التربية السمكية المدمجة بالشلف

استزراع 6 آلاف من صغار البلطي النيلي

استزراع 6 آلاف من صغار البلطي النيلي
  • القراءات: 1798

قامت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بالشلف، خلال هذا الأسبوع، باستزراع زهاء 6 آلاف وحدة من صغار سمك البلطي النيلي في أحواض فلاحية بالمنطقة، حسبما عُلم أول أمس من المصالح. وأوضح رئيس مصلحة تربية الأسماك بالمياه العذبة الجيلالي بداني في هذا الصدد، أن الفرق المختصة التابعة للمديرية، قامت بجلب صغار السمك من مفرخة سيدي بلعباس بأحواض الفلاحين في إطار البرنامج الوزاري المسطر لإدماج التربية السمكية في النشاط الفلاحي.

أبرز السيد بداني أن هذه العملية شملت في المرحلة الأولى، ستة أحواض تتجاوز سعتها 4 آلاف متر مكعب، واستزرع في كل حوض 1000 وحدة من صغار البلطي النيلي، مشيرا بالمناسبة إلى أن مصالح المديرية والفرق البيطرية أضحت تتحكم جيدا في التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة. وتم بعين المكان تقديم إرشادات تكوينية للفلاحين حول ضرورة وأهمية هذه الثروة، سواء بالنسبة لتخصيب التربة والمياه من خلال المواد العضوية، وبالتالي الاستغناء عن الأسمدة الكيماوية أو بالنسبة لرفع مردودية الإنتاج الفلاحي.

وتسعى مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية إلى الاستفادة من حصص أخرى من المفرخات الوطنية (سطيف وسيدي بلعباس) وتوزيعها على باقي الفلاحين، لكنها تراهن، بالمقابل، كما يقول السيد بداني، على نشر ثقافة التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة بين الفلاحين أنفسهم المطالَبين بتوزيع الأسماك بعد تكاثرها على البقية.  كما تطرق المسؤول إلى نمو الوعي لدى العديد من الفلاحين الذين توافدوا على مصالح المديرية بغية التسجيل في دورات تكوينية حول التربية السمكية المدمج، وحتى الاستفسار عن سبل الاستفادة من عملية استزراع الأسماك بأحواضهم.   وتُعد التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة من الشعب التي باتت تحظى بأهمية بالغة لدى الفلاحين في ظل النتائج الميدانية، التي أبانت عن ارتفاع المردودية وجودة المنتجات الفلاحية مقارنة بالسابق، فضلا عن كونها مؤشرا لتلوث المياه إذا ما حدث نفوق للأسماك، بالإضافة إلى أنها مصدر للثروة السمكية القابلة للاستهلاك.

وفي هذا السياق، كشف السيد بداني أن سمك البلطي النيلي الذي يصل وزنه إلى 600 غرام، أكثر قابلية للاستهلاك بالنظر إلى مذاقه القريب من مذاق أسماك مياه البحر، والمختلف عن أسماك السدود والأودية، مشيرا إلى أنه يُعتبر إضافة قيّمة للعادات الاستهلاكية إذا ما تم نشر ثقافة طهوه وتناوله.

من جهة أخرى، تقوم مصالح الصيد البحري بعملية اقتناص أسماك البوري التي تدخل من عرض البحار إلى الأودية للتكاثر، ومن ثم إعادة أقلمتها مع المياه العذبة، ليتم فيما بعد توزيعها على الفلاحين.   وثمّن السيد بداني هذه العملية باعتبارها مبادرة محلية خاصة وبإمكانيات متواضعة، داعيا بالمناسبة جميع الفلاحين الراغبين في الاستفسار أكثر حول مجال التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة، للتقرب من مصالحه في انتظار تخصيص دورات تكوينية وأيام دراسية حول هذه الشعبة.

جدير بالذكر أن أولى عمليات التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة خلال المواسم الفارطة، انطلقت بشكل مقبول، إلا أنّها فشلت لدى بعض الفلاحين، بسبب نقص التكوين في هذا المجال، مما أدى إلى نفوق الثروة السمكية، فيما أكد بعض الفلاحين الذين لازالوا يمارسون هذه العملية، أنها أعطت نتائج كبيرة من حيث مردود الإنتاج وجودة المنتجات الفلاحية.