في الموجة الشعبية

المرأة لعبت دورا محفزا في الموجة الشعبية
  • القراءات: 675
ق/ و ق/ و

أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، أمس، أن المرأة الجزائرية لعبت دورا «محفزا» خلال مظاهرات 11 ديسمبر 1960، واصفة تلك الأحداث «بالموجة الشعبية الجارفة».

وأبرزت بن براهم خلال محاضرة حول «مساهمة المرأة الجزائرية في مظاهرات 11 ديسمبر 1960» من تنظيم جمعية «مشعل الشهيد» بالعاصمة أن «النساء الجزائريات حتى وأن لم يكن متعلمات إلا أنهن يتمتعن بنضج سياسي جعلهن يخرجن إلى الشارع، وبالنسبة لبعضهن سبقن حتى أبائهن وإخوانهن أو أزواجهن وبالتالي لعبن دورا محفزا لهؤلاء خلال تلك الأحداث».

كما اعتبرت تلك الأحداث «الموجة الشعبية الجارفة»، مؤكدة أن دور «المتزعمة» الذي تقاسمته النساء الجزائريات في تلك المظاهرة التاريخية كان كبيرا إلى درجة لم يجد فيه أقاربهن من الرجال «أي خيار إلا الانضمام إليهن».

وبصفتها محامية سبق لها أن دعت السلطات الفرنسية إلى معرفة مصير المتظاهرين المفقودين خلال ذلك اليوم التاريخي، أعربت السيدة بن براهم عن أسفها للعدد الكبير من القتلى والجرحى الذي تم تسجيله من بين الجزائريين. مشيرة إلى الشهيدة صليحة واتيكي التي استشهدت بالرصاص الغادر للشرطة الفرنسية عن عمر لم  يتعد 12 سنة.

وتابعت ذات المحاضرة تقول أن «11 ديسمبر 1960 كان مفاجأة للجميع بما في ذلك الفرنسيين الذين كانوا يحسون بأمر يتم التحضير له، لكنهم كانوا يجهلونه مما يفسر الإخفاق الذي تبعه»، مضيفة أن الجزائريين رفعوا لأول مرة بعض الشعارات خلال هذه المظاهرات التاريخية، منها «الجزائر مستقلة ومسلمة»، «تحيا جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني»، «تحيا الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية»، وكذلك «فرحات عباس رئيسنا».

وأبرزت المحامية كيف تمكنت جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من استغلال تلك الأحداث لصالحها، مذكرة في هذا الصدد بالخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فرحات عباس بتاريخ 16 ديسمبر من نفس السنة بوهران حيث ندد بالوحشية التي تعاملت بها الإدارة الاستعمارية تجاه المتظاهرين السلميين.

ولدى تطرقها للظرف الذي سبق «أحداث 11 ديسمبر 1960» أشارت المتدخلة إلى زيارة الجنرال ديغول إلى الجزائر قبل يومين من ذلك والذي  كان سيقترح حلا للمسألة الجزائرية، حيث أوضحت بأن ذلك الحل كان يتمثل في «جزائر جزائرية» لكنها مرتبطة دائما بفرنسا الاستعمارية «أي حلا بديلا بين الخضوع والإدماج»، مبرزة مدى تمكن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من إظهار المسألة الجزائرية على الساحة الدولية.

وأكدت السيدة بن براهم في الأخير على ضرورة معرفة الجزائريين لهذه الصفحة المجيدة من حركة التحرير الوطنية وإحدى المنعطفات الفارقة في الحركة النضالية وذلك حتى «نقيم حق تقييم قدر الاستقلال»، على حد قولها.

للإشارة بادر المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى بالمناسبة إلى إقامة حفل تكريم رمزي على شرف المحامية بن براهم وكذا الصحفي محمود بوسوسة، الذي يعتبر من الشباب المتظاهرين الذين تحدوا خلال ذلك اليوم المشهود من تاريخ الثورة إحدى اكبر القوى الاستعمارية في تلك الفترة.