الكاردينال أنجيلو بيتشو الممثل الخاص لبابا الفاتيكان:

الرهبان الضحايا فضلوا البقاء إلى جانب إخوانهم الجزائريين

الرهبان الضحايا فضلوا البقاء إلى جانب إخوانهم الجزائريين
  • القراءات: 1313
رضوان.ق رضوان.ق

كشف الكاردينال أنجيلو بيتشو الممثل الخاص لبابا الفاتيكان عن امتنانه لقبول الجزائر تنظيم تطويب الرهبان بمدينة وهران، مؤكدا في كلمة ألقائها خلال تدشين كنيسة السيدة النجاة بأن الإنسانية بحاجة اليوم للعيش معا في سلام والذي كانت الجزائر قد بادرت إلى طرحه وتقديمه كيوم عالمي للإنسانية.

وأكد الكاردينال أنجيلو بيتشو الذي حل بوهران أول أمس، رفقة وفد رسمي هام من الفاتيكان وممثلي عدة كنائس كاثوليكية عبر العالم بأن "العيش معا أصبح اليوم مطلب الجميع، فلكل ديانته وأفكاره الخاصة وأفكاره السياسية ولكن كل هذا الاختلاف يتطلب منا العيش معا في احترام والعيش في التعاون وتضامن وكل الديانات هدفها واحد وهو كيفية الوصول بالإنسان المعتقد إلى تحقيق السعادة والسعادة لا يمكنها أن تتحقق في ظل الصراعات مع الآخر ما يجعل من العيش معا هدفا للجميع لضمان السلم للإنسانية وأنا جد شاكر للمبادرة التي وافقت عليها الجزائر".

وأبرز الكاردينال بيتشو بأن مبادرة التطويب لصالح الرهبان الذين اغتيلوا بالجزائر جاءت ردا للاعتبار لأولئك الذين رفضوا مغادرة الجزائر خلال سنوات الدم بالرغم من الدعوات التي وجهت لهم لمغادرة الجزائر مفضلين البقاء إلى جانب إخوانهم الجزائريين ومنح أرواحهم من أجل الآخرين وهو ما دفع بالكنيسة لتكريمهم وتطويبهم ليكون نموذجا لفكرة منح الحياة من أجل أن يعيش الآخر.

من جانبه، جدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى دعم الجزائر لمبادرة الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر والتي دعا إليها الأسقف العام السيد "بول ديفارج" جزائري الجنسية وهو المقترح الذي حظي بموافقة بابا الفاتيكان ودعمه رئيس الجمهورية ورافق إنجاحه خاصة أنها أول مرة يتم فيها التطويب خارج الفاتيكان كدلالة على المكانة التي تحظى بها الجزائر كنموذج للتعايش السلمي. مضيفا بأن الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر نموذج في احترام قوانين الجمهورية الجزائرية عكس الذين يحاولون الترويج للتضييق على ممارسة الشعائر الدينية بالجزائر.

وأكد عيسى بأن ما وصلت إليه الجزائر اليوم يؤكد ما تعيشه الجالية المسيحية بالجزائر في ظل الانفتاح والتسامح مع الآخر، مشيرا إلى اللقاء الذي جمع أمس، عائلات الرهبان الذين قتلوا بالجزائر بعائلات الأئمة الذين قتلوا فوق منابرهم كذلك خلال نفس الفترة في صورة عن تقاسم المآسي والنظر للمستقبل.

وقد أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد عيسى رفقة الكاردينال، ممثل باب الفاتيكان أمس، على تدشين كنيسة السيدة النجاة بأعالي جبل المرجاجو وذلك بعد استفادة الكنيسة من أشغال ترميم شاملة كلفت 32 مليار سنتيم واستغرق استكمال مشروعها 3 سنوات، وهو المبلغ الذي شاركت فيه الجزائر بنسبة 60 بالمائة، كما تم بالمناسبة تدشين ساحة العيش معا في سلام وهي الساحة الواقعة بنفس المنطقة والتي تتوسط مسجد رباط الطلبة والكنيسة والتي أكد الوزير بأنها رمزية هامة لمفهوم التعايش معا في الجزائر والذي يجسد في كل معانيه بين الديانتين.