أويحيى مستعرضا بباليرمو تجربتها في المصالحة ومكافحة الإرهاب:

الجزائر لن تدخر أي جهد من أجل السلم في ليبيا

الجزائر لن تدخر أي جهد من أجل السلم في ليبيا
  • القراءات: 732
مليكة. خ مليكة. خ

استعرض الوزير الأول، أحمد أويحيى، أمس، بباليرمو الإيطالية تجربة الجزائر في مجال المصالحة الوطنية والعيش معا في سلام. وذكر بتجربتها في مكافحة الإرهاب خلال المأساة الوطنية، حيث أشار إلى أن الجزائر التي عاشت عشرية عنيفة، تمكنت من النهوض بفضل سياسات الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي قادها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، كما دعا في سياق متصل المجتمع الدولي إلى «التوحد من أجل إقرار السلم في ليبيا وإصلاح الأخطاء التي اقترفها في هذا البلد»، مؤكدا بأن الجزائر «لن تدخر أي جهد لإنجاح هذا المسعى».

وقال أويحيى خلال الاجتماع المصغر الذي سبق ندوة باليرمو الايطالية المخصصة حول ليبيا، «بفضل السياسات التي تبنتها الجزائر، اكتشفنا أخيرا أننا كنا بحاجة للشجاعة السياسية لندرك بأنه بإمكاننا العيش معا وتسيير مستقبلنا وتطلعاتنا السياسية وهذا ما نأمله لأشقائنا الليبيين».

وشكلت ندوة باليرمو، فرصة للوزير الأول للتأكيد بأن استمرار الأزمة الليبية ناتج عن الانقسام الذي لايزال قائما بين الأطراف في هذا البلد فضلا عن تأثير بعض القوى السلبية والدعم الضعيف لجهود منظمة الأمم المتحدة في حل الأزمة والتدخلات الأجنبية العديدة في هذا البلد وفق أجندة مختلفة. 

وإذ سجل بأن مهمة تجاوز هذه التعقيدات ليست بالأمر الهين، إلا أن رئيس الهيئة التنفيذية أشار إلى أنها ممكنة «إذا ما اتحد المجتمع الدولي حول بعض النقاط التوافقية»، وفي حال التفاف المجموعة الدولية حول بعض نقاط الإجماع، مذكرا في المقام الأول بضرورة بذل كل المساعي لدعم جهود الأمم المتحدة.

وأبرز السيد أويحيى في هذا الصدد «بأن منظمة الأمم المتحدة»، «تقترح علينا اليوم مسعى يمر بانعقاد ندوة وطنية مطلع سنة 2019 وإجراء انتخابات خلال الأشهر الأولى من ذات السنة».    

كما أكد أن الحل في ليبيا يتطلب تقاربا بين الليبيين، «ولهذا فهم مطالبون بتجاوز خلافاتهم والقبول بتعدديتهم السياسية والإيديولوجية»، حيث قال في هذا الصدد «طالما أن منظمة الأمم المتحدة تعرض عليهم خارطة طريق من أجل إحداث التقارب بينهم، فيجب عليها أيضا أن ترغمهم على المضي قدما في هذا المسار، كما يجب على مجلس الأمن أن يمارس ضغطه وحتى عقوبات ضد كل فاعل ليبي من شأنه أن يعيق تنفيذ خطة السلام بالبلد». 

ولدى تطرقه إلى النقطة الحاسمة المتعلقة بالتقارب بين الفاعلين الليبيين، أكد السيد أويحيى أن «هذا الأمر يتطلب توقف التدخلات الأجنبية»، مضيفا أن «لكل  بلد الحق في أن يملك طموحات خاصة في ليبيا، لكن يتوجب على الجميع الإقرار بأن  تجسيد هذه الطموحات يتطلب أولا وقبل كل شيء أن تكون ليبيا بلدا سالما ويحافظ على وحدته وتكامله». 

كما استطرد يقول «فلننقذ أولا وقبل كل شيء هذا البلد رفقة الليبيين والأمم المتحدة». ودعا «إلى دعم تام وشامل لخطتها التي ستساهم في تجنب وضعية مقاربات منفصلة وفي بعض الأحيان مختلفة»، حاثا المسؤولين الليبيين «على تجاوز طموحاتهم الخاصة بما يخدم منفعة بلدهم وشعبه وكذا استقرار المنطقة».       

وجدد السيد أويحيى خلال النقاش التأكيد على أن الجزائر تبدي

«انشغالا كبيرا» للوضع في ليبيا، مبرزا الاهتمام الذي توليه لتسوية الأزمة «ليس فقط بدافع التاريخ والمصير المشتركين اللذين يربطان الجزائر و ليبيا، بل أيضا لانعكاسات هذه الأزمة على البلدان المجاورة من بينها الجزائر وعلى المنطقة كافة».

