فيضانات الأربعاء تكشف غياب الإجراءات الوقائية

ندوة وطنية حول المخاطر الكبرى في أكتوبر

ندوة وطنية حول المخاطر الكبرى في أكتوبر
فيضانات الأربعاء تكشف غياب الإجراءات الوقائية
  • القراءات: 1097
المراسلون المراسلون

أكد المندوب الوطني للمخاطر الكبرى لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الطاهر مليزي، أن الكوارث الطبيعية وبخاصة الفيضانات التي تعرضت لها 18 ولاية عبر الوطن، كلفت الدولة 25 مليار د.ج إلى غاية 19 سبتمبر الجاري. كما كشف المتحدث عن التحضير لندوة وطنية حول تسيير المخاطر الكبرى شهر أكتوبر الداخل، بهدف تقييم أوضاع الكوارث الطبيعية وعلى رأسها الفيضانات.

واتخذت السلطات المركزية والمحلية عدة إجراءات وتدابير لتدارك الوضع بولاية قسنطينة، والعديد من الولايات التي شهدت اضطرابات جوية في الأيام الماضية، آخرها قسنطينة التي أودت الأمطار الطوفانية التي شهدتها بلدية حامة بوزيان الأربعاء الماضي، بحياة شخصين.

وقد شكلت لجنة مشتركة حلّت بالولاية لدراسة مخلّفات فيضانات وادي زياد بجملة من التوصيات.

رغم عودة الحياة ببلدية حامة بوزيان بولاية قسنطينة، إلى طبيعتها بعد رفع جل مخلّفات الأمطار الطوفانية التي ضربت منطقة جبلي أحمد أو ما يعرف بحي «الكانطولي»، بسبب انسداد مجرى وادي زياد على مستوى الجسر الذي يقطع محور الطريق في منطقة «الكانطولي»، وتحول المياه إلى الطريق الوطني رقم 27 الذي عرف كارثة حقيقية، فإن الخوف من تكرار مشاهد الأربعاء الماضي، لا يزال مخيما على سكان البلدية وحتى البلديات الأخرى بالرغم من الزيارات المتكررة للمسؤولين المحليين والمركزيين وتطميناتهم، والتدابير المتخذة وفي مقدمتها حملات التنظيف المتواصلة للمسارات التي غمرتها المياه وكذا الوادي وحواف الطرقات.

تقييم الخسائر وتدارك الأوضاع

حلّت مساء الخميس الفارط، لجنة وزارية مشتركة تضم كلا من المندوب الوطني للمخاطر الكبرى السيد مليزي الطاهر، والأمين العام لوزارة الموارد المائية السيد بلكاتب الحاج، والمدير العام للمنشآت ممثلا لوزارة الأشغال العمومية السيد شطيبي بوعلام، بقسنطينة للوقوف على الخسائر التي سببتها الفيضانات بمنطقة «الكانطولي» واتخاذ جملة من التدابير والإجراءات لتدارك الوضع.

فقد خرجت اللجنة بجملة من التوصيات أهمها مطالبة الجهات المعنية على غرار مديرية الموارد المائية والأشغال العمومية الانطلاق في دراسة تهيئة الوادي، وإعادة الاعتبار له مع مراعاة البنايات المتواجدة بالقرب منه، من خلال تكليف مكتب دراسات مؤهل بالولاية لمباشرة الدراسة ابتداء من صبيحة اليوم (السبت)، زيادة على تنظيف الوادي وتطهيره وتزويد السكنات المشيدة حديثا أمامه بشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب وتشجير الغابة الموجودة بأعالي «الكنطولي».

وأكد أعضاء اللجنة خلال اجتماعهم بوالي الولاية، موافقة السلطات العليا على تدعيم الولاية بعتاد الولايات المجاورة، والعمل بالتنسيق مع الديوان الوطني للتطهير للقيام بحملة تنظيف واسعة الأسبوع المقبل، عبر جل بلديات الولاية على غرار البلدية الأم وبلدية حامة بوزيان والخروب وغيرها.. من خلال تنظيف الوديان والبالوعات لتفادي أي كوارث مستقبلا، مشيدين بالإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها المصالح الولائية لتدارك الكارثة والتحكم فيها.

