الفنانة جهيدة هوادف تعرض برواق «محمد راسم»

82 لوحة تعيد الحياة إلى النفوس الحزينة

82 لوحة تعيد الحياة إلى النفوس الحزينة
الفنانة جهيدة هوادف تعرض برواق «محمد راسم» لطيفة داريب
  • القراءات: 1532
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

إلى كل قلب حزين ونفس مضطربة لوحات جهيدة قد تكون علاجا روحيا يجلب الطمأنينة ويطرد الهموم، فهَيَّ إلى فضاء «محمد راسم»، حيث يتواصل معرض الفنانة جهيدة هوادف إلى غاية الثالث من نوفمبر الداخل، ويضم 82 لوحة، كلّها أمل وألوان بهيجة.

تعرض الفنانة جهيدة هوادف 82 لوحة برواق «محمد راسم»، حيث أخذت باقة من زهورها المختلفة المتمثلة في معارضها السابقة، وعرضتها في هذا الفضاء، إضافة إلى لوحات جديدة، وهكذا انتقت لوحات من معارضها قصباجيات، شجرة، نقاوسيات، إفريقية التي رسمتها من 2010 إلى 2018، معتمدة في ذلك على تقارب المواضيع حتى تشكل عائلة تحمل نفس اللقب.

وتحدثت هوادف إلى «المساء» عن جديدها المتمثل في لوحات عن موضوع الحيوان. وفي هذا قالت: «موضوع الحيوان اهتم به الكثير من الفنانين منذ عصور ما قبل التاريخ. أما عني فانطلقت في رسم العديد من اللوحات عن الحيوان؛ بغرض وضعها في مجموعة لعرضها لاحقا». وأضافت: «ما يشدني في الحيوان تناقضاته، فهو لطيف وبري، خيِّر وشرير، كما أهتم بفطرته؛ أي العودة إلى الجذور وكل ما ينجر عنها».

وجاءت لوحات الحيوانات جميلة فعلا، حيث رسمت التشكيلية في كل لوحة، حيوانا في حجم كبير، تغمره الألوان القوية ويحيط به شيء من البهرجة، بدون أن ننسى أعينها اللامعة والكبيرة. وعبّرت عن سعادتها بعرضها مجموعة من لوحاتها في رواق يُعد عميد الأروقة في الجزائر، كيف لا وهو الذي احتضن ميلاد حركات فنية جزائرية، في مقدمتها حركة «الأوشام»، مشيرة إلى أن رواق «محمد راسم» شهد أيضا ميلاد الفن التشكيلي الجزائري وانطلاقته نحو العالمية.

وبعد مشاركة هوادف فنانين آخرين في معارض جماعية، تجد نفسها لأوّل مرة، في معرض فردي بهذا الرواق، وهي التي اقتحمت الفن التشكيلي منذ أكثر من ثلاثين سنة، لتجلب معها تاريخها الفني وتضيفه إلى هذا الفضاء التاريخي. وفي هذا تقول: «علينا بالحفاظ على هذا الرواق العريق الذي تعرّض للخطر أكثر من مرة، خاصة من تسرب الماء إلى جدرانه، كما أدعو الفنانين إلى عرض أعمالهم فيه لخلق دينامكية فنية مستمرة».

وفي هذا السياق، عنونت هوادف معرضها بـ «مرور طقسي»، وتعني به عرضها لوحاتها في رواق عريق يحمل تاريخا عظيما، ويشكل بصمة لهوية فنية جزائرية. وتقدّم العديد من اللوحات الجديدة، بالإضافة إلى اللوحات التي تحمل موضوع الحيوان، جاءت فيها شخصياتها بطلة جديدة، من خلال تسريحة شعر حديثة وكمّ هائل من الأزهار المحيطة بها، كما يظهر عليها الطيش والخفة. وأوضحت التشكيلية أن لكل فنان طريقته في التعبير عن الأشياء غير الجميلة، فهناك من يرسمها كما يشعر بها، وهناك من يحوّلها إلى شيء جميل، مشيرة إلى أن هذا الأمر جيّد، فلا أتعس من أن يكون جميع الفنانين سواء.

بالمقابل، لم يقتصر معرض جهيدة هوادف على عرض لوحاتها فحسب، بل نظمت خلاله نشاطين في انتظار نشاط ثالث في آخر سبت لمعرضها الذي تختتم فعالياته في الثالث من نوفمبر، والبداية بتنظيم لقاء مع الأطفال بمناسبة صدور كتابها للتلوين الذي يضم لوحاتها، وفي المقابل رسومات عنها باللونين الأبيض والأسود أهدتها للأطفال الذين استمتعوا أيضا بحكايات القاصة آسيا لعافي.

وفي هذا السياق، قالت: «من الجميل بل من الواجب أن ننقل تراثنا إلى الجيل الصاعد أبناء الغد، وهذا ما قمت به؛ باستضافة مجموعة من الأطفال قدموا رفقة أوليائهم، فكانت فرصة اللقاء مع فنانة تشكيلية ومشاهدة عملها عن قرب وكذا الاحتكاك باللوحات الفنية حتى نكوّن جمهور المستقبل للفن التشكيلي».

كما خصصت سبتها الثاني لقراءات شعرية لصديقيها فضيل بن صيفية وجمال رواني، إلى جانب فايزة عسيتاني وسليمة مليزي، إضافة إلى الشاعرة المغتربة الشابة مريم بن حبيلس. وفي هذا قالت: «أعشق المزج بين الفنون، أنا الفنانة التشكيلية التي تستضيف القاصَّ والشاعر والموسيقيّ وفنانين آخرين، لأنني أحب أن يكون فضاء العرض حاضنا لفنون أخرى، خاصة أن الشعر مهمش في الجزائر، ولتناقح الكلمات بالرسومات، فمن الجميل أن يلقي الشاعر قصائده في فضاء جميل ومليء بالألوان»، وسيكون السبت الأخير لمعرض جهيدة هوادف فرصة لاستضافة عازف القيتار ياسين فريد بلوي.