مسرحية «ماكبت» لأحمد خودي

حبّ السلطة في تجلٍّ عبثيّ

حبّ السلطة في تجلٍّ عبثيّ
  • القراءات: 802
❊  من تيزي وزو: دليلة مالك   ❊  من تيزي وزو: دليلة مالك  

قدّم المسرح الوطني الجزائري «محيي الدين بشطارزي» آخر عمل أنتجه وعرضه أوّل أمس بمسرح «كاتب ياسين» بتيزي وزو، وأخرجه المخرج المتميّز أحمد خودي، الذي أبدع رفقة كلّ الفريق الذي اشتغل في المسرحية وأدهش الحاضرين الذين توافدوا بقوة. ويعود نص العمل للكاتب الروماني يوجين يونيسكو الذي استقاه من نص ويليام شكسبير «ماكبث» بلمسته العبثية وبكثير من الكوميديا.

قد تبدو مسرحية  «ماكبث» غير منطقية من منطلق العبثية التي تَحرّك بها صاحب النص يوجين يونيسكو، إذ قدّم شخصيات المسرحية بشكل كوميدي، كما كانت اللغة المستعملة لا تتصل بين الناس، ونجد الحوار غير محكم. وتأتي المبالغة المقصودة لضمان هذه العبثية التي تحتاج أيضا إلى تجاوز الصراع، ولكن تسلسل الأحداث وكل هذه الشروط نجح المخرج المسرحي أحمد خودي في تنفيذها في مسرحية «ماكبث»فينسختهاالجزائرية.

وتدور أحداث المسرحية حول موضوع الصراع على الحكم بكثير من العبثية في التناول، عن الملك دانكن الذي يُسقط حكمه جنراله ماكبث وصديقه بانغو. وسبق للجنرال غلاميس الإطاحة بدانكن، لكن صديقه كاندور يعدل عن قراره في الأخير، فيفشل غلاميس في مهمته.

هذا الصراع من أجل الوصول إلى سدة الحكم الذي بدأ من غلاموس ثم مع ماكبث الذي نجح في ذلك، تطوّر مع محاولة صديقه بانغو لما تدخّلت الشيطانتان لتوسوس بينهما. يقتل ماكبث صديقه، وتحمله نزوة حب السلطة والتشبث بها إلى ما لا يُحمد عقباه، وبينما هو كذلك يظهر مالكوم ابن الملك دانكن عائدا من قرطاج بجبروت وقوة خياليين، مطيحا بماكبث، ومستعيدا عرش والده.

جدير التنويه به أنّ معد السينوغرافيا سليمان بدري قام بعمل رائع عزّز الصور البصرية للمسرحية، وتماشى مع التركيب الصوتي الذي تكفل به مجيد منصوري.

هاتان الدعامتان أعطتا للمسرحية قوة ونجاحا، وكذلك العمل الكبير الذي قام الممثلون به، الذين ضمنوا إنجاح العرض، حيث أمسكوا بزمام إيقاع المسرحية على مدار 100 دقيقة.

وشارك في التمثيل كل من بوعلاق محمد، يسعد عبد النور، مداح أحمد، روبحي فيسة منيرة، حجلة خلادي، يزيد صحراوي، هورو سليمان، نصار صالح وشعبان محمد عزيز.         

والمسرحية ستتجوّل في بعض مسارح شرق البلاد، فيوم 27 نوفمبر ستُعرض في مسرح بجاية «عبد المالك» بوقرموح، ويومي 28 و29 في مسرح العلمة بسطيف، ويوم 30 نوفمبر بمسرح «محمد الطاهر فرقاني» بقسنطينة، وفي الفاتح ديسمبر بمسرح «عز الدين مجوبي» في عنابة.

وستمثل المسرحية المسرح الوطني في منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الجديدة، المرتقب تنظيمها في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الداخل.