بعد سرطاني الرئة و الثدي

سرطان الجهاز الهضمي يحتل المراتب الأولى

سرطان الجهاز الهضمي يحتل المراتب الأولى
  • القراءات: 1062
 ح.شبيلة ح.شبيلة

حذر المتدخلون في فعاليات الأيام الدولية للسرطان في نسختها الـ14 بقسنطينة، من ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي منذ سنة 2015 بشكل كبير، حيث أكد الأطباء والأخصائيون أن سرطان الجهاز الهضمي سيحتل في السنوات المقبلة، بسبب ارتفاع معدل الإصابة به، المراتب الأولى قبل سرطان الرئة عند الرجل، والمرتبة الثانية بعد سرطان الثدي عند المرأة. 

شدد المشاركون في الملتقى الدولي الذي احتضنته قسنطينة، أول أمس، بمشاركة 500 أخصائي وباحث من عدة دول، على غرار السودان، النيجر، المغرب، فرنسا، تونس، الإمارات وغيرها، على ضرورة التشخيص المبكر لهذا النوع من السرطان، لتفادي تفاقم الوضع، مع تجنّب العوامل الأساسية المسبّبة له من أجل الحد من انتشاره، حيث أكدوا أن التزايد الملحوظ في عدد المصابين بالسرطان، خاصة في الجهاز الهضمي، يرجع إلى أسباب كثيرة، أهمها تغيير العادات الغذائية وتبني الوصفات والعادات الغربية، زيادة على التدخين وغيرها. مشيرين في السياق، إلى الصعوبات التي يواجهها المرضى،  خاصة في الدول الإفريقية والبلدان الفقيرة، رغم الجهود التي يقوم بها الأخصائيون في المجال، بسبب العجز المسجّل بالنسبة للبنى التحتية،  كالهيئات الاستشفائية المتخصصة في هذا المجال، ونقص مراكز الكشف المبكر عن كل أنواع السرطان، والتي في الكثير من الأحيان تتسبب في تفاقم الوضع.

أكدت رئيس مصلحة أورام السرطان والمسؤولة عن الملتقى، البروفيسور أسيا بن سالم، أن قسنطينة لوحدها تسجّل سنويا 200 حالة إصابة بسرطان الجهاز الهضمي، كلها حالات تعاني تقدما كبيرا، حيث طالبت المسؤولة المرضى بضرورة التحسيس بالكشف المبكر وطرق التدخّل السريع لتفادي تفاقم الوضع، من خلال التشخيص المبكر للمرض وعلاجه. أما عن الأيام الدولية للسرطان في نسختها الـ14 لهذه السنة، فركّزت، حسب البروفيسور، على آخر مستجدات علاج سرطان الجهاز الهضمي وتبادل الخبرات  والاستفادة من التكوين، تحت إشراف نخبة من الأخصائيين من مختلف الدول من أجل تقديم خبراتهم في هذا المجال، مع تسليط الضوء على أهم الاختراعات والاكتشافات الحديثة في مجال علاج مرض السرطان، وما وصل إليه العلم، خاصة في الدول الرائدة في علاج هذا المرض الفتاك، خاصة اليابان التي يعمل باحثوها اليوم على تقديم بعض التجارب التي من الممكن أن تأتي بثمارها، والتي من الممكن أن تقدّم نتائج أحسن من تلك المعمول بها حاليا.

من جهته، أكد الأخصائي في سرطان البنكرياس بمستشفى السرطان في دولة السودان، البروفيسور عبد الرحيم علي دابور، أن سرطان البنكرياس يعرف تزايدا كبيرا مقارنة بسرطان القولون، حيث أكدت الإحصائيات الأخيرة على تزايد الإصابة بهذا النوع الخطير من السرطانات بنسبة 25 بالمائة عالميا. وأضاف أن سرطان البنكرياس من أكثر السرطانات عدوانية مقارنة بسرطان الجهاز الهضمي وسرطان القولون بالتحديد، لأن المصابين به لهم الحظ في العلاج والعيش لفترة طويلة. كما دعا البروفيسور إلى ضرورة التوجه إلى الأخصائيين في أمراض الجهاز الهضمي في حال ظهور أية أعراض، خاصة أن الحالة الصحية قد تتأزّم في حال تهاون المريض.

أما الأخصائي في تشخيص أمراض السرطان في قسنطينة، الدكتور محمد الطاهر عيساني، فأكد أن سرطان الجهاز الهضمي، حسب آخر الإحصائيات، يمثل 40 ألف حالة إصابة جديدة، منها قرابة 70 بالمائة يتقدمون في مراحل متأخرة، حيث قال بأن سرطان الرئة بدأ عدد المصابين به يتناقص، مقارنة بعدد المصابين بسرطان الجهاز الهضمي الذي يعرف تزايدا كبيرا، وهي سرطانات شائعة ومنتشرة، رغم جهود الدولة في هذا المجال، باعتبار أنّ الجزائر نموذج للتداوي من هذا المرض الخبيث، فمنذ خمس سنوات فارطة، لم تكن الدولة تتوفر إلا على سبعة مراكز للتشخيص، بينما تتوفر حاليا على أزيد من 22مركزا،غيرأنه يجب التكفل بالأدوية التي تعرف بعض النقص، ودعا إلى ضرورة الاستفادة من المواد الكيماوية الحديثة والجديدة، ناهيك عن ضرورة الاعتناء بالجانب الغذائي والابتعاد عن كل ماهو مسرطن، خاصة التدخين الذي اعتبره من أهم أسباب المرض.