المحافظة السامية للأمازيغية

تكريم المبدعة خديجة حمسي

تكريم المبدعة خديجة حمسي
  • القراءات: 1193
دليلة مالك  دليلة مالك

نظمت المحافظة السامية للأمازيغية، أمس، بسينما الخيام بالجزائر العاصمة، حفلا تكريميا على شرف السيدة خديجة حمسي المصممة العالمية التي أخرجت الزّي القبائلي من نطاقه الفلكلوري ليكون لباسا معاصرا يمكن للمرأة أن ترتديه خارج المناسبات، وهي أيضا الفنانة الشاملة التي لطالما دافعت عن الرمز القبائلي الهندسي لتجسيدها في البيوت، إذ تراها جزءا من الشخصية الوطنية وجدير بنا الافتخار بها.

حضر الحفل عدد من الوجوه الثقافية والفنية لمشاركة السيدة خديجة حمسي فرحتها المستحقة، كيف لا وهي التي توّجت وطنيا وعالميا نظير أعمالها الفنية في مجال تصميم الأزياء، وهي التي أدهشت ملوك النرويج وسادتهم بأجمل القطع الفنية من اللباس القبائلي البهي.

هذه الفنانة التي استقبلت تكريمها بسعادة كبيرة، قالت إن سبب ولوجها هذا الفن نابع من غيرتها على أصالتها وثقافتها، وقد بدأت تشتغل في المجال وهي في الثالثة عشر ربيعا، وبرز نجمها لما انتقلت من بجاية إلى الجزائر العاصمة، حيث اشتغلت على نسج الأزياء لمسرحيين كبار على غرار كاتب ياسين، كما دعمها الرسام الكبير محمد إسياخم.

وقالت حمسي إن هناك من يدعي النضال والدفاع من أجل ترقية الأمازيغية، ولكنه على النقيض يسيء إليها.. وذكرت أن الثقافة الأمازيغية شأن الجميع وليس شأنا للناطقين بها، وضربت المثال بالكاتب المسرحي الراحل كاتب ياسين الذي لا يتقن الأمازيغية لكنها كانت تسكنه في قلبه وناضل من أجل تجليها.

وعرجت السيدة حمسي على بعض ذكرياتها، وروت كيف كانت أول من جعل الفنان الراحل معطوب الوناس يصعد على الخشبة ويؤدي أغاني من ألبومه الأول.

وصفتها الكاتبة جوهر أمحيس بالمبدعة الساحرة، التي أعطت النبل للرمز القبائلي، وناضلت ليبرز ويتجلى عالميا ليس فقط من خلال الملابس، ولكن أيضا من خلال بيتها الذي اكتسى حلة متوسطية ومتكأ جماليا بأدوات فنية قبائلية وشحت ذلك البيت. وذكرت أمحيس أن صديقتها التي تعرفها منذ أكثر من ثلاثة عقود، عرفت مولود معمري واشتغلت إلى جانبه في فك الرموز القبائلية الموجودة في الفخار واللباس.

من جانبه، ذكر عصاد سي الهاشمي أن مصالح المحافظة السامية للأمازيغية ستشرع في إصدار كتاب فاخر خاص بالسيدة خديجة حمسي، سيضم بين دفتيه صورا لأهم أعمالها الفنية.

والأكثر من ذلك، كانت خديجة حميسي تنتقل بسلاسة ما بين النسيج والأغاني والرقصات الشعبية، وتعلم الشعر النسوي (اشويق) إلى الطقوس التقليدية للأفراح والاحتفالات، بالإضافة إلى فن الطهي. كما عرفت دعما وتشجيعا لا ينضح من زوجها سي بوزيد وشخصيات ثقافية وطنية كبيرة على غرار كاتب ياسين وعلي زعموم وبن محمد ومحمد إسياخم.