العالمية والإنسانية لدى القديس أوغستين والأمير عبد القادر

ملتقى دولي لتعميق النّظر وتبليغ قيم العيش معا

ملتقى دولي لتعميق النّظر وتبليغ قيم العيش معا
  • القراءات: 555
وأ وأ

شكّل البعد العالمي والقيم الإنسانية في شخصية ومسيرة كل من القديس أوغستين، والأمير عبد القادر، موضوع ملتقى دولي نظم أمس، بعنابة، ليكون فرصة ”لتعميق النّظر وتبليغ قيم التعايش معا التي دافع 

عنها الرجلان”، كما أعرب عن ذلك سفير إيطاليا بالجزائر بسكوال فرارا.

وفي تصريح للصحافة على هامش أشغال هذا الملتقى أفاد سفير إيطاليا بالجزائر بأن ”التاريخ يشهد للجزائر جهودها المتتالية عبر فترات تاريخية متباعدة في ترقية قيم السلام والتعايش”، موضحا بأن الحديث عن بصمات  الشخصيتين الجزائريتين  والعالميتين القديس أوغستين والأمير عبد القادر، يندرج في هذا الإطار ويمثل فرصة لتحيين رسائل الإنسانية و العصرنة، وإثراء الحوار بين الثقافات بأبعاده  المتوسطية والعالمية.

وذكر في ذات السياق بأن مد جسور حوار الثقافات بين بلدان ضفّتي المتوسط يمثل ”أحد السبل لمواجهة تصاعد التطرّف، وإعلاء قيم التسامح بمنطقة المتوسط والمساهمة من خلالها في ترقية قيم الإنسانية في عصر العالمية”، منوّها بجهود الجزائر التي أثمرت ـ كما قال ـ بتكريس 16 مايو يوما عالميا للعيش معا.

وركزت المداخلات التي قدمت خلال هذا اللقاء الذي جرى بقاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي، بحضور سلطات الولاية وعدد من المثقفين وطلبة جامعيين على نقاط التقاطع والتفاعل في فكر رجلين يعتبران نموذجين عالميين لحوار الثقافات، ونشر  ثقافة السّلم والسلام واحترام الآخر كما تمت الإشارة إليه.

وفي مداخلته بعنوان ”فكران منيران نحو التقاطع في الاجتهاد” ذكر الأستاذ  محمد طيبي، باحث في الأنثروبولوجيا، بأن هاتين الشخصيتين العالميتين اللتين  جمعتهما أرض الجزائر في حقبتين متباعدتين كان لهما ”تأثير عميق في ترسيخ قيم الإنسانية وتنظيم العلاقات بين المجتمع”.

وأضاف بأن الشخصيتين يجتمعان فكريا في ”التفتّح على العالم واحترام الآخر مع  التشبّث بالأرض والدفاع عنها”.

من جهتها ركزت الأمينة العامة لمؤسسة الأمير عبد القادر، السيدة زهور بوطالب،  في مداخلتها على أهمية التعريف بالفكر العالمي للأمير عبد القادر، وإسهاماته في ”ترقية الحق في الحياة و إعطائه بعدا إنسانيا وعالميا”.

وتواصلت أشغال هذا الملتقى بعرض ومناقشة مداخلات حول ”مسيرة القديس أوغستين والتراث الأثري الذي تكتنزه الجزائر”، بالإضافة إلى مداخلة حول ”الحوار بمنطقة المغرب العربي”، مع التركيز على دور الجزائر في تشجيع الحوار وترقية السّلم عبر العالم.

كما يعرض في إطار هذه التظاهرة التي تدوم يوما واحدا بمبادرة لسفارة إيطاليا  بالجزائر، بالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي بالتعاون مع وزارة الثقافة فيلم من إنتاج جزائري ـ تونسي بعنوان ”أوغستين ابن دموعه” للمخرج سمير سيف، وذلك بقاعة سينماتيك عنابة.