وذكر بالمناسبة بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل «مرافقة الليبيين في إطار المسار السياسي ورسالتها الدائمة من أجل السلم وهذا وفقا للمقاربة الجزائرية التي ترتكز على ثلاثية، عدم التدخل والمعاملة على قدم المساوة وتبني الليبيين للمسار بأنفسهم».

كما شدد على ضرورة «الحفاظ على وحدة الشعب الليبي وسلامة ترابه»،مضيفا أن تحقيق ذلك «يرتكز على الحوار الشامل والمصالحة الوطنية».

للإشارة، فقد شارك في هذا الاجتماع الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء الايطالي جيوسيبي كونتي، كل من الرئيس التونسي باجي قايد السبسي والمصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان والممثل الخاص للأمين العام  للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة.

وعن الجانب الليبي شارك في الاجتماع كل من رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج ورئيس غرفة النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري والمشير خليفة حفتر.

وتمت إحاطة المشاركين من طرف ممثل الأمين العام الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الذي ذكر بالنقاط البارزة بمقترحاته التي قدمها في ليبيا.

ويرافق السيد أويحيى الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في ندوة باليرمو حول ليبيا، وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل.

وتهدف ندوة باليرمو إلى «تحديد مراحل مسار ضمان الاستقرار» حيث تركز على مسؤولية الطرف الليبي واحترام المسار الذي وضعته منظمة الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة من خلال تركيز النقاشات على «مقاربة شاملة» قصد استرجاع الاستقرار والأمن إلى ليبيا.


مخطط السلام الأممي يحظى بقبول أهم طرفين ليبيين 

أكد الوزير الأول أحمد أويحيى أن مخطط السلام الأممي «يحظى بقبول» أهم طرفين ليبيين. وأوضح الوزير الأول في ختام أشغال هذه الندوة «لقد سجلنا بارتياح أن مخطط السلام الذي اقترحته منظمة الأمم المتحدة، والمتمثل في تنظيم ندوة وطنية مطلع السنة المقبلة وانتخابات رئاسية وتشريعية سيتم الاتفاق بشأنها، يحظى بقبول أهم طرفين ليبيين وهما المجلس الرئاسي لطرابلس وزملاؤنا من بنغازي بما فيهم المشير حفتر».

كما أشار إلى أن المساعي التي باشرتها مصر من أجل توحيد القوى العسكرية  الليبية «تحظى بالقبول لدى أهم مركزي قرار» في هذا البلد.

وأردف يقول «لقد بلغنا أن محادثات جارية منذ عدة أشهر برعاية مصر من أجل  توحيد القوى العسكرية في ليبيا، الجيش الوطني وباقي التشكيلات. ويبدو أن كل  هذه العوامل أفضت لإجماع جيد». 

في حديثه عن مجريات الندوة التي نظمتها السلطات الإيطالية، أوضح السيد أويحيى  أنه «من الطبيعي جدا أن تشارك الجزائر فيها لأن ما يعني هذا البلد يعني الجزائر أيضا بحكم الماضي والمستقبل المشترك وكذا بالنظر إلى التحديات التي يفرضها ذلك على الأمن في الجزائر».

وأعرب الوزير الأول عن أمله في أن تفضي الندوة الوطنية التي ستجري بليبيا خلال الربيع المقبل إلى «تعزيز الإرادة المشتركة في التوجه نحو حل سياسي» الذي ستمثله الانتخابات من أجل إعادة إعطاء الكلمة للشعب لتسوية المعادلة الصعبة التي يعيشها الليبيون والمتمثلة في «من هي الحكومة الشرعية».    


الحكومة الإيطالية: نتائج قمة باليرمو تفوق التوقعات 

أكدت مصادر في الحكومة الإيطالية، أمس، «أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن حل الأزمة الليبية، يتجاوز توقعات الحكومة الإيطالية»، حيث جدد رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي، دعمه للإصلاحات الأمنية والاقتصادية في ليبيا حسبما ذكرته مصادر إعلامية ليبية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في الحكومة الإيطالية، قولها في تصريحات، عند نهاية الاجتماع الذي تم أمس، بين رئيس الوزراء جوزيبي كونتي والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، وسياسيين كبار آخرين، أن الأمر يتعلق بـ»اتفاق قوي وملزم للغاية، وهو يمثل خطوة كبيرة».

وخلال كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر باليرمو المنعقد اليوم في عاصمة إقليم صقلية بإيطاليا، أكد وزير الخارجية الإيطالي جيوزيبي كونتي، «دعمه للإصلاحات الأمنية والاقتصادية في ليبيا»، مشددا على أن «هدف المؤتمر هو تيسير تماسك  المجتمع الدولي ودعمه للممثل الخاص غسان سلامة بما في ذلك تنفيذ خطة الأمم المتحدة».و.ا