واقع مصالح الحالة المدنية بالعاصمة

اكتظاظ رغم فتح الملحقات واستعمال التكنولوجيات

اكتظاظ رغم فتح الملحقات واستعمال التكنولوجيات
واقع مصالح الحالة المدنية بالعاصمة رشيد كعبوب
  • القراءات: 1317
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

رغم تطور الوسائل التقنية وتخفيف الوثائق الإدارية بمختلف الملفات، واستعمال التكنولوجيات الحديثة في استخراج الوثائق، إلا أن مشاهد الطوابير تبقى قائمة بالعديد من بلديات العاصمة التي زارتها "المساء"، فوجدناها تعج بالمواطنين، وتكون أخفّ بالفروع البلدية التي تم استحداثها في مختلف الأحياء. والملاحظ أن الزحمة بقيت مختصرة على مصلحة الحالة المدنية بالمقر "الأم" للبلديات، لاسيما تلك التي تقع بها إدارات وهيئات تتطلب من الوافدين عليها استخراج وثائق، والمصادقة على أخرى وغيرها.

لا ينكر أحد أن الجهود التي قامت بها الدولة من أجل تحسين المرفق العمومي أتت أكلها بشكل لا يمكن إخفاؤه، وإذا عدنا سنوات قليلة إلى الوراء، وقارنا تلك الطوابير والحشود من المواطنين، وحجم المتاعب التي تتسبب فيها للجميع، وقارناها بما هو واقع اليوم، لأدركنا أن الفرق شاسع، لكن المواطن يتطلع إلى إزالة كل المتاعب، واختصار الجهد والوقت، بالاستمرار في تخفيف إجراءات الملفات الإدارية، على غرار ما هو موجود في العالم المتطور. 

7 فروع إدارية بالكاليتوس والضغط قائم بالمصلحة المركزية

رغم فتح 7 فروع بمختلف أحياء بلدية الكاليتوس، منها القصر الأحمر، العرايسية، 1600 مسكن، النخلة، 917 مسكنا، الجمهورية، والدالية، إلا أن ذلك لم يقضِ على الضغط الكبير الذي لا زال مسجلا على مصلحة الحالة المدينة بالمقر المركزي للبلدية، التي يتوافد عليها المواطنون بشكل غير منقطع، حسبما ذكره لـ«المساء"،  مسؤول المصلحة الذي أكد أن الوافدين نحو المصلحة لا يأتون من إقليم البلدية فحسب، بل من البلديات المجاورة، كسيدي موسى، الحراش، والدار البيضاء، ويفضلون الكاليتوس من أجل خدماتها الجيدة والتوقيت المناسب. مشيرا إلى أن مصلحة الحالة المدنية بالبلدية تعمل إلى غاية السابعة مساء، على عكس البلديات الأخرى التي تتوقف بها الخدمات على الساعة الرابعة عصرا.

أفاد المصدر أن الشبابيك الـ7 تقدم خدمات للمواطنين بأحيائهم، وتخفف من عناء التنقل إلى المركزية، وأنه لولا هذه الفروع، لكانت درجة الضغط لا تطاق، خاصة أمام تزايد عدد السكان، واستحداث أحياء جديدة. وأكد المسؤول أنه، إضافة إلى ذلك، تم تخصيص شباك لشهادة عدم العمل.

تفخر بلدية الكاليتوس لأنها كانت السباقة إلى اعتماد نظام الإعلام الآلي  لاستخراج الوثائق، والتخلص من تحريرها بخط اليد، وكانت من البلديات الرائدة في استخراج الوثائق باللغة الفرنسية، حيث تم جلب برمجية خاصة، تمكن الأعوان من نسخ مختلف الوثائق بالفرنسية. مشيرا إلى أن بلدية الكاليتوس حطمت الرقم في تسجيل المركبات، حيث تصل سنويا إلى أكثر من 11 ألف مركبة، وقد وصل العدد إلى غاية بداية أكتوبر الفارط أكثر من 6527 مركبة.

تخفيف الوثائق لم يحل مشكل الضغط بالشبابيك

عند زيارتنا لمصلحة الحالة المدنية ببلدية حسين داي، وجدناها كخلية نحل تعج بالمواطنين، رغم أن العديد من الملفات الإدارية تم تخفيفها، وذكر لنا رئيس المصلحة، السيد بلجودي، أن العديد من المواطنين يفضلون أو يضطرون إلى استخراج وثائقهم من بلدية حسين داي، كونها قريبة من مقر عملهم، ويتفادون التعطل عنه، وحسبه، فإن البلدية تضم العديد من الشركات والمؤسسات الإدارية والاقتصادية، وتشهد إقبالا كبيرا من طرف مواطني بلديات مجاورة، مثل المقرية، باش جراح، وبوروبة، رغم أن الخدمات نفسها. بشأن استخراج الوثائق باللغة الفرنسية، قال محدثنا بأنها تسير على أحسن ما يرام، ولا يجد المواطنون صعوبة في قضاء حاجياتهم الإدارية.

