عيسى يدعو إلى ترشيد الاحتفالات بالمولد النّبوي الشريف

5 قوافل ثقافية وعلمية تجوب 19 ولاية

5 قوافل ثقافية وعلمية تجوب 19 ولاية
  • القراءات: 469
ص/محمديوة ص/محمديوة

دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، إلى ترشيد الاحتفالات بالمولد النّبوي الشريف، حتى لا تقتصر فقط على ألعاب الأطفال النارية وغير الناريةّ، وتأخذ بالتالي بعدها العلمي والثقافي والتاريخي، خاصة وأنها تتزامن هذا العام مع إحياء الذكرى الـ64 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، معلنا بالمناسبة عن إطلاق 5 قوافل ثقافية وعلمية تجوب 19 ولاية من ولايات الوطن.

وجاءت دعوة وزير الشؤون الدينية خلال إشرافه أمس، بدار الإمام بالجزائر العاصمة، على إطلاق القوافل الثقافية والعلمية الخمس التي ستجوب عددا من ولايات الوطن طيلة شهر نوفمبر الجاري، تحت شعار «أعلام الجزائر... منارة للأجيال» من تنظيم المركز الثقافي الإسلامي وإشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.

وفي كلمة له بالمناسبة أكد الوزير، أهمية مرافقة الاحتفال بالمولد النّبوي الشريف بأنشطة ثقافية في كل بيت ومدرسة وحي، تهتم بالناشئة وتنشر فيها ثقافة حب خاتم الأنبياء، حيث قال في هذا الصدد «لقد تلاشى وذاب النقاش الذي كان يملأ مجالسنا في المساجد والمنتديات حول جواز الاحتفال بهذا الموعد من عدمه، بما يفسح المجال أمام المبادرات الواعية.. وها نحن اليوم نحتفل بالمولد النّبوي الشريف بالثقافة وبالعلم».

ويأتي تنظيم هذه القوافل التي تحمل كل واحدة اسما معينا كالأصالة والعلم والأخوة المستقاة من القيم النّبيلة للقرآن الكريم، ليشكل نقطة لقاء بين النخبة المركزية والمحلية للتعريف بأمجاد الأمة الجزائرية وتاريخها الأبي، ولتنشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تنادي بالوسطية والاعتدال.

وذكر عيسى، أن إطلاق هذه القوافل العلمية «التي تحمل معاني لترميم البناء وترميم التاريخ من أجل لملمة الأطراف وجمع الكلمة»، جاء في وقت تقاوم فيه الأمة الإسلامية فكرا عالميا، وهي اليوم هدف للاستعمار الحديث الذي أصبح لا يستخدم السلاح الفتّاك، ولا القنابل والمتفجرات بقدر ما يستعمل الذكاء»، وأضاف بأن «هذا الاستعمار أصبح يستخدم الإسلام لهدم الإسلام»، مذكرا بالعشرية السوداء التي عاشها الجزائريون خلال تسعينيات القرن الماضي، «عندما كان بعض أبناء الوطن يقتلون إخوانهم المسلمين وهم يستعملون عبارة الله أكبر».

كما أشار في سياق متصل إلى ما يحدث في دول عربية أخرى «أصبح فيها المذهب هو الهوية دون هوية الإسلام، بدل أن يكون وسيلة للتفكير والتحليل للوصول إلى الحقائق».

وحذّر وزير الشؤون الدينية، في هذا السياق من أن «الاستعمار الحديث أصبح يقرأ في تاريخنا وسقاطات مفكرينا ويعمل على إحيائها وإعادة بعثها من الأجداث ومن مقبرة التاريخ»، متأسفا لكون «حتى في مجتمعنا اليوم وعلى أرض الجزائر هناك بعض من أبناء الوطن ممن تأثر بأفكار دخيلة كادت تمزّق النسيج الاجتماعي».

ويأتي إطلاق هذه القوافل العلمية التي يؤطرها أساتذة جامعيون وعدد كبير من المشايخ لإعادة الحديث عن أمجاد الماضي، وتاريخ الأمة وتذكير الجيل الحالي بتاريخه وأصالته، خاصة وأن ذكرى المولد النّبوي الشريف تزامنت هذا العام مع ذكرى اندلاع الثورة المجيدة.

وتضم القوافل الثقافية والعلمية التي انطلقت من دار الإمام بالمحمدية أمس، قافلة الفتح التي ستجوب كلا من ولايات سوق أهراس وتبسة وباتنة، وقافلة الأصالة التي تجوب ولايات البليدة والجلفة والمدية وتيسمسيلت، وقافلة الأخوة التي تجوب ولايات الأغواط وبسكرة وغرداية، وكذا قافلة العلم التي ستجوب ولايات تلمسان ووهران ومستغانم، إضافة إلى قافلة نور الإيمان عبر ولايات بومرداس وبجاية وتيزي وزو والبويرة وبرج بوعريريج وسطيف.

للإشارة فقد حضر الإطلاق الرسمي لهذه القوافل العلمية سفير فلسطين بالجزائر لؤي عيسى، ضمن رسالة تأكيد على تمسك الجزائر بمواقفها الداعمة والثابتة لنصرة القضية الفلسطينية.