الكاتب والفنان ماسينيسا تيبلالي لـ "المساء":

نصيحتي للشباب.. اِستغلّوا الفرص فهي نادرة

نصيحتي للشباب.. اِستغلّوا الفرص فهي نادرة
الكاتب والفنان ماسينيسا تيبلالي ت: لطيفة داريب
  • القراءات: 573
❊حاورته: لطيفة داريب ❊حاورته: لطيفة داريب

بعد أن عرفت الطبعة الأولى من رواية "تلمود نرت" للكاتب ماسينيسا تيبلالي نجاحا كبيرا في الطبعة الثانية والعشرين للصالون الدولي للكتاب، تعود هذه المرة في طبعتها الثانية إلى "سيلا23"، لتؤكد حضورها الطاغي بين الأعمال الجزائرية المميزة. وفي هذا السياق، التقت "المساء" بصاحب هذا العمل على هامش تنظيم دار "الجزائر تقرأ" عملية بيع بالتوقيع، فكانت هذه الدردشة:

تشارك للمرة الثانية في صالون الكتاب، حدثنا عن ذلك؟

❊❊ بعد حلّ المشكل التقني الذي صاحب طبع الطبعة الثانية لروايتي "تلمود نرت" بفعل نفاد الورق الفضفاض (papier bouffant) واستعمال الناشر الورق العادي، صدرت روايتي "تلمود نرت" في طبعة ثانية بعد نفاد الطبعة الأولى في فيفري الماضي. وبالمقابل ومن الناحية الفنية والأدبية، أعتبر أن موضوع روايتي تاريخي ملحمي، وأزعم في عملي هذا أن هناك تلمودا ثالثا بعد التلمودين المعروفين، وهما البابلي والأورشليم.

لماذا اخترت هذا الموضوع تحديدا في أول عمل لك؟

❊❊ حقيقة لم تكن رواية "تلمود نرت" عملي الأول، بل كتبت عملا باللغة الفرنسية وأعمالا أخرى، لأنّني، مع الأسف، أهمل مؤلفاتي ولا أتمها، ولكن لسبب أو لآخر واصلت كتابة رواية "تلمود نرت"، واستثمرت فيها الكثير من الوقت والسفريات والأبحاث والاستشارات، وحاولت بكل جهدي أن أجعل هذا العمل قريبا من المثالية.

ماذا عن أعمالك السابقة، هل كان لها نفس حظ روايتك من الاهتمام؟

❊❊الكتاب الأدبي والفني الوحيد الذي أتممته هو رواية "تلمود نرت"، أما البقية فهي كتب ثقافية سياحية. لديّ أيضا كتب للأطفال وأقصوصة نشرتها في فرنسا، علاوة على الأشرطة المرسومة.

ما هي المعطيات التي تعتمد عليها لاختيار اللغة التي تكتب بها مؤلفاتك؟

❊❊ أكتب باللغتين العربية والفرنسية بشكل عفوي، لكنني في المستقبل سأختار اللغة التي أكتب بها وفق معطيات محددة. مثلا لو كتبت عن موضوع الأندلس أعتقد أن القراء المهتمين به هم الذين يقرأون باللغة العربية، في حين هناك مواضيع تمس أكثر القارئ باللغة الفرنسية؛ أي سأعمل على استهداف الأنواع المختلفة من القراء في أعمالي المستقبلية.

حدثنا عن الجائزة التي تحصلت عليها مؤخرا والمتعلقة بالمجال الآخر من مسيرتك الفنية، ألا وهي الفن التشكيلي؟

❊❊أنا فنان تشكيلي، وظفرت مؤخرا بالجائزة الدولية "أربوست" للفنون التشكيلية التي تنظمها هيئة "بوزار ديكوفارت" في مدينة مونت لاجولي (شمال باريس)، مع العلم أنني نلت نفس الجائزة سنة 2016. أما عن العمل الذي شاركت به هذه المرة فكان عبارة عن لوحة بتنقية الزيت على القماش، عنونتها "وجه لوجه مع العالم"، وفزت بها من بين 68عملاضمنالقائمةالقصيرةللجائزةبعدمااستقبلتالهيئةالآلافمنالمشاركات.

هل سبق لك أن أقمت معارض في الجزائر؟

❊❊ نعم العديد منها؛ الجماعية منها والفردية. وأذكر أن أول معرض فردي لي كان في أفريل 2011 برواق "عائشة حداد".

هل تفكر في إنجاز عمل كتابي برسوماتك أو يحمل لوحاتك؟

❊❊لا أرى داعيا لذلك رغم أنني تناولت الفن في روايتي "تلمود نرتبشكل مسهب جدا.وبالمقابل وضعت رسوماتي في كتاب مراد عمرون الذي يضم خمس مسرحيات.

تقوم أيضا بالإدارة الفنية للأفلام، حدثنا عن هذه المهمة

❊❊ نعم قمت بالإدارة الفنية لفيلم فرنسي بعنوان "المتاهة"، يتناول نوبل كشخص، بطولة كريستينا والس وسيريل مابي. كما قمت بنفس المهمة في رمضان الماضي، وبالضبط في فيلم "توام في واحد". والإدارة الفنية في الجزائر مهنة نادرة الوجود، فأغلب شركات الإنتاج تقصيها نظرا لتكلفتها، كما أنها تسبب العديد من الحساسيات بفعل نقص احترافية العديد من ممتهني الفن السابع، فليس من السهل تقبّل ملاحظات المدير الفني بالنسبة للمظهر الخارجي للممثل والديكور وغيرهما، فالمدير الفني عليه معرفة كل ما يدور في الفيلم، ويهتم بمهام الجميع. كما قمت بالإدارة الفنية لصالح شركات كبيرة في الجزائر.

كيف لشاب في سنك القيام بكل هذه المهام، هل لك أن تقدم للشباب وصفة نجاحك؟

❊❊ سأكون صريحا، ربما لن يجد القارئ نفسه في مساري، سيقول إنه من الصعب بل ربما من المستحيل تحقيق الأحلام، لكنني أؤكد له ضرورة استغلال الفرص التي لا تأتي مرارا. صحيح أنني توجهت إلى فرنسا منذ أربع أو خمس سنوات، وهناك فُتحت لي الأبواب لكنني كنت لامعا في بلدي الجزائر قبل سفري إلى فرنسا. أذكر أنني حينما كنت أدرس في ثانوية "محمد إسياخم" بالشراقة (العاصمة)، كنت أذهب إلى ورشات الرسم في دالي إبراهيم (العاصمة) وكان عمري لا يتجاوز 15 أو 16 سنة. أما في الجامعة فأنشأت رفقة أصدقائي، جمعية فنية، وكنا نستضيف فيها العديد من الفنانين المرموقين وعائلات الفنانين الكبار؛ مثل عائلة إسياخم. كما فتحت صفحة فايسبوك عن الفنون. ومرة اتصلت بي فرنسية اسمها كريستينا والس، وطلبت مني أن أعرض عليها بعض الرسامين من منطقة المغرب العربي، ففعلت، ثم اتصلت بها وطلبت منها إمكانية تقديم رسوماتي المتعلقة بالشريط المرسوم الذي تعلقت به منذ طفولتي، فكان ذلك. أبعد من ذلك، أعجبت كريستينا برسوماتي، وطلبت مني المشاركة في العدد المقبل للمجلة، وهكذا أصبح لدي جمهور في سويسرا وأمريكا والصين وأنا في الجزائر. وفي إطار آخر، أؤكد أن فني وأدبي وإدارتي الفنية كلها مكنتني من العيش اليسير وليس العكس.