الجمعية الوطنية لمرضى الصدفية

وزارة الصحة مدعوة إلى انتهاج استراتيجية وطنية

وزارة الصحة مدعوة إلى انتهاج استراتيجية وطنية
رئيس الجمعية الوطنية لمرضى الصدفية، لحسن بعداش ت: رشيدة بلال
  • القراءات: 530
❊ أجرت اللقاء: رشيدة بلال ❊ أجرت اللقاء: رشيدة بلال

دعا رئيس الجمعية الوطنية لمرضى الصدفية، لحسن بعداش، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى الاهتمام أكثر بمرضى الصدفية بعد الانتشار الكبير الذي يعرفه هذا المرض، حسبما تشير إليه معطيات الجمعية، وقال في حديث خص به المساء، أن مرض الصدفية ورغم أنه مرض مزمن،  زالت أسبابه مجهولة، غير أن الوزارة الوصية لا توليه الاهتمام المطلوب، بدليل أن اليوم العالمي المصادف لـ29 أكتوبر مر كأنه لا حدث. وعن الجهود التي تبذلها الجمعية وأهم العراقيل كان هذا اللقاء.

بداية، كيف أحيت الجمعية الوطنية لمرضى الصدفية يومها العالمي؟

جرت العادة منذ خمس سنوات من تأسيس الجمعية، على إعداد برنامج يتضمن إجراء سباق يشارك  فيه المرضى، ويدخل في إطاره التعريف بالمرض الذي لازال مجهولا عند عدد كبير من المواطنين، حيث يتم دعوة المرضى المنخرطين بالجمعية إلى الاحتكاك بالمواطنين والتعريف بالمرض، من خلال هذه التظاهرة الرياضية التي احتضنتها غابة بوشاوي، وجرت على مسافة أربعة كيلومترات وانتهت بتوزيع  جوائز وميداليات على الفائزين وعلى كل من مد يد العون للمرضى.

بالحديث عن التعريف بالمرض، كيف ترى واقع مريض الصدفية اليوم؟

واقع مريض الصدفية لا زال صعبا، وتواجهه الكثير من المشاكل والعراقيل التي صعبت حياته، ولعل أبسط مثال على ذلك، عملية اندماجه بالمجتمع التي لا زالت تشكل للمريض أكبر تحد، بالنظر إلى جهل المواطنين بهذا المرض ورفضهم التواصل مع هذه الفئة، وأكثر من هذا، فظهور المرض على المريض دفع ببعض أرباب العمل إلى طرد العمال المرضى من مناصب عملهم، الأمر الذي زاد من معاناتهم، وهو ما وقفت عليه الجمعية بعد تسجيل عدد من الشكاوى وينتظر في الأيام القليلة القادمة رفع هذا الانشغال إلى وزارة الصحة، للتدخل من أجل حماية حقوق المرضى، خاصة من حيث ضمان التغطية الاجتماعية.

حدثنا عن الجهود التي تبذلها الجمعية لإقرار فكرة الاندماج؟

تجد الجمعية صعوبات كبيرة في إقناع المرضى برفع التحدي والخروج إلى المجتمع والتعريف بالمرض، وتظل الجهود بسبب ضعف الإمكانيات، قليلة لعدم رغبة المرضى في الانخراط بالجمعية واختيارهم إخفاء مرضهم، لتجنب النظرة الجانبية للمواطنين الذين يرفضون التواصل مع هذه الفئة خوفا من العدوى، في الوقت الذي أكدنا في أكثر من حملة تحسيسية بأنه مرض غير معد ولا زالت أسبابه مجهولة. كما أن الأدوية المتوفرة للعلاج تظل غير فعّالة، ونراهن عليها كمرضى للتقليل من الداء، كما أنها غير متوفرة في الصيدليات، ناهيك عن غلائها، الأمر الذي عمّق من معاناة المرضى.

بالنظر إلى غلاء الأدوية، كيف يتعامل المرضى مع هذا الداء الجلدي؟

أمام نقص الأدوية وغلائها، اهتدى المرضى إلى التداوي بالفحم الحجري والقطران، وهي من العلاجات التي ساهمت في تراجع هذا الداء لدى البعض، حيث يتم جلبه من بريطانيا وتونس والسعودية، غير أن الإشكال الكبير الذي تعمل الجمعية على لفت انتباه المرضى إليه، أن هذا القطران الذي يستعمل في التداوي ينبغي أن لا تزيد نسبة تركيزه عن 2 بالمائة، لأن زيادة نسبة التركيز تعرض المريض لاحتمال الإصابة بالسرطان، غير أن بعض المرضى وأمام  تراجع الطفح الجلدي نتيجة التداوي به، يسارعون إلى استعمال القطران الذي تزيد نسبة تركيزه عن 20 بالمائة، كل هذه المعطيات تجعلنا نلّح في كل مرة على وزارة الصحة التدخل للاهتمام بهذا المرض المزمن، وتنظيم ملتقيات لتوعية الموطنين وحث الأطباء على الاهتمام بهذا الداء،  من خلال مشاركة الجمعيات في نشاطاتها التحسيسية.

كم تحصي الجمعية من مريض الصدفية؟

للأسف الشديد، وجدت الجمعية صعوبات كبيرة في إحصاء المرضى، بسبب رفضهم الانخراط لعدة أسباب أهمهما: عدم الرغبة في كشف أمر مرضهم، غير أن التواصل مع المرضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا الفضاء الأزرق، كشفت لنا عن وجود أكثر من 3 آلاف مريض من مختلف ربوع الوطن، في حين تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى تسجيل الجزائر لأكثر من مليون مريض، أي ما يعادل 4 بالمائة، وهو عدد كبير يتطلب مبادرة وزارة الصحية إلى رسم إستراتيجية للتكفل بالمرض الذي يعرف انتشارا كبيرا، ومرجعه ـ حسب تقديري ـ القلق الذي يعتبر المسبب المشترك لمختلف الأمراض المزمنة، مثل السكري والضغط الدموي.