تدفق كبير للمواطنين على الشبابيك بالحراش

كذلك الأمر بالنسبة للحراش التي تشهد اكتظاظا وضغطا دائمين، حسبما لاحظناه، حيث لم يسع مقر مصلحة الحالة المدنية العدد الهائل من المواطنين المتوافدين من مختلف بلديات العاصمة، حسبما أكده لنا لخضر عيدي، مسؤول بالمصلحة، الذي أوضح أن هناك العديد من الأسباب التي جعلت مصلحة الحالة المدينة بالمقر المركزي للبلدية يكتظ بزائريه، ومنها قربه من بعض الإدارات، وأهمها مقر محكمة الحراش التي ذكر بشأنها محدثنا أن عشرات المتقاضين يتدفقون يوميا على شبابيك الحالة المدنية لطلب مختلف الوثائق، ويشكلون ضغطا كبيرا داخل ردهة المصلحة، مثلما لحظناه بعين المكان، مما يرهق الموظفين ومسؤولي المصلحة، حيث تزامنت زيارتنا للمصلحة، حينما كان مسؤول المصلحة يتناول غداءه بالمكتب، قائلا "لا أستطيع الخروج لتناول الوجبة، لأن ظروف العمل تتطلب البقاء في المصلحة  طوال فترة العمل، مؤكدا أن الضغط يخف قليلا في الفترة المسائية، لاسيما أن الخدمات متوفرة إلى غاية السادسة مساء".

الإعلام الآلي خفف المتاعب ببلوزداد والقصبة

في زيارتنا لبلدية بلوزداد، لاحظنا توافدا متوسطا للمواطنين على شبابيك الحالة المدينة، حيث أوضحت لنا إحدى الموظفات أن الضغط خفّ بشكل كبير، بفضل استعمال تقنيات الإعلام الآلي التي خففت الكثير من المتاعب، ووفرت الجهد والوقت، وزادت في قضاء حاجيات المواطنين، مشيرة إلى أن مصالح البلدية شرعت منذ مدة في استخراج الوثائق باللغة الفرنسية، نفس الشيء لاحظناه ببلدية القصبة التي تسير بها الخدمات بشكل عادي، إذ لا تنقطع بها حركة المواطنين المتوافدين، وذكر لنا مسؤول المصلحة أن الأمور ستتحسن أكثر، بعد تدشين فروع إدارية أخرى بإقليم البلدية، إحداها بشارع "عبد الرحمان عرباجي"، مما سيخفف الضغط أكثر.

ساعات إضافية للتخفيف بالجزائر الوسطى وسيدي امحمد

تسعى بلديات أخرى إلى تخفيف الضغط عن طريق تمديد ساعات العمل إلى السادسة مساء، وبعضها إلى التاسعة ليلا، مثلما هو الحال ببلدية الجزائر الوسطى، في قلب العاصمة، قصد تجاوز الطوابير بمصلحة الحالة المدنية التي خصص لها الطابق الأرضي، فضلا عن شبابيك لاستخراج النسخ بالفرنسية، لكن يبقى ذلك نسبيا. ذكر لنا بعض العمال أن الطوابير لا تنتهي بالمصلحة وتبقى قائمة، رغم التسهيلات الإدارية والفروع الموجودة بالبلديات الأخرى، ولاحظنا في زيارتنا للمصلحة أن مشهد الطوابير لا ينتهي بهذه البلدية إلا بعد العصر، حيث يتمكن مرتادو هذه المصلحة من قضاء مصالحهم، واستخراج وثائقهم دون انتظار، لكن بعض المواطنين أكدوا لنا أن الطوابير سببها وتيرة عمل الأعوان بالشبابيك، وفي هذا الشأن ذكر أحد المواطنين أنه لم يهضم بعض التصرفات الصادرة من بعض الموظفات اللواتي يكثرن الحديث على حساب تقديم الخدمات، مشيرا إلى أن ذلك راجع لعدم وجود صرامة من طرف المسؤولين، وأنه لم يجد طريقا لتقديم شكوى، إلا سجل الملاحظات والشكاوى ليدون انشغاله، داعيا المسؤولين إلى فرض نوع من الصرامة بالمصلحة، فيما يثني العديد من المواطنين على الموظفين بمصلحة الحالة المدنية للجزائر الوسطى، نظير ما يقدمونه، حسبما اطلعنا عليه في سجل الشكاوى والاقتراحات الموضوع في متناول المواطنين.