وكلّف والي الولاية مديرية الأشغال العمومية والري بإيجاد الموارد المالية لإنجاز قنوات صرف جديدة، مع تحضير بطاقة تقنية لإنجاز قنوات مياه الشرب وفتح معبر المياه وإنجاز حواف الطرق. كما كلّف محافظ الغابات بالقيام بعملية تطهير الغابة المتواجدة بالمنطقة ومباشرة عملية التشجير بمنطقة الانزلاق بمرتفعات «الكانطولي» خلال الأسبوع المقبل. 

من جهته دعا المندوب الوطني للمخاطر الكبرى السيد الطاهر مليزي، إلى ضرورة اختيار مكاتب دراسات مؤهلة وذات خبرة مستقبلا عند إنجاز المباني وفق معايير حديثة ووفق دراسة متكاملة، مع اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لتفادي هذه الكوارث من خلال الاستفادة من كل الوقائع الفارطة، مشددا على ضرورة أخذ الحيطة والحذر باعتبرهما مبدئين أساسيين في الوقت الراهن، في انتظار الانتهاء من تجسيد المشاريع والسياسة الوطنية المرسومة لهذا الغرض  والقاضية بتهيئة كل المناطق المعرضة للمخاطر خاصة منها الفيضان.

18 مصابا غادروا المستشفيات وخسائر في المحاصيل

غادر 18 مصابا مستشفى البير والمستشفى الجامعي ابن باديس مساء الخميس، بعد أن تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة وحالات صدمة جراء الفيضانات بعدما تماثلوا للشفاء، فيما تم تسجيل خسائر مادية معتبرة تمثلت في حافلتين و48 سيارة.

وفي المقابل تسببت كميات الأمطار الغزيرة التي تعدت الـ80 ملم في ظرف 23 دقيقة ـ حسب مصالح الأرصاد الجوية ـ في خسائر فلاحية معتبرة، حيث تضررت مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية بالعديد من المشاتي ببلدية حامة بوزيان وغيرها، كما أتلفت الأمطار والسيول هكتارات من المحاصيل والمنتجات الفلاحية التي شارفت على النضج وهو ما أكده عدد من الفلاحين الذين قالوا إن منتجاتهم الفلاحية تعرضت للتلف، بالإضافة إلى الأضرار التي مست المضخات وبعض المعدات، مطالبين الجهات المسؤولة وعلى رأسها والي الولاية ومديرية الفلاحة بضرورة إيفاد لجان لمعاينة الأضرار التي لحقت بمحاصيلهم وتجهيزاتهم.

الوالي يحمّل الكارثة للمواطنين!

من جهته حمّل والي الولاية السيد عبد السميع سعيدون، مسؤولية الكارثة التي ضربت بلدية حامة بوزيان للمواطنين وتسببهم في الكارثة بسبب رميهم لأطنان من النفايات المنزلية والهامدة بالوادي، مطالبا إياهم بالتحلّي بروح المواطنة وتفادى رمي القمامة والنفايات الصلبة داخل الوديان.

كما أرجع أسباب الكارثة التي ضربت بلدية حامة بوزيان، بسبب انسداد مجرى وادي زياد على مستوى الجسر الذي يقطع محور الطريق في منطقة «الكانطولي»، إلى عدم قدرة تحمل الوادي كمية الأمطار الكبيرة المتهاطلة والتي فاقت الـ80 ملم، وهي الكمية ـ حسبه ـ التي كانت من المفروض أن تتساقط خلال 3 أشهر في الظروف العادية، وأمر بالمقابل بتشكيل خلية أزمة على مستوى الولاية، وأخرى تبقى بعين المكان حتى صبيحة اليوم السبت تحسبا لأي تساقط آخر للأمطار.

هبّة تضامنية لإنقاذ العشرات من المواطنين

أدت الأضرار التي لحقت بسكان البلدية إلى تشكل هبة تضامنية شعبية كبيرة، أين تضامن السكان فيما بينهم لرفع مخلّفات الأمطار، ناهيك عن إنقاذ العشرات من المواطنين والأطفال الذين كادت أن تجرفهم السيول، والذين حوصروا في سياراتهم وحتى على متن حافلات النقل العمومي، فيما قام البعض الأخر من سكان الحي والمواطنين بنقل عدد من المواطنين الذين تضررت سياراتهم والذين يسكنون بأماكن بعيدة للمبيت بمنازلهم بحي جبلي أحمد والأحياء المجاورة.

من جهتها استعانت مديرية الأشغال العمومية بمديريات أربع ولايات مجاورة على غرار ولاية أم البواقي، سطيف، عنابة وباتنة، حيث تم تسخير إمكانيات مادية وبشرية للتكفّل بالوضعية.

وفاة زوجين و11 جريحا

خلّف التساقط المطري الكبير الذي شهدته ولاية قسنطينة، مساء الأربعاء الماضي، وفاة شخصين ويتعلق الأمر بزوج يبلغ من العمر 55 سنة وزوجته البالغة من العمر حوالي 40 سنة علقا داخل سيارتهما أثناء تساقط الأمطار في حدود الساعة الرابعة عصرا، ليتم تحويل جثتيهما إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن باديس .

كما أحصت مصالح الحماية المدنية إصابة 11 شخصا بجروح خفيفة تم إسعافهم وتحويلهم إلى مستشفى ألبير، مع تسخير 12 شاحنة تدخل، 6 سيارات إسعاف و70 عون حماية مدنية.

كما تنقل والي قسنطينة رفقة السلطات المحلية إلى عين المكان بعد دقائق من حدوث الفيضانات، وأكد أن كل الإجراءات تم اتخاذها مع تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية، حيث بلغت كمية الأمطار حوالي 60 ملم خلال بضعة دقائق، ما تسبب في حدوث فيضان بوادي زياد وتحول المياه إلى الطريق الوطني رقم 27 في مقطع الكانطولي الرابط بين قسنطينة وبلدية حامة بوزيان.

فيضان وادي مولاي العربي بسعيدة

تسببت الإمطار الرعدية الأخيرة المتساقطة بولاية سعيدة، خاصة بربوع بلدياتها في فيضان وادي مولاي العربي بحي أول نوفمبر، حيث غمرت مياه الوادي الناتجة عن كمية الأمطار المتساقطة التي شهدتها هذه البلدية التي تبعد عن مقر الولاية سعيدة بـ28 كلم، معظم سكنات الحي مما تسبب في إتلاف الأثاث وبعض الأجهزة الكهرومنزلية وتجمع الأوحال.

وقد أثارت هذه الوضعية استياء السكان من تكرارها كلما  تساقطت الأمطار رغم مناشدتهم للسلطات المحلية وعلى رأسها المنتخبين المحليين، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء بحث هذا المشكل ورفع المعاناة التي طالت.

كما تسببت سيول الوادي في شل الحركة والتنقل وسط الحي الذي يقع وسط بلدية مولاي العربي، إضافة إلى حدوث تشققات وتصدعات في جدران المساكن.

الفيضانات تغمر عدة أحياء بقالمة

اجتاحت الفيضانات الناتجة عن الأمطار الرعدية عدة أحياء ببلديتي وادي الزناتي وعين رقادة بولاية قالمة الأربعاء المنصرم، حيث غمرت المياه والأوحال عدة أحياء في كل من 60 مسكنا، 17 أكتوبر، 20 أوت 55، حي التوت، حدوش صالح، وببلدية ودائرة وادي الزناتي وقرية بكوش أحمد ببلدية عين رقادة، وقد تدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية بوادي الزناتي، وقامت الفرق بامتصاص المياه ومساعدة السكان على إخراجها من المساكن والمدارس.

❊وردة زرقين/ز.ز/ح.بوبكر /شبيلة